فجر فرانك هوغربيتس، وهو هولندي يصنف نفسه “باحثا” في حركة الكواكب وعلاقتها بالزلازل، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية.
وقبل ثلاثة أيام فقط من زلزال تركيا نشر هوغربيتس تغريدة على صفحته في تويتر قال فيها: “عاجلا أم آجلا، سيكون هناك زلزال بقوة 7.5 درجة في هذه المنطقة الجنوبية الوسطى من تركيا وسوريا والأردن ولبنان”. وهو ما اعتبره كثيرون “توقعا دقيقا” بخصوص الزلزال الذي أودى لحد الساعة بحياة أكثر من 8000 شخص في تركيا وحدها.
وعاود “الباحث” الهولندي تذكيره بهذا التوقع بعد وقوع الزلزال. وكتب في إحدى تغريداته: “هذه الزلازل تسبقها دائمًا هندسة كوكبية حرجة، كما حدث في 4و5 فبراير الجاري”.
وحصدت تغريدات وفيديوهات هوغربيتس ملايين المتابعات، بين من اعتبرها تنجيما ومصادفة وآخرين اعتبروها توقعا علميا صريحا.
ويقدم هوغربيتس نفسه على أنه “باحث” في معهد “مسح هندسة النظام الشمسي”، وهو مختص برصد “حركة الأجرام السماوية ذات الصلة بالنشاط الزلزالي”، ومقره هولندا.
ويحاول المعهد التنبؤ بالزلازل انطلاقا من تعامد الكواكب في الفضاء. ولا يوجد أي إثبات علمي يؤكد هذه الفرضية.
موقع “CHIP” التركي وجه انتقادات لاذعة “للباحث” الهولندي، وقال إنه ليس جيولوجيا، وليس لديه أي لقب أكاديمي، وإن الطريقة التي يستخدمها لا علاقة لها بأي من الفروع العلمية.
ونقل الموقع عن هوغربيتس تنبؤا سابقا بحدوث زلزال كبير في 11 و12 ديسمبر عام 2015، وتوقعات أخرى في 2018، لم يتحقق أي منها.
وأضاف الموقع: “يطلق هوغرييتس وأمثاله الكثير من التخمينات الخاطئة ولا تلفت انتباه أي شخص. ومع ذلك، عندما يكون هناك توقع يبدو أنه صحيح، فإنه ينتشر بسرعة كبيرة”.
وهاجمت عدة شخصيات في مجالات مختلفة “الباحث” الهولندي بعد الضجة التي أثارها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الأخصائي الأميركي في علم المناخ بريانير يتشنايدر: “السيد هوغربيتز يتنبأ باستمرار بالزلزال بناء على الكواكب أولا والطقس ثانيا. بالطبع كلاهما هراء. إذا كنت تتوقع وقوع زلزال كبير كل يوم فستكون على صواب عاجلاً أم آجلاً وسيعتقد الناس أنك عبقري”.
لكن “الباحث” الهولندي على رد الاتهامات الموجهة، قائلا: “نعم، هناك مقاومة كبيرة داخل المجتمع العلمي فيما يتعلق بتأثير الكواكب والقمر. لكن لا يوجد بحث موسع يدحض ذلك”.
ويزعم المعهد الذي ينتمي له هوغربيتس أن الثامن من فبراير سيشهد نشاطا زلزاليا، ولكن مع احتمال ضيئل بحدوث زلزال كبير، متوقعا استمرار الهزات الارتدادية في وسط تركيا.