وصلت العملية السياسية الكسيحة الى نهاية المطاف بالشلل والفشل التام , بسبب تناحر الأحزاب الحاكمة على المناصب والكراسي ونهب اموال الوطن , هذه الاحزاب الطائفية أسست دولة لصوصية بامتياز تام . وتبنت شريعة الفساد السياسي والمالي والاخلاقي, واوصلت البلد لطريق مسدود , ولم تعد صالحة للعراق , سوى لتدمير والهدم والفوضى والانفلات والعنف الدموي , عبر مليشياتها المسلحة , التي تستعرض قوتها العسكرية وسط بغداد والمحافظات العراقية بحرية تامة . من أجل بث الخوف والرعب في نفوس الناس . من أجل خنق الصوت الوطني المدوي , المطالب بالوطن وطرد الفساد والفاسدين , هو طريق الاصلاح الحقيقي لبناء العراق من جديد . ويأتي تصريح ( بلاسخارت ) رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق , كاعتراف دولي من هيئة الأمم المتحدة المشرفة على وضع العراق المأزوم والميؤس . يقول التصريح بصريح العبارة الدامغة لكل الأحزاب الحاكمة بدون استثناء : بأن النظام السياسي يعمل ضد مصالح الشعب والوطن , ولا يهمه سوى الاستحواذ على المناصب والمال , وأوصل البلد لطريق مسدود . وان سمة نظامه السياسي هي الفساد ثم الفساد لا شيء آخر , غير الفساد السياسي والمالي والأخلاقي, في صراعهم العنيف بالاستيلاء على المناصب والكراسي على حساب دماء مئات الشهداء .
أن هذا التصريح جاء متأخراً . لأن الشعب يعرف ويدرك حجم الخراب والفساد لهذه الدكاكين السياسية ومليشياتها المسلحة . هذا التصريح اذا لم يفعل على الارض حقيقة , يبقى غير نافع ومفيد . ان المسؤولية الدولية والقانونية والاخلاقية للمجتمع الدولي وخاصة هيئة الأمم المتحدة , هي إنقاذ العراق من براثن الحراشف السياسية وحيتانها الفاسدة والشرسة , التي اوصلت العراق الى الطريق المسدود والشلل التام . ان المهمة الملحة والضرورية للمجتمع الدولي والمحتل , ابعاد هذه النفايات السياسية التي جلبها وسلمها مقاليد العراق , وأن ينظف العراق من هذه القمامة السياسية العفنة التي جلبت الويلات . وان يشكل حكومة طوارئ من الكفاءات الوطنية ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة , والعراق يملك هذه الطاقات بشكل وفير وكبير . اما التلويح بالتصريحات والانذارات فقط , دون تفعيل دولي حاسم بوضع العراق تحت الوصاية والإشراف الدولي بشكل فعلي , والعراق مازال تحت الوصاية البند السابع . لقد تحمل العراق الكثير من الخراب والمعاناة والحرمان والظلم . وجاء دور المجتمع الدولي أن يفعل مسؤوليته الكاملة تجاه العراق . هل يفعل ذلك ؟؟ , أم أن الفوضى والفساد واراقة الدماء سيستمر الى ان نصل الى هاوية الحرب الاهلية ………………………… والله يستر العراق من الجايات !!