الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Homeاخبار عامة"الخطر يقل كلما ابتعدنا عن سوريا".. هذه هي الدول العربية المعرضة لخطر...

“الخطر يقل كلما ابتعدنا عن سوريا”.. هذه هي الدول العربية المعرضة لخطر الزلزال

A Syrian man sits amidst the rubble as he waits for new about family members stuck under the wreckage in the town of Harim in…
يجلس هذا الرجل السوري وسط الأنقاض في انتظار أخبار عن أفراد أسرته العالقين تحت الأنقاض في بلدة حارم بسوريا.

خلّف الزلزالٌ العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا ما يزيد 19 ألف قتيل بحسب الإحصائيات غير النهائية في كارثة ضخمة لم تمر المنطقة بمثلها منذ 84 عاماً.

وتقع تركيا في التصنيف الثاني ضمن تصنيف الدول الأكثر تعرضاً لخطر الزلازل، بينما تأتي في المقدمة جميع الدول المُطلة على المحيط الهادي. وتعد هذه الدول الأكثر تعرضاً للزلازل المميتة، التي تُصنّف من الدرجة الأولى.

وفي منطقة الشرق الأوسط، تلي تركيا في قائمة الدول الأكثر تعرضاً لأخطار الزلازل دولة إيران. أما عن الدول العربية فتأتي سوريا والمغرب في المقدمة.

أفريقيا المحظوظة جيولوجياً

يتكون سطح الكرة الأرضية من 12 قطعة صخرية عملاقة (صفيحة تكتونية). كل واحدة من الـ12 قطعة ضخمة الحجم إلى درجة هائلة، فقارة كبيرة مثل إفريقيا تقع بالكامل في منتصف صفيحة تكتونية واحدة. هذه القطعة الصخرية العملاقة تستوعب مساحة قارة أفريقيا بأسرها وتمتدُّ حوافها إلى أبعد من ذلك بكثير.

وعادة ما تقع الزلازل عند حواف تلك القطع الصخرية العملاقة. وتنتهي حواف “الصفيحة الإفريقية” الغربية مثلا في منتصف المحيط الأطلسي، لذا فإن أغلب الزلازل التي تصيب هذه الصفيحة تقع في قلب المحيط ولا تتأثر بها الدول الأفريقية في الواقع.

هذه الهِبة الطبيعية التي جعلت أفريقيا في مأمن من شر الزلازل المدمّرة لا تتمتّع بها قارة أوروبا، والتي تقعد حافتها الصخرية عند اليونان وقبرص وإيطاليا.

وفي الوقت الذي تقع فيه السواحل الأوروبية في قلب الخطر، يبقى التهديد الأكبر على الساحل الأفريقي هو الموجات التي قد تنشأ عن الزلازل الأوروبية، وتكون قوية بدرجة كافية لإحداث خسائر كبيرة في الدول الأفريقية، وخاصةً الأكثر قُربًا لأوروبا مثل المغرب والجزائر.

الدول العربية المهددة

يقول عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، إن العالم العربي، إجمالاً، لا يعدُّ منطقة زلازل، وإن كانت قِشرته الأرضية تحوي عدة مواطن ضعف قد تؤدي إلى تعرّض البلدان العربية إلى الزلازل من وقتٍ لآخر.

الزلزال القوي الذي ضرب القاهرة عام 1992م كان 5.5 درجة فقط. ورغم ذلك يُوصف بأنه أشد هزة أرضية تعرّضت لها مصر في العصر الحديث بعدما تسبّب في خسائر ضخمة، وهو يعدُّ زلزالاً متوسط القوة إذا ما قُورن بزلزال تركيا الذي بلغت شدته 7,8 وفقاً لمقياس ريختر.

وأكد الخبير الجيولوجي لـ”ارفع صوتك”، أن أكثر الدول العربية المرشحة للتعرض لخطر الزلازل هي سوريا بسبب مجاورتها لتركيا، ومعاناتها من ذات المشاكل الجيولوجية الكبرى التي تمرُّ بها تركيا”.

وبحسب الإحصائيات التي أعلنتها هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا، فإن عام 2020 فقط شهد وقوع ما يزيد عن 33 ألف زلزال، منها 322 زلزالاً زادت قوته عن 4 درجات على مقياس ريختر.

وبحسب شراقي فإن المناطق التي تحتلُّ مرتبة ثانية من حيث الخطورة هي لبنان وفلسطين والأردن ومصر، لأن هذه الدول تقع على “فالق” ضخم يبدأ من خليج العقبة وينتهي جنوبي تركيا، مشدداً على أن هذه المنطقة زلزالية لكنها ليست خطيرة مثل تركيا، لذا فإن الزلازل التي تقع فيها تكون ضعيفة في أغلب الأحوال.

ويؤكد شراقي: “الخطر الزلزالي يقل كلما ابتعدنا عن سوريا”. ويتابع: “بعد ذلك تأتي البلدان الواقعة على البحر الأحمر، والتي تستند على أرضيات تحتوي على مشاكل في قِشرتها الأرضية”.

وهنا يشدد الباحث المصري أن هذه المنطقة لا تُعدُّ ضمن “حزام الزلازل” لكنها تعاني من ضعف جيولوجي قد يؤدي لوقوع هزّات من وقتٍ لآخر.

ووفقاً لتصريحات أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، فإن أكثر البلدان الكائنة في هذه المنطقة وقد تمرُّ بأخطار الزلازل هي جيبوتي والسعودية واليمن، والتي اعتبرها الأكثر تعرضاً للخطر من باقي دول المنطقة لأنها تُطلُّ على “الأخدود” الأفريقي من ناحيتيه الآسيوية والأفريقية.

وفيما يخصُّ شمال أفريقيا، أكد شراقي أن هذه المنطقة معرّضة للتأثر بأي زلازل يحدث في البحر الأبيض المتوسط، وخاصةً في إيطاليا واليونان وتكريت وقبرص وتركيا. فعندما تقع زلازل كبرى في هذه البلدان تصل موجاتها الزلزالية إلى شمال أفريقيا، مثلما تأثرت بعض محافظات مصر بزلزال تركيا، لكنه بالتأكيد كان أضعف بكثير لأن قوته تتضاءل كلما ابتعد عن مركزه.

وضرب شراقي مثلاً بزلزال قوي وقع في قبرص في بداية القرن الرابع الميلادي، تسبّب في تسونامي دمّر العديد من المدن الساحلية في مصر، وكان سبباً في إنهاء الحضارة اليونانية بمصر.

ويضيف: “بخلاف هذه الصِلة الجغرافية بيننا وبين البلاد المتوسطة، فإن أكثر الدول العربية الأفريقية تعرضاً للخطورة هي المغرب، وخاصةً السواحل التي تقترب من مجموعة جزر الكناري، التي تمتلك نشاطاً بركانياً نشطاً. كلما انفجر بركان في إحدى هذه الجزر يؤثر على أقرب مدينة مغربية لها”.

وبحسب خبراء، فإن منطقة الريف في المغرب تستند إلى أرضية ذات طبيعة جيولوجية هشة، ما يعرضها لخطر الإصابة بالعديد من الزلازل من وقتٍ لآخر، مثل زلزال الحسيمة الذي ضرب الريف المغربي عام 2004 وخلّف خسائر ضخمة.

وفي سنة 1969، زلزال مدينة أكادير (520 كلم جنوب العاصمة الرباط) مقتل أكثر من 15  ألف شخص، وهو يعد أعنف زلزال في تاريخ المغرب الحديث.

من سومطرة شرقا إلى أكادير غربا.. أقوى الزلازل في البلدان الإسلامية عبر التاريخ
استيقظ العالم صباح أمس على وقع أخبار الزلزال المدمر الذي تعرض له الجنوب التركي والشمال السوري. وقع زلزال في الساعة الرابعة والربع صباحا بالتوقيت المحلي في تركيا على عمق 17.9 كيلومتراً بالقرب من مدينة غازي عنتاب. وبلغت قوته 7.8 درجة بمقياس ريختر.

من جهته، اعتبر أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل عطا إلياس أن المغرب يحتل مرتبة كبيرة من درجة الخطر بسبب الفوالق الموجودة في أرضه. أما ليبيا وتونس فهما آمنتان إلى حدٍّ كبير.

وفي دولة العراق، فلقد أعلنت هيئة الرصد الزلزالي مناطق “السليمانية وديالى وخانقين وواسط وميسان”، الأكثر احتمالية للتعرض لخطر الزلازل.

لماذا تعاني الدول العربية مع الزلازل الضعيفة؟

قد تكون الدول العربية بعيدة عن التعرض للزلازل الكبرى، لكنها تواجه مشكلة أخرى تجعلها أكثر ضعفاً في مواجهة أي زلزال حتى لو كان متوسط القوة، وهي قِدم الكثير من المباني المقامة في شوارعها، وكذلك غياب الاعتماد على تكنولوجيا “البناء المقاوِم للزلازل” مثلما هو شائع في دولة كاليابان بسبب عدم شيوع الزلازل في المنطقة بخلاف اليابان التي تتعامل مع الهزات الأرضية باعتبارها ظاهرة جيولوجية متكررة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تصميم المباني.

يقول شراقي: “تنتشر في البلدان العربية الكثير من المباني القديمة، كما أن العديد من القرى في مصر لا تزال بيوتها تُبنى من الطوب اللبن، بخلاف انتشار آلاف العمائر التي بُنيت دون معايير هندسية دقيقة. كل هذه المباني لا تستطيع الصمود أمام أي زلزال متوسط القوة، لذا فإن زلزالاً بدرجة 5.5 كان مميتاً في القاهرة بعكس مناطق أخرى كثيرة في العالم لا يخلّف فيها زلزال بهذه الدرجة هذا الحجم من الدمار”.

كما أن التكدّس السكاني الكبير المدن الكبرى يزيد من احتمالية ارتفاع الخسائر حال سقوط أي مبنى.

وبحسب شراقي، فإن ما ضاعف من الأزمة التركية هو اعتمادها سياسة التصالح في مخالفات البناء مقابل دفع غرامة مالية تسمح ببقاء المنزل حتى لو لم يكن متمتعاً بكافة المواصفات الهندسية المطلوبة، وهي السياسة التي ثبت خطأها بعدها تعرضت كثير من هذه العمارات للدمار في الزلزال.

في السنوات الأخيرة سارت القاهرة على نفس الدرب، بعدما اعتمدت خطة حكومية لـ”تقنين” أوضاع المباني المخالفة مقابل دفع غرامات مالية، وهو ما يجعلها مرشحة بشدة للسقوط حال وقوع أي كارثة.

من جانبه، اعتبر إلياس أن الدول العربية بذلت تحضيرات قليلة جداً للاستعداد لخطر الزلازل، مؤكداً أن الإمارات وقطر والسعودية بذلت بعض الجهود لكن دولاً أخرى لم تفعل شيئاً، وفي المجمل فإن الجهود الوقائية العربية ضعيفة جداً.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular