الجمعة, يناير 10, 2025
Homeمقالاتمحنة النظام الايراني ومأزقه القاتل : منى سالم الجبوري

محنة النظام الايراني ومأزقه القاتل : منى سالم الجبوري

مع بدء العام الميلادي الجديد وعدم تمکن النظام الايراني من إخماد الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجهه، فإن أوضاعه ومع إستمرار هذه الانتفاضة غير العادية، ستسوء أکثر مما ينتظره النظام ويتوقعه، خصوصا وإن هبوط معنويات أفراده وتضعضعها وإتساع دائرة العزلة الدولية التي يعاني منها الامرين تزيد من قوة تأثير وتداعيات هذه الاوضاع عليه وتفاقمها، ومع الاعتراف المر الذي أدلى به قاليباف، رئيس مجلس الشورى(البرلمان) والذي أقر فيه بضرورة إصلاح نظام الحكم في جميع المجالات، داعيا إلى إعطاء القضايا الاقتصادية أولوية. فإن الصورة القاتمة للأوضاع في إيران تتوضح أکثر فأکثر.

المحاولات المختلفة التي قام بها هذا النظام من أجل تصوير مايجري في البلاد من فنتفاضة شعبية رافضة له وتدعو الى إسقاطه على إنها مخطط ومٶامرة خارجية ضده ومزاعمه بإلقاء القبض على شبکات تجسس متورطة بهذا الخصوص، لايبدو إنها قد نجحت حتى في إقناع أفراده حيث إنهم يرون بأن المنتفضين هم أخوانهم وأخواتهم وأقاربهم ومعارفهم، ولذلك فإن من الواضح إن معنويات هٶلاء الافراد تهبط الى الحضيض عندما يجدون أنفسهم في مواجهة عوائلهم وأقربائهم وشعبهم الرافض والمنتفض ضد النظام ويعملون من أجل قمعهم والقضاء عليهم، وهذا مايضع النظام في نفس ذلك الوضع الذي کان فيه سلفهم نظام الشاه حيث بدأت قواته الامنية والنظامية تتخلى عنه رويدا رويدا ولم يجد في النهاية أمامه من سبيل إلا فرار الشاه وسقوط نظامه.

ليس للنظام من أي منفذ أو ملاذ لکي يجد حلا لمحنته ومأزقه الحالي ولاسيما بعد أن صار واضحا بأن الانتفاضة الحالية ليست کالانتفاضات السابقة خصوصا وإنها تستمر وتتوسع على الرغم من قيام النظام بتصعيد ممارساته القمعية ولجوئه لتنفيذ أحکام الاعدامات بحق المعتقلين تعسفيا، وسبب إستمرارها کما يعلم النظام جيدا هو إن الانتفاضة منتظمة وإن لها هدف واحد وهو إسقاط النظام، والذي يقض مضجع النظام ويجعله يشعر بالخيبة والاحباط وحتى يزيد من مستوى خوفه وذعره هو إن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق تشارك في هذه الانتفاضة بصورة فعالة جدا وقد إعترف النظام بذلك مرارا وتکرارا وحتى إن الحال وصل به الى مناشدة الشعب وخصوصا شريحتي الشباب والنساء بعدم التواصل مع منظمة مجاهدي خلق، ولاريب من إن النظام يعلم جيدا بأن هذه الانتفاضة ولاسيما بعد أن أصبح لها وبفضل النشاطات السياسية والاعلامية لمجاهدي خلق، بعدا دوليا، وبقدر ماتشکل إستمرار الانتفاضة محنة ومأزقا داخليا کبيرا للنظام فإن إکتسابها بعدا وعمقا دوليا يجعل منها محنة ومأزقا قاتلا من شأنه أن يحدد نهاية النظام!

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular