.
مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وضع قطاع الغاز الطبيعي المزدهر في إسرائيل أنظاره على أوروبا المتعطشة للطاقة، لكن إسرائيل استخدمته أيضا لتحقيق هدفها الذي طال انتظاره والمتمثل في الاندماج في المنطقة مع الجيران العرب الذين كانوا يعادونها سابقا، كما تقول صحيفة واشنطن بوست.
ووافقت إسرائيل، الأربعاء، على ضخ ما تقدر قيمته بمليارات الدولارات من الغاز لأوروبا عبر منشآت تسييل مصرية على ساحل البحر المتوسط، حيث تجرى إعادة تصديره كغاز مسال، وذلك بعدما أوقفت روسيا الإمدادات وسارعت القارة لإعادة ملء مخزوناتها المتضائلة.
واستورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز من روسيا العام الماضي، أي ما يمثل 40 في المئة من استهلاكه.
ومن القدس، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مذكرة التفاهم، التي وقعها وزيرا الطاقة الإسرائيلي والمصري وممثلو المفوضية الأوروبية في القاهرة بـ”التاريخية” التي تهدف إلى إخراج أوروبا من “الابتزاز” الذي تمارسه عليها روسيا في مجال الطاقة.
أما بالنسبة لإسرائيل، التي احتاجت إلى مواجهة محاولة التخريب العرضية ضد خطوط أنابيب تصدير الغاز تحت البحر كما تقول واشنطن بوست، فإنها أيضا علامة على أن الزمن قد تغير.
وقال إسحاق ليفانون، الذي شغل منصب سفير إسرائيل في مصر في الفترة من 2009 إلى 2011 إن “هذا التعاون الفني العام لمساعدة أوروبا، التي نحن أقرب البلدان إليها في المنطقة، مهم للغاية”.
وشغل ليفانون منصبه قبل أن تنتج إسرائيل الغاز الطبيعي الخاص بها، وبدلا من ذلك كانت تستورده من مصر، مستخدمة نفس خطوط الأنابيب التي تستخدمها الآن للتصدير.
وإجمالا، تقول الصحيفة إن استهلاك أوروبا من غاز شرق المتوسط سيخفض إمدادات البقعة البحرية مقارنة بالإمدادات الروسية، لكنها ستكون جزءا من استراتيجية جامعة، تستورد من مصادر حول العالم، لسد عجز الطاقة الذي خلفته روسيا.
وبالنسبة للكثيرين في إسرائيل، كانت صفقة الأسبوع الماضي “علامة فارقة ومهمة في محاولة استمرت لسنوات لاستخدام الغاز من أجل إذابة العلاقات الجليدية مع جيرانها”، وفقا لواشنطن بوست.
ويقول موشيه ألبو من معهد السياسة والاستراتيجية في مركز هرتسليا (وسط إسرائيل) إنه مع الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة، والمعارضة العامة المتلاشية تدريجيا لإسرائيل في أجزاء من العالم العربي، يأمل العديد من الإسرائيليين أن تحقق صفقة تصدير الغاز شيئا أكثر قيمة من الربح؛ “المزيد من تطبيع إسرائيل في المنطقة”.
وصدرت مصر 8.9 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال العام الماضي و4.7 مليار متر مكعب في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام وفقا لمنصة بيانات ريفينيتيف أيكون، وإن كان أغلبه يذهب إلى آسيا.
كما نقلت رويترز عن مصادر من قطاع الغاز أن إسرائيل في طريقها لزيادة إنتاجها من الغاز إلى مثليه، في السنوات القليلة المقبلة، ليبلغ نحو 40 مليار متر مكعب سنويا، بتوسعة مشروعات وبدء تشغيل حقول جديدة.