السبت, سبتمبر 28, 2024
Homeاراءبمناسبة ذكرى مرور 34 عام على كارثة عمليات الانفال سيئة الصيت في...

بمناسبة ذكرى مرور 34 عام على كارثة عمليات الانفال سيئة الصيت في عام 1988 : علي حاول بكو

تعتبركارثة الانفال التي أرتكبها نظام البعث البائد على شعبنا الكردي في كردستان العراق في شهر اب 1988 واحدة من ابشع الجرائم التي ارتكبت في القرن العشرين، فقد أودت هذه الكارثة بحياة اكثر 182 الف شخص أغلبهم من النساء والاطفال والعجائز والشيوخ من أبناء الشعب الكردي بأبشع الطرق حيث دفنوا وهم أحياء، وكان 27 شخصا من عائلتي وهم والدتي و زوجتي و أولادي ومعهم أخواني وزوجاتهم وأولادهم من بينهم ولا يزال مصيرهم مجهولة لحد يومنا هذا، إضافة الى حرق اكثر من 3000 قرية وتحويلها الى الرماد ناهيك عن ممتلكات الفلاحين.
بالرغم من الكارثة التي لا يمكن نسيانها بسبب كبر حجمها وفقدان هذا العدد الهائل من أبناء شعبنا الكردي، لكنني اشعر بان هناك اهمال وتقصير في حق هولاء الشهداء المؤنفلين وربما هناك محاولات من البعض لأدخال هذا الملف على رف النسيان.
كما هو المعروف جرى اعلان إيقاف الحرب بين العراق والجمهورية الإسلامية الايرانية بتاريخ 8/8/1988 ثم قام الدكتاتورصدام حسين بسحب الجيوش ومن جميع صنوفه الذي كان يحارب به دولة ايران الجارة لمدة ثمان السنوات وقام بنقلهم الى حدود إقليم الكردستان أستعداد من اجل الهجوم على الحركة القومية الكوردية وتدميرها لغرض اخماد نيران الحركة الكوردية القومية المسلحة التي كان تطالب بحقوق الشعب الكوردي المشروعة، إضافة الى المعارضة العراقية الذي اعلنوا شعار الكفاح المسلح من اجل اسقاط النظام الفاشي وإرساء الديمقراطية لشعبنا العراقي مع ظمأن حقوق شعبنا الكردي في العيش بكرامة على ارضه، كل ذلك كان نتيجة السياسة العنصرية والشوفينية للنظام المقبور الذي حكم بالقوة والنار والحديد زهاء 35 عاما على رقاب شعبنا العراقي بشكل عام، وكان لشعبنا الكردي حصة الأسد من بطشه الفاشي.
بدأ الجيش العراقي تحركاته استعداد للهجوم على الكردستان، وكان في مقدمة الجيش النظامي عشرات الاف من المرتزقة الجحوش الكورد جنبا الى جنب إخوانهم من المرتزقة من سرايا أبي الفيراس الحمداني وهم كانوا محسوبين على الايزيدين، والذين كانوا في وقتها اعلنوا مبايعتهم لصدام في بغداد على انهم من طائفة اليزيدين الذين كانوا ينسبون أنفسهم الى نسب ابن المعاوية ابي السفيان ابي الحرب الاموي،علما ان الأيزيدين بشكل عام كانوا بعيدين بعد الاراض والسماء عن هذه المجموعة التي لم تكن لهم حدود في الدجل بأسم الايزيديين والخيانة والنفاق من اجل مصالحهم مع نظام صدام حسين البائد. حيث دعوا بانهم عرب اموين اصلاء حماة بوابة الشرقية للامة العربية واليوم نراهم يدعون أنفسهم على الأساس بانهم اكراد اصلاء بعد انتفاضة آذار المجيدة، لأنهم انتهازيون اذكياء وأصحاب خبرة متعلمين في الخيانة الوطنية والقومية والدينية ضد أبناء بني جلدتهم المغلوبين على امرهم ، ومن خلال ذلك كان تلك القوات محتشدة على حدود إقليم كردستان في منطقة بادينان بقيادة المقبور علي حسسين المجيد والملقب ب علي الكيمياوي يعاونه في ذلك وزير الدفاع سلطان هاشم ورئيس اركان الجيش نزار الخزرجي وبعد ذلك جرى تقسيم تلك القوات المنقولة من جبهات القتال مه ايران الى تخوم كوردستان ، ثم جرى توزيعها الى عدد محاور استعدادا للهجوم النهائي على الحركة الكوردية المسلحة وتدمير القرى في الجبال والاستيلاء على ممتلكات المواطنين الفلاحين، وقد اخذ هذا الهجوم بناء على بنود فتوحات تيمية في صورة الانفال على شعبنا الكردي ولذلك جعل منها تجديد التاريخ غزوة أراضي الكوردستان فاطلق عليها اسم الانفال الثانية على شعبنا الكردي.
وقد جرى توزيع القوات العراقية المهاجمة على مناطق كوردستان الى عدت محاور
1- محور عقرة منطقة الزيباري نحو كلي كافيا
2-محور الشيخان من خلال ناحية أطروش وقلعة كانيكا وكان الهدف منها للوصول الى مقرات الحزب، كل من لجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني في كلي سيء ده را
وفوج اول للحزب الشيوعي العراقي في كلي المراني خلف جبل كارة
3- محور دهوك من خلال ناحية زاويتا ثم الى سرسنك والعمادية باتجاه ديرة لوك للسيطرة على الشارع من اجل قطع الطريق في وجه البيشمركة وجماهير المنطقة لعدم تمكينهم من الهروب نحو الحدود الدولية
4- المحور الرابع من قضاء زاخو وناحية كأني ماسي وبأطوافا وصولا الى المقرين الرئيسين مقر لقى 1 للحزب الديمقراطي الكردستان وفرع الحزب الشيوعي العراقي الواقعتين الى نهر زيوا القريبين من حدود تركيا من اجل السيطرة على الشريط الحدودي ومحاصر البيشمركة مع جماهير المنطقة وعدم تمكنهم في الوصول الى تركيا
بدأت الحركة القومية الكوردية والبيشمه ركه بالاستعدادات لمواجهة الغزو العراقي من خلال تحالفات الأحزاب الكردية والوطنية حيث ابلغوا الجماهير على انهم سوف يتمكنون بالثبات في المقاومة في وجه الجيش والمرتزقة وسوف يحارب الى النهاية ، لكن كان للجماهير موقف اخر وابدوا آرائهم على عدم القناعة في الامكانية لدى الجبهة المتحالفة في المقاومة وعدم تمكن الجبهة في صد أي هجوم لجيوش النظام بسبب خلل التوازن في القوة من حيث العدة والعدد وخاصة كانت جماهير المنطقة تحمل المخاوف على ان النظام سوف يلجأ الى استخدام السلاح الكيمياوي على غرار قصف مدينة حلبجة الشهيدة بتاريخ 16 أذار1988
في يوم 23/8/1988 تزعزعت ثقة الجماهير الكوردية بسبب الخوف على أنفسهم وعوائلهم، وكذلك الخوف من عدم الصمود امام جحافل الجيش العراقي لذلك بدأو باخلاء جميع القرى من خلال المشي سيرا على الاقدام وكان هناك من بينهم يملكون حيوانات مثل الحمير والبغال حمل الأطفال والعجزة على ظهرهم ثم توجهوا نحو حدود ايران وتركيا ، وفي يوم 25/8/1988 بدأت قوات النظام بالهجوم من كافة الجبهات ومن خلال كافة صنوفه العسكرية وترسانته العسكرية من خلال الدبابات والطائرات الحربية والسمطية المخصصة لحرب العصابات في الجبال، وقد اطاقت عليها عمليات الانفال على منطقة بادينان والتي كان محررة وتحت سيطرة قوى الثورية المسلحة الكوردية، حيث تقدم المرتزقة وسرايا ابو فراس الحمداني والجحوش امام الجيش ثم باشروا في النهب والسلب وسرقة ممتلكات المواطنين الذين تركوا ديارهم وقامت قوات الجيش على اضرام النار في جميع القرى، ومنها جرى مسحها مع الأرض، وكان قوات الجيش سباقة في الوصول الى حدود تركيا وايران قبل الجماهير الهاربة حيث طوقوا هذه الحشود الهاربة من كل الجهات واصبحوا تحت نيران مدفعيتهم وقصفهم.
كنت مع عائلتي وعوائل اخواني ووالدتي ضمن هذه الحشود الهاربة حيث وصلنا الى كلي كافيا في منطقة زيباري وبينما نركض نحوا الحدودالايرانية البعيدة تحت الخوف والهلع وجدنا مجموعة من البيشمه ركه تأتي وتركض نحونا وتطلب منا الرجوع لان الجيش العراقي سيطر على المناطق الحدودية، وكان معنا الالاف الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ والعجائز الذين لم يكن لهم لا حوا ولا قوة، حينها علمنا بأننا أصبحنا محاصرين ولا يوجد هناك مخرج، ولذلك اصبحت الجماهير في حيرة من امرها، قلنا في انفسنا ماذا سوف يكون مصير هذه العوائل وخاصة كنا نعرف وحشية وبطش قوات النظام، كنت اسمع صيحات وبكات النساء والبنات يصيحون ويصرخون نتمنى الموت على أن نصبح اسرى في ايدي القوات العراقية لانهم كانوا يعرفون مصيرهم، في تلك النقطة بدأ الناس بالتراجع الى نقطة البداية الى المناطق التي هربوا منها وبعضهم كان يفكر بالاستسلام والبعض الاخر يفضل الموت على الاستسلام، وفي يوم 5/9/1988 أي بعد أحدى عشرة يوما من المشي والسيرعلى اقدام من القرية الى قرية ومن جبال الى جبل بين الوديان ومن الاختفاء في الكهوف تحت الجوع والعطش والهلع حيث كان الجيش قد سيطر على كل منابع المياه ودفنها حتى لا يشرب منها الجاهير الهاربة.
ثم وصلنا الى جبل كارة خلف مقرنا السابق في كلي مراني مع عشرات الاف من جماهير المنطقة، وبعد ذلك في يوم 6/9/1988 قام النظام الفاشي باصدار بيان العفو عن الجماهير والبيشمركة المحاصرة من خلال قرار العفو المرقم 736 والمصادف في 6/9/1988، او ما يسمى بالقرار الخادع، حيث وحال تسليم الالاف من العوائل أنفسهم للسلطات العراقية جرى نفيهم بشكل فوري من كلي فوكي القريب من ناحية جمانى حيث قام جلاوزة النظام التابعين له في محافظة دهوك بحجزهم في قلعة نزاركى في شرق محافظة دهوك، وكانوا في بداية الامر يحرص القلعة سريتين من سرايا ابي الفراس الحمداني وبعد فترة جرى تبديل المرتزقة المحسوبين على الايزيدين مع رجال الاستخبارات والمخابرات لنظام ثم جرى تشكيل عدد اللجان الأمنية المكونة من ما كان يسمى رفاق حزب البعث والاشخاص التابعين الى ألاجهزة الأمنية والاستخباراتية ومن كل قرية شخص لمطارة الاشخاص المنتمين الى البيشمه ركه لمطاردتهم والقبض عليهم وتسليمهم الى القوات الحكومية، بعد ذلك جرى نقلهم الى ناحية اتروش وبعد ذلك الى قضاء شيخان ثم الى مجمعات بحركئ وجزنه في أربيل
وفيما يتعلق بمصيرعوائلنا جرى التعرف عليهم من خلال بعض الأشخاص في تلك اللجان الأمنية والاستخبارتية وهم من مجمع خانك كما جرى التعرف على كل معتقل من قبل عميل اهل قريته او من نفس المجمع، وبعد ذلك فقد الكثير من البيشمركة حياتهم نتيجة التعذيب الوحشي من قبل جلاوزة النظام في داخل قلعة نزاركئ، وبعد اكثر من اربعون يوما في تلك قلعة ثم جرى نقلهم من خلال باصات وتحت حماية المرتزقة من سرايا ابي فراس الحمداني باعتبارهم عرب وامناء لنظام البعث الى معسكر السلامية التابع الى محافظة كركوك ومنها الى الموت وبمختلف أساليب الوحشية، حيث جرى تقسيمهم الى ثلاث اقسام، القسم الاول من الرجال حيث وضعوا مع بعض في مناطق محفورة وجرى رميهم بالرصاص ودفنوا، والقسم الثاني وضعوا في قاعات خاصة وسلط عليهم الغازات الكيمياوية، والقسم الثالث كانوا من الأطفال والنساءحيث دفنوا في مجاميع تحت الارض وهم احياء، لم يكن لهم ذنب سوى أنهم أرادوا حقوقهم المشروعة من نظام استبدادي بطش دكتاتوري.
ولكن الشيء الغريب في الامر ان هؤلاء العملاء الذين كانوا سببا رئيسيا في انفلت اهالينا وعوائلنا تراهم الان لا يزالوا يسرحون ويمرحون امام عيون ذوي الشهداء ومنهم معززين ومكرمين وفي كل المناسبات وهم في صفوف الامامية، رغم حجم الكارثة الانسانية التي راحت ضحيتها اكثر من 182 الف شخص.
لحد هذه اللحظة لم تقم لا الحكومة المركزية في العراق ولا حكومة اقليم كوردستان بالبحث أو استخراج رفاة ضحايانا، ورغم الكارثة لم يتم تعويض أهالي الضحايا لا ماديا ولا معنويا ولا نفسيا، حتى أنهم لم يقوموا بتكريم هولاء الشهداء من خلال بناء ضريح لهم في كوردستان على غرار كل دول العالم التي تخلد ضحاياها بهكذا أضرحة تذكارية
، لكي تعرف الاجيال المقبلة مدى الظلم الذي لحق بهم ومدى وحشية وبطش نظام صدام حسين الدكتاتوري البائد.
وفيما يخص تخصيص رواتب شهداء المؤنفلين، جرى سن قانون من قبل أعضاء برلمان كوردستان على النحو التالي
1- يتم تخصيص كل شهيد راتب معين من مبلغ المال
2 – هناك تخصيص لكل عائلة لديه من 1 الى 3 شهيد يمنح راتب مخصص 450 الف دينار
3 – ومن كل عائلة لديه 1الى 4 شهيد يمنح لهم راتبين 450 الف +450 الف يساوي 900 الف دينار عراقي
4 – ومن 2 شهيد وان كان إبادة عائلة بأكملها تبقى على الراتبين 900 الف دينار”
ولكن للأسف كان من بينهم عملاء للنظام السابق ولم يطبق القانون لحد الان، علما هناك عشرات العوائل جرى ابادتهم عن بكرة ابيهم وكنت واحد منهم لكن كل من ضحى بنفسه خسر عائلته.
لذلك اقول لا حياة لمن ينادي:::
علي حاول بكو
24 / 08/2022
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular