حين يجتمع كبار المسؤولين في الولايات المتحدة معا في حدث مهم مثل خطاب “حالة الاتحاد” يتم تغييب أحد المسؤولين عن حضور هذا الحدث ليكون رسميا “الناجي المعين” “Designated Survivor”.
والهدف من هذه المهمة الحفاظ على عمل الحكومة في حالة وقوع حادث كارثي أثناء إلقاء الخطاب في مبنى الكابيتول، الذي يحضره كل كبار المسؤولين الفيدراليين تقريبا، حيث يتواجد جميع الأعضاء التشريعيين والمسؤولين التنفيذيين، وكبار الضباط العسكريين، وقضاة المحكمة العليا.
وألهمت هذه الفكرة صناع الدراما وهناك مسلسل أميركي يحمل هذا الاسم “Designated Survivor” بدأ عرضه عام 2016، يروي قصة وزير للإسكان الذي تم تعيينه “الناجي المعين” خلال خطاب حالة الاتحاد، ثم يجد فجأة نفسه مكلفا برئاسة البلاد، بعد تعرض أعضاء الحكومة لهجوم.
وظهرت أيضا الفكرة في مسلسل “The West Wing” الذي عرض عام 1999، ويروي تكليف وزير الزراعة بمهمة “الناجي المعين”.
ويكون “الناجي المعين” رئيسا للبلاد في حال وقع حدث ينجم عنه عجز من هم في سلسلة خلافة الرئيس عن أداء مهامهم، لكن في حال نجا من هو أعلى منه رتبة، يتولى الأخير هذه المهمة، وفق “سي أن أن”.
وتسلسل الخلافة وفق “سي أن أن” بعد الرئيس يأتي كالتالي: نائب الرئيس، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الشيوخ المؤقت، وزير الخارجية، وزير الخزانة، وزير الدفاع، وزير العدل، وزير الداخلية، وزير الزراعة، وزير التجارة، وزير العمل، وزير الصحة والشؤون الإنسانية، وزير الإسكان، وزير النقل، وزير الطاقة، وزير التعليم، وزير شؤون المحاربين القدامى، وزير الأمن الداخلي.
وخلال خطاب بايدن الذي ألقاه أمام الجلسة المشتركة للكونغرس، الثلاثاء، كان ويزر العمل، مارتي والش، هو “الناجي المعين” وذلك للمرة الأولى.
والعام الماضي، كانت وزيرة التجارة، جينا ريموندو، هي “الناجية المحددة” لخطاب بايدن الأول عن “حالة الاتحاد”، حيث تم إبقاؤها بعيدا عن الكابيتول في مكان آمن وغير معلوم، وفق “سي أن أن”.
ولا يتولى “الناجي المعين” القيام بمهام معينة، بل يواصل عمله الاعتيادي، وقد صرحت ريموندو، العام الماضي، بأن الأمور كانت “هادئة تماما” عندما تولت المهمة و”كنت أقوم بعملي مثل أي يوم آخر”.
ويقول مركز الدستور الوطني إن الدستور لا ينص صراحة على تعيين هذا الشخص، ولكن هذه الممارسة كانت تقليدا بدأ في خمسينيات القرن الماضي، بسبب مخاوف من وقوع هجوم نووي خلال الحرب الباردة.
ولم يتم تحديد اسم الشخص الذي كانت توكل إليه هذه المهمة، حتى عام 1981، عندما أعلن اسم تيريل بيل، وزير التعليم في عهد الرئيس الراحل، رونالد ريغان.
ومنذ ذلك الحين، يتم تحديد “الناجي المعين” ليس فقط في جلسات “حالة الاتحاد”، ولكن أيضا في حفلات التنصيب، والخطب الرئاسية في الجلسات المشتركة للكونغرس، وفق موقع مركز الدستور الوطني.
وأيضا خلال السنوات الماضية، تم توكيل بعض أعضاء الكونغرس بالتغيب عن خطاب حالة الاتحاد كإجراء احترازي.
والرئيس هو من يتخذ القرار بشأن من يتغيب من الإدارة لتولي المهمة.
وتقول خدمة أبحاث الكونغرس إن أغلب من تولوا المهمة، منذ عام 1984، كانوا وزراء الداخلية والزراعة والتجارة.
وتشير “سي أن أن” إلى أنه لم يتم تعيين أي وزير تعليم من قبل، في حين تم تحديد “الناجي المعين” ثلاث مرات من وزارة شؤون المحاربين القدامى، وكان ذلك في عهد رؤساء جمهوريين.
وكان الرؤساء الديمقراطيون الوحيدون الذين عينوا وزراء للصحة والنقل والأمن الداخلي خلال خطاب “حالة الاتحاد”.