كشفت مواقع إعلامية أمريكية أن واشنطن نشرت مؤخراً طائرات مسيرة في قاعدة لاريسا الجوية باليونان منذ نهاية العام الماضي 2022، وذلك مع ارتفاع حدة التوتر بين أنقرة وأثينا، وكلتاهما من الدول الأعضاء في حلف الناتو.
وأثار الخلاف بينهما تحديات جديدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، بينما تحاول قائدة الحلف الحفاظ على دعم الناتو لأوكرانيا وإدارة فترة الصراع الجديد مع روسيا.
لم تُفصح القوات الجوية الأمريكية عن عدد طائرات “الحاصد” التي نشرتها في القاعدة لأسبابٍ أمنية، لكن تقارير وسائل الإعلام المحلية أفادت بتشغيل ثماني طائرات مسيرة من تلك القاعدة في الوقت الراهن، بحسب ما نشره موقع Business Insider الأمريكي، الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2023.
وخلال حديثه إلى موقع Defense News الأمريكي، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأمريكية في أوروبا إن قاعدة لاريسا الجوية تقع داخل “موقع استراتيجي”، في وسط اليونان وبالقرب من بحر إيجة.
وتم تحديث القاعدة مؤخراً لتتمكن من استضافة الطائرات المسيرة، حتى تسمح “بدعم الجبهتين الشرقية والغربية لحلف الناتو”. بينما أفادت تقارير متتبعي الرحلات الجوية بهبوط طائرة آر كيو-4 غلوبال هوك (الصقر العالمي) أمريكية الصنع في لاريسا، مما يُشير إلى أن القاعدة يمكنها استضافة طائرات مسيرة أكبر.
سبب نشر الطائرات
ولم يأت نشر الطائرات استجابةً للهجوم الروسي على أوكرانيا، لكن المتحدث أردف أن موقعها هناك “يدعم جهود ردع وتجنب الصراع مع روسيا”.
وبدأ حلف الناتو يزيد اهتمامه بالجبهة الجنوبية الشرقية في السنوات الأخيرة، نظراً لوقوعها على حدودٍ تشهد صراعات في الشرق الأوسط وأنشطة نزاع متزايدة بشرق البحر المتوسط. كما زاد التحالف درجة انتباهه لجبهته الشرقية منذ هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط عام 2022.
وأدى اهتمام الناتو بهاتين الجبهتين إلى تعزيز مكانة اليونان، خاصةً بالنسبة للولايات المتحدة.
إذ يجري إنزال الإمدادات المتجهة إلى أوكرانيا داخل ميناء أليكساندروبولي اليوناني عادةً، ثم إرسالها عبر القطار مروراً ببلغاريا ورومانيا. كما أن الشبكة نفسها تدعم عمليات النشر في منطقة البحر الأسود.
يُذكر أن الوجود الأمريكي في المنطقة زاد بدرجةٍ كبيرة. حيث شهدت المنطقة إجراء عدة مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة واليونان، وزيادة شحنات الجنود والمعدات الأمريكية التي تمر عبر اليونان، ونشر مزيد من الأصول الأمريكية داخل القواعد اليونانية.
بينما فُتِحَ المجال أمام نشر الطائرات المسيرة وزيادة التعاون العسكري الأمريكي-اليوناني بفضل النسخة المحدثة من اتفاقية الدفاع الشاملة، التي جرى توقيعها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021 وتتضمن بنداً يخص الدفاع المشترك.