وص 499 نقرأ عن ( بان الاسس الفلسفي والروحي للاديان يقف بالضد من التاريخ فالتاريخ زمن مدنس بالنسبة الى الدين ، والدين يجاوب على كل شئ لانه يعمل في المناطق الغامضة من النفس والكون تلك التى لم تكتشف بعد ن ويذكر بوجود عشرة آلاف دين في العالم و33830 طائفة مسيحية في العالم ).
وص 519 يعود بنا الى ( الربوبية التى لاتنزلق نحو الالحاد ولكنها تضع العقل اساس للدين الطبيعي ويذكر فروع الربوبية ومنها : الربوبية الكلية والربوبية الروحانية ، ويذكر من آمن بالربوبية منهم ديفيد هيوم وفولتير وفيورباخ وغيرهم ).
وص 525 يعود بنا الى ماركس ونظرته للدين ويرى ماركس نهاية الدين بنهاية الرأسمالية والمجتمع الرأسمالي ويرى ان مايحدث اليوم من علاقة بين انتعاش الرأسمالية وانتعاش الاديان ماهو الا دليل على هذا ، لذلك فان مايحدث من تطور ديني في العالم حيث لاهوت التحرير ولاهوت الالحاد ولاهوت التنمية ولاهوت الجنس …الخ ).
وص 538 نقرأ عن العولمة ( بانها ستحدد الهويات الدينية والجماعية والاجتماعية وسيكون هناك الحق للافراد بالانسلاخ عنها واختيار مايناسبهم حيث ستعتبر الدين حاجات استهلاكية ).
وص 547 نقرأ (عن الارهاب انه ظهر إثناء الثورة الفرنسية كفكرة سياسية ، وان كل الاديان ماضياً وحاضرا تعاني من وجود التطرف والارهاب لانها ببساطة تعتقد بامتلاك الحقيقة وانها الهية وليس من بشر ).
وص 556 يقول ودكنز ( بان الانسان ليس بحاجة الى الدين ليكون صالحا ) !!
ويقول ( ان مايجعل الاديان تتدهور مستقبلا وتزدهرليس خطابها القيمي والايماني او العقائدي بل هو ماينتج عن الانفلات السياسي المعاصر وماينتج من تدهور الشعور بالكرامة الانسانية بسبب الحروب او المال او التحلل الاسري ).
وص 558عن حوار الاديان يقول (الاديان بذاتها لاتتحاور – كل دين انه الاكثر صوابا وقربا من الحقيقة أومن الاله، ويقول الحوار العابرللدول والقارات فيجب ان يتم من خلال المؤسسات والمرجعيات الدينية الكبرى للاديان مثل : الفاتيكان والازهر والنجف وقم ، والحوار مرهون بالاديان السماوية الكبرى ، ولكن نفسها مشتد الصراع بينها .. والسبب الذي يقف في وجه الحوار ان الاديان تكونت في الماضي ولايستطيع اهل الحاضر تجاوز ذلك الماضي ) .
(والدعوات الرسمية الاسلامية للحوار تفرض شروطا لاتشجع على الحوار فهي حين ترى في نهجها الديني نموذجا للاستقامة والتوحيد فانها تتهم الاخرين ضمنا بانهم ليسوا كذلك وعليهم ترشيد عقائدهم قبل اوبعد الحواروهذا مايدفع المسيحيين واليهود بالعزوف عن الحوار ، وهنتغنون ت 1992م يرى بان صراع الاديان كان يشتد على حساب حوار الاديان ونفسه واضع كتاب صراع الحضارات الذي كان مانفيستو حروب جديدة باحتلال العراق وافغانستان من قبل اميركا ).
ونفس الصفحة نقرأ (عن معانات الاقليات مع تطلعات الدول الاوربية للسيطرة على المنطقة وبقدر ماكانت الاقليات تدفع باتجاه الاستقواء بالقوى الخارجية كانت هذه القوى الخارجية توظف معانات الاقليات واستقوائها بها لتحصين مصالحها هي والدفاع عنها ) وهذا القول صائب وجدناه في العراق باستغلال الاقليات بهجوم داعش على الاقليات في سهل نينوى وخاصة ايزيدية سنجار وتوظيف ذلك لتحقيق غاية الاحتلال بنشر النزاع الطائفي للبلد وتشتيت المكون الازيدي في مخيمات والعمل على حجج مساعدتهم لصالح الجهات التى سببت لهم الكارثة وتبعات جينوسايد سنجار بتهجير 3000 شخص من ديارهم وسبي نسائهم .
وص 573 نقرأعن ( الانسان المؤله ان منظومة الاله توازى منظومة البشر و تبادل العلاقة بين البشر والالهة بل يوحي بان اصل الالهة كان من البشر وهو المرجح او ان البشر انحدروا من الالهة وتشبهوا بهم { مع فقدان الخلود وقبول الموت } كما ترويها لنا السرديات المقدسة في اساطير وقصص الانبياء، وهي نفسها هذه العلاقة بين الانسان والاله اعطت دعما وقوة للخلود بعد الموت ).
وص 574 يحدثنا عالم الاديان السويسرى جان فرانسو مايير عن تأثير الانتريت على الاديان بالتغييرات في المظاهر التنظيمية للاديان والاطروحة السائدة بان الانتريت يؤدي الى تفكيك ألاديان – ويكسر المراجع الدينية التقليدية – ويؤدي الى الفردية والفردانية ، ويجيب مايير عن هذه التساؤل بالقول :
توجد بعض الصحة في هذه الافتراضات على الرغم من انها تميل الى مبالغة واضحة ،وحدوث انواع من التداول الرقمي والفني للاديان وسيزداد بالتداول الطقسي وتداول النصوص الدينية المقدسة والتداول الفقهي والجهادي والاستهلاكي والاقتصادي والاعلامي ).
والسؤال (الحاسم هل ستظهر اديان رقمية ؟ وكيف ستكون ؟ وكيف تنتشر ؟ وهناك من يؤيد بقوة ظهور مثل هذه الاديان بوقت قريب قادم ) !!.( فيما قال البابا جون بول الثاني بان الكنائس ومجموعات الايمان التي ترفض التكييف مع عصر الاتصالات الالكترونية لن تبقى على قيد الحياة…).
ويبدو ان مفعول الاديان يخفت لقلة سيطرته وضعف دوره في ايصال محبة الله للجميع بل صارت لدين معين وفي نفق مسدود ، وظهرت افكار ماركس الانسانية في موقف الدين من البشرية لكن جعلوه مخالفا لامر الله لانه مس جوهرهم بكونهم الاصح بالتوحيد واذا اخفق ماركس في اشتراكيته يبدو العولمة والانترنيت اخذ دوره الفعال اليوم في تفكيك دور الاديان وكسر حاجز انا وبس من عند الله !! ودخلت العولمة في كل بيت بدين جديد يعمل بالعقل والعلم الحاضر وليس الرجوع للماضي الذي انتهى مفعوله ولايغيث فقير من جوع ولايشفي مريض بدعاء بل بالعمل والعلم الطبي وتطور انساني بخدمة البشرية .
وص 578 يقول (ان عصر مابعد الدين هو التخلي عن المعتقدات الدينية التى تشكل نوعا من الدوغما الدينية التى تمنع الحوار والتواصل ، والبديل للمعتقدات يكون بالتمسك بالايمان الروحي الذي يعيد صياغة الدين ويهذب منه الكثير ) . معنى كلمة – دوغما مايعتقده المرء حقيقة – .
وختم المؤلف كتابه بعبارة (ماذا لو كان النص كتابا منزلا والكاتب هو الله ؟ هل يعني ذلك ان الانسان غير قادر على معرفة مقاصد الشارع في كتابه وان التأويل المقاصدي لم يعد له مكانه ضمن المشروع الهرمينوطيقي – وتعني التأويل والتفسير- قد يشجع على الاعتقاد والتدين ولكنه لايمثل اَقوم المسالك الموصلة الى الايمان الحي ). أنتهى الكتاب –
ويذكر بان الفرنسي مؤرخ الاديان ميشيل مسلان ت 1926 م له ايضا كتاب بعنوان – علم الاديان مساهمة في التاسيس – من 234 صفحة يقول فيه ( ان علم الاديان لن يعرف الازدهار التام الا بلحظة تحقيق التوليف فيه بين اولئك الذين يفتشون عن المعنى الاساسي للبنى الاساسية للانسان عبر الاساطير والصور والرموز ) ويقول ( إن المنبع الاول للدين هو الفكرة الفطرية بشأن الالهي ، وعن التوحيد يقول ان السياق العقلي والمنطقي يبين ان التوحيد هو المنتهى لكل تطور ديني للبشرية وليس هناك حاجة لاستدعاء اي نوع من الوحي الالهي لارساء التوحيد ) .
و في الاخير اقول عن الكتاب والمؤرخ خزعل الماجدي بانه جرئ ومفيد جدا كتابه لما يحويه من افكار شجاعة في علم الاديان تكشف المستور عن المقدس والمدنس وعلم الاديان هو أحد العلوم الإنسانية وبالتالي الدين لاينتهي ومهم للبشرية ، والانسان مسكون بسكرة الموت القادم ويرغب بطول عمره حتى يلتقي بفكرة العالم الاخر من خلال الاديان ، لكن يبقى البحث عن الخلود مضنيا والخالق هو الذي كتب لنا الفناء وله البقاء . ومهما قلنا فان الاديان لايمكن ان تحل مكان الله في حياة البشر او في طول عمره او قصره ، والخالق وضع قوانين الكون والطبيعة دون ان يتدخل فيها كما قال – اينشتاين – ورغم النقد الثلاثي للاديان من قبل ماركس ونيتشة وفرويد في محاولة الغاء قداسته لكن المقدس لم يهجر الوجود الانساني لانه مرتبط به ، ورحل هؤلاء الثلاثي اسوة بغيرهم وبقيت الاديان كما هي ، هي !!!….
خزعل الماجدي:- *
باحث من العراق، مُتخصص في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة، وشاعر وكاتب مسرحي، ولد في كركوك 1951م له ما يزيد عن خمسين مؤلفاً تنوعت بين علم الاديان والحضارات، الشعر والمسرح، كُتبت جلّ أعماله باللغة العربية.
فبراير / 2023م .