الأربعاء, أكتوبر 2, 2024
Homeاخبار عامةاللاجئون في 2022.. أرقام فلكية وحلول غائبة

اللاجئون في 2022.. أرقام فلكية وحلول غائبة

طفلة لاجئة من سوريا في مخيم الزعتري بالأردن.
طفلة لاجئة من سوريا في مخيم الزعتري بالأردن.

لم يأتِ عام 2022م بالخير على اللاجئين حول العالم، إذ شهد بدء روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، فضلاً عن استمرار النزاع في الأماكن الساخنة بالشرق الأوسط مثل سوريا واليمن وأفغانستان. ساهمت تلك المشاكل جميعها في وصول عدد اللاجئين إلى أرقامٍ غير مسبوقة.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد اللاجئين حول العالم تجاوز الـ100 مليون شخص، بزيادة أكثر من 10 ملايين فرد تقريبًا عن العدد الذي قدّرته مفوضية اللاجئين العام الماضي وبلغ 89.3 مليون شخص. وقعت هذه الزيادة بعد تفجّر الأزمة الأوكرانية التي تسببت في نشوء “أكبر أزمة نزوح قسري منذ الحرب العالمية الثانية”.

بحسب هذه الأرقام المفزعة، فإن واحدًا من بين كل 97 شخصا في العالم أصبح لاجئًا، فيما بلغ عدد اللاجئين الأطفال قرابة 37 مليون طفل، منهم مليون طفل وُلدوا داخل المخيمات كلاجئين.

أوكرانيا.. الأزمة الكبرى

عقب اجتياح القوات الروسية أوكرانيا هذا العام، هرب قرابة 7.6 مليون أوكراني خارج بلادهم، أغلبهم اتجه إلى أوروبا، فيما فرَّ آخرون إلى أماكن أبعد مثل اليابان والولايات المتحدة والمكسيك.

استفادت هذه الأعداد الكبيرة من الأوكرانيين بمزايا برامج الحماية الاجتماعية الأوروبية التي تضمن لها الحق في الصحة والمأوى والتعليم، في الوقت نفسه الذي قُوبل طالبو اللجوء من الشرق الأوسط وأفريقيا وأفغانستان بإجراءات أقل ترحيبًا.

ومع استمرار الأزمة الأوكرانية وعدم وجود أي بوادر لحلّها حتى الآن، سيخلق وجود تلك الأعداد الكبير إشكاليات كبرى في المجتمعات التي استضافتها حول قُدرتها على استمرار استضافة ملايين الأوكرانيين وتوفير الخدمات الأساسية لهم لفترات طويلة، وسط أزمات اقتصادية كبرى يعيشها العالم كإحدى تداعيات وقوع الحرب.

شرق أفريقيا.. جفاف وجوع وحرب

عانت دول القرن الأفريقي هذا العام من موجة جفاف لم تشهدها منذ 40 سنة تزامنت مع أزمة اقتصادية عالمية ما خلق أوضاعًا مأساوية في العديد من الدول.

في الصومال وحده، نزح مليون مواطن من ديارهم بحثًا عن الطعام وهربًا من الجفاف، وهو ما يُعيد إلى الأذهان ما جرى عام 2011م حين مرَّ الصومال بمجاعة قاسية تسببت في وفاة ما يزيد عن 260 ألف فرد، نصفهم من الأطفال.

ويستضيف مخيم “داداب” للاجئين في كينيا، وهو أكبر مخيم للاجئين في أفريقيا، ما يزيد عن 55 ألف لاجئ صومالي، منهم 20 ألف شخص وصلوا هذا العام فقط. وهو ما خلق مشاكل كبيرة في المخيم بسبب عدم القدرة على توفير الخدمات الأساسية لهذه الأعداد الكبيرة من الناس.

وكذلك في إثيوبيا، التي لا تعاني فقط من الجفاف والأزمات الاقتصادية، وإنما خاضت الحكومة صراعًا مريرًا مع المتمردين زاد من صعوبة الأوضاع التي يعيشها الإثيوبيين، هرب مئات الآلاف من مناطق الجفاف ومن أماكن الصراع، منهم 100 ألف إثيوبي سافروا إلى السعودية بشكل غير قانوني، ثم أعيدوا إلى بلادهم بموجب اتفاقية بين البلدين.

أفغانستان.. 7 ملايين لاجئ

أدى استيلاء طالبان على السُلطة لزيادة حجم اللاجئين الأفغان، حتى قاربت أعدادهم 7 ملايين أفغاني، تشتت شملهم بين إيران وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، من بين هؤلاء اللاجئين قرابة 3 ملايين طفل يفتقرون إلى أبسط خدمات الرعاية الصحية والتعليم بحسب “يونسيف”.

هذه الأرقام الكبيرة وضعت أفغانستان في المركز الثالث عالميًا من حيث عدد النازحين واللاجئين في العالم بعد سوريا وفنزويلا.
فضلاً عن حُكم طالبان، فإن أفغانستان تعاني، ومنذ فترة طويلة، من أوضاع اقتصادية صعبة وحالة حرب طويلة الأمد. كما أنها

تتعرّض بشكل منتظم إلى الزلازل وموجات الجفاف، ولا تستطيع الحكومات المتعاقبة تبنّي أي خطط للتخفيف من آثارها بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها أفغانستان.

زادت هذه الظروف الصعبة من رغبة كثيرٍ من الأفغان بالفرار من بلادهم، وهو ما دفع عددا من الدول إلى تطوير قوانينها لاستيعاب أكبر عدد ممكن الأفغان.

في مارس من هذا العام، أعلنت أستراليا تخصيص 665.9 مليون دولار تُنفق على أربع سنوات لتوطين 31500 ألف أفغاني داخل حدودها، فيما أعلنت كندا التزامها باستقبال 40 ألف أفغاني حتى عام 2024.

أما الولايات المتحدة، وبالرغم من أنها استقبلت ما يقرب من 90 ألف أفغاني، فلقد تعرضت إدارة الرئيس بايدن لانتقادات تدّعي عدم التخطيط المناسب لضمان إجلاء الأفغان الذين تعاملوا مع الجيش الأميركي، والذي يخشى عليهم من التعرُّض للانتقام من مسلحي طالبان.

دفع هذا إدارة بايدن إلى الإعلان عن مراجعة سياسة إعادة التوطين وتخفيف شروطها بشكلٍ يمنح اللاجئين الأفغان حقوقًا أكبر ويجعل عملية نقلهم من بلادهم إلى أميركا أكثر أمانًا وسهولة.

سوريا.. المُصدِّر الأول للاجئين في العالم

بعد مرور 11 عامًا على اندلاع أعمال القتال في سوريا، لا تزال هي المُصدِّر الأول للاجئين في العالم. تجاوز عدد اللاجئين السوريين الــ7 ملايين فرد.

وبعد سنواتٍ من الاستضافة، فإن بعض الدول لم تعد راغبة في إطالة بقاء السوريين داخل أراضيها، مثل تركيا، التي وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قيامها بإجبار المئات من اللاجئين السوريين على السفر عنوة إلى شمال سوريا.

وتأوي تركيا ما يزيد عن 3.6 مليون سوري، لكنها أبدت في الشهور الأخيرة رغبة في تشديد معايير قبول طلبات الحماية المؤقتة (الهجرة) بسبب تجاوز نسبة الأجانب في بعض الأحياء 25% من إجمالي السكان.

وتتصاعد مطالب المعارضة اليمينية التركية بطرد السوريين جميعًا من تركيا. وقبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة تعهد حزب “الصالح التركي” بترحيل جميع السوريين خلال 3 سنوات، حال فوزه بالانتخابات.

وتبنى لبنان هو الآخر سياسة جديدة تقتضي إعادة جبرية لما يزيد عن مليون سوري يعيشون على أرضه.
في المقابل، أعلنت ولاية برلين، منذ شهرين، أنها تعتزم قبول عدة مئات إضافية من اللاجئين السوريين الذين يعيشون أوضاعًا صعبة داخل لبنان.

وأيضًا في عام 2022م استقبلت أميركا ما يزيد عن 4500 لاجئ سوري بزيادة كبيرة عن العام السابق الذي لم تستقبل فيها إلا 1246 لاجئًا فقط.

أحمد متاريك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular