تغير الكوارث من جغرافية الأرض على مر السنين، وتتسبب الزلازل بالدمار على المستوى البشري والمادي حتى أنها تودي بحياة ملايين الأشخاص على مر القرون.
ويعتبر زلزال تشيلي الذي حدث منذ نحو 3800 عام أكبر الزلازل المعروفة في تاريخ البشرية، في ما يعرف الآن بشمال تشيلي، وبلغت قوته 9.5 درجات على مقياس ريختر، وادى إلى أمواج تسونامي بارتفاع 20 مترا، امتدت على طول 8 آلاف كيلومتر، لتصل إلى نيوزيلندا، حيث القى صخورا بحجم السيارات لمئات الكيلومترات إلى الداخل.
وأكد العلماء ان الزلزال احدث تصدعا بلغ حوالي الف كيلومتر، وعثر العلماء على ادلة على الزلزال العملاق في العناصر البحرية والساحلية، مثل الرواسب الساحلية ومنها الصخور والحصى والرمال الاصلية في المناطق الساحلية، إضافة إلى الصخور البحرية والأصداف والحياة البحرية، التي ازيحت بفعل الزلزال، الى مناطق بعيدة في صحراء أتاكاما في تشيلي.
وما حدث في حلب قبل أيام لا يعتبر الأول، فقد وقع في العام 1138، رابع أخطر زلزال في التاريخ بحسب تصنيف هيئة المسح الجيولوجي الاميركية، حيث وقع بالقرب من مدينة حلب في شمال سوريا، وبلغ عدد الضحايا الذين سقطوا بسببه 230 الف قتيل، وقدرت شدة الزلزال بـ 8.5 درجة.
اما زلزال فالبارايسو في العام 1730، فقد تراوحت قوته بين 9.1 و9.3 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في تسونامي دمر مساحات كبيرة من السواحل في تشيلي، تقدر بنحو 1000 كيلومتر.
وكان زلزال كانتو الكبير بقوة 8.4 ريختر والذي ضرب إقليم كانتو الياباني في العام 1932، قد تسبب في مقتل 142 الف شخص، كما تبعته موجة تسونامي قدرت بارتفاع نحو 12 مترا، وسجلت الأضرار الأكبر في العاصمة طوكيو التي غرقت بشكل شبه كامل.
وكان لتشيلي نصيب مرة جديدة في الكارثة الطبيعية، ففي العام 1960 سجل أكبر زلزال في القرن العشرين، وقد نشأ الزلزال قبالة سواحل جنوب تشيلي في 22 مايو/ايار 1960، وتسبب في أضرار جسيمة، ونتيجة لكارثة تسونامي التي ولدتها في المناطق الساحلية البعيدة للمحيط الهادئ، وسجلت قوته 9.5 على مقياس ريختر.
وفي العام نفسه، وقع زلزال فالديفيا يوم الأحد 12 مايو/ أيار 1960، ليسجل 3 آلاف قتيل، وخسائر مادية تجاوزت قيمتها مليار دولار، كما تسبب الزلزال في تسونامي تأثرت به مدن جنوب تشيلي، جزر هاواي، الفلبين، اليابان، شرق نيوزيلندا، جنوب شرق أستراليا، وجزر ألالوتيان في ألاسكا.
وسجل زلزال ألاسكا عام 1964، بقوة بلغت 9.2 درجة، وضرب وسط جنوب ولاية ألاسكا، مما أدى إلى انهيار الهياكل العملاقة، إضافة إلى أمواج تسونامي عاتية تسببت في وفاة نحو 139 شخصاً.
وأثر الزلزال بشكل مباشر في هاواي واليابان، فيما أكدت التقارير أن العديد من دول العالم قد شعرت بالهزة الأرضية. هناك ايضا زلزال إيران في العام 1990 الذي كان بقوة 7.4 ريختر، وقتل حوالي 40 ألف شخص، وألحق أضرارًا بالغة بمحافظتي جيلان وزنجان، مسببًا تشريد نحو 400 ألف شخص.
وفي العام 2004 شهد العالم تسونامي المحيط الهندي، بسبب زلزال بلغت قوته 9.3 درجة على مقياس ريختر، وبلغ عدد الوفيات نحو 280 ألف شخص، بخلاف المفقودين، وكانت إندونيسيا هي الدولة الأكثر تضررا، حيث بلغ عدد الضحايا 220 ألف قتيل، وتشريد نحو 1.7 مليون فرد في دول جنوب شرق آسيا.
وتعتبر اليابان من أكثر الدول المعرضة بشكل دائم للزلازل، فكان منها تسونامي توهوكو في العام 2011 على السواحل الشرقية لليابان، وبلغت قوة الزلزال 8.9 درجة لحظة وقوعه، ونتج عنه تسونامي في المحيط الهادي، ويعد هذا الزلزال الأعنف في تاريخ اليابان، وتسبب في وفاة ما يقرب 16 ألف شخص، الى جانب 2523 في عداد المفقودين.
ومن الزلازل المسجلة عبر التاريخ يمكن الاشارة الى:
– داغمان شمالي ايران العام 856 ادي الى مقتل 200 الف قتيل.
– أردبيل شمالي ايران العام 893 ادى الى مقتل 150 الف قتيل.
– شانشي في الصين العام 1556 ادى الى مقتل 830 الف شخص.
– غانسو في الصين العام 1920 ادى الى مقتل 200 الف شخص.
– تانغشان في الصين العام 1976 ادى الى مقتل 225 الف شخص.
– هايتي العام 2010 ادى الى مقتل 230 الف