الأحد, ديسمبر 29, 2024
Homeمقالاتمحمد الكحط:يوم النصير الشيوعي أستذكار المآثر البطولية للأنصار

محمد الكحط:يوم النصير الشيوعي أستذكار المآثر البطولية للأنصار

 

تقرير: محمد الكحط –أربيل-
تصوير: سمير خلف

أقامت اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين ايام 18-20 شباط الجاري في اربيل
مهرجان يوم النصير الشيوعي لمناسبة الذكرى الستين لـتأسيس أول قاعدية أنصارية في
كردستان عام 1963وتضمن برنامجه فعاليات حافلة ومنوعة.

في اليوم الأول السبت الماضي، اقيم الحفل الخطابي والفني على قاعة ميديا وسط أربيل
بحضور رسمي وشعبي حاشد، وكان في مقدمة الحضور الرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب
الشيوعي العراقي والرفيق كاوه محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، وسكرتير
رابطة الأنصار الرفيق نعمان سهيل ملازم خضر والرفيق إبراهيم صوفي أبو تارا، ومحافظ
أربيل وممثلو الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في أربيل.
رحّب عريفا الحفل ميديا فخر الدين وسلام عمر بالحضور لإحياء هذه المناسبة باللغتين
العربية والكردية، ودعوهم للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة الأنصارية

وشهداء الحركة الوطنية، مع عزف السلام الجمهوري موطني وسلام إقليم كردستان، بعدها
قدمت كلمة الحزب الشيوعي العراقي ألقاها الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية،
حيث وجه فيها التحية للنصيرات والأنصار البواسل، وأشاد ببطولاتهم ومآثرهم التي تمثل
رصيدا نضاليا وطنيا مهما، وعبّر عن التمنيات بنجاح هذا المهرجان. “ الكلمة منشورة في
العدد السابق”

كلمة الشيوعي الكردستاني

بعدها جاءت كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني التي ألقاها الرفيق كاوه محمود سكرتير
الحزب الشيوعي الكردستاني، والذي أشاد بالحركة الأنصارية، وسلّط الضوء على الأهداف
التي ناضل من أجلها الأنصار الشيوعيون. كما وجّه التحية للأنصار في ذكرى يوم النصير.
وأكد الرفيق على أهمية الاحتفال بالذكرى الـ60، لإنشاء قاعدة عسكرية أنصارية في قرية
“كه لكه سماق”، هذه المنطقة التي شهدت منذ بدايات القرن السابق حركة جماهيرية شعبية،
كانت تناضل من أجل العدالة الاجتماعية، ومن أجل المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق
والواجبات”.
ومهّدت هذه الأرضية في هذه المنطقة، لإنشاء القاعدة العسكرية الأنصارية بدعم من
الجماهير الغفيرة.
الجانب الآخر في هذا الاحتفال هو التأكيد بأن اختيار الكفاح المسلح والعنف الثوري لم يكن
بمعزل عن أساليب النضال الأخرى واعتبار الحركة الأنصارية جزءا من العمل الجماهيري.
كما أكّد الرفيق في كلمته أيضا على أهمية وجود يوم للنصير الكردستاني، بالشكل الذي يجمع
كافة القوى الكردستانية للاحتفال بهذا اليوم.

كلمة الانصار الشيوعيين

ثم القى الرفيق نعمان سهيل (أبو رائد) رئيس رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين كلمة
الرابطة والتي بدأها بالتحية لعوائل شهداء الحركة الوطنية والأنصارية، وأشار إلى رمزية
هذا اليوم حيث انطلقت حركة الأنصار الشيوعيين قبل 60 عاما، في 18 شباط بعد الانقلاب
الفاشي 63
وجاء في الكلمة، إن سياسة حزبنا الصائبة ودفاعه المستميت عن مصالح العمال والفلاحين
والمثقفين الثوريين، وكذلك دفاعه عن حقوق القوميات وخاصة حقوق الشعب الكردي
العادلة، ومحاربته القوى الإمبريالية الاستعمارية وأذنابها، جعلت هذه القوى ترمي بكل ثقلها
وقدراتها من اجل الإطاحة بثورة 14 تموز، وعندما تحقق لهم ذلك، راح انقلابيو شباط
الأسود عام 1963 بتوجيه نيران حقدهم ضد الحزب والقوى التقدمية والديمقراطية
ونتيجة العلاقات الجيدة مع رجل الدين الشيخ مام رزا من جماعة أهل الحق جرى تجميع
الرفاق في قريتهم (كه لكه سماق) الواقعة بالقرب من دوكان، وقامت هذه الجماعة البطلة
بتقديم الدعم من جميع النواحي واستضافوا الرفاق في قريتهم البطلة. والرفاق الذين التحقوا
الى مناطق دهوك وأربيل فقد جرى احتضانهم، وصدرت توجيهات من ملا مصطفى
البارزاني الذي كان يسيطر على دهوك وأربيل بتقديم الدعم والحماية للشيوعيين، وفي أول
لقاء للرفيق عزيز محمد مع البارزاني جرى الاتفاق على تشكيل فصائل مشتركة للأنصار
والبيشمركة في هذه المناطق، وبعد زيادة أعداد الملتحقين جرى فتح قاعدة جديدة في منطقة
(جبل اواجي)، وفي منطقة بالك في قرية (به رسرين)، واعتبرت القاعدة الرئيسية، وقاعدة
في بهدينان في جبل بيرموس. وفي عام 1966 جرى فتح قواعد في السليمانية وخاصة في
جبل قره داغ وسهل سير بازير وقزلر، وكذلك في اطراف كركوك، وهكذا توسعت قواعد
الحزب بحيث شملت جميع مناطق كردستان، إلا ان القاعدة الأولى للأنصار كانت في قرية
(كه لكه سماق).

بعدها تم منح وسام النصير الى مجموعة من عوائل شهيدات وشهداء الحركة الأنصارية
وكوكبة من النصيرات والأنصار الشيوعيين، تكريما لعطائهم ولمواقفهم البطولية.
هذا وقد وصل الحفل مجموعة من البرقيات التي تحيي نضال الأنصار.

فعاليات اليوم الثاني
واستمرت الفعاليات لليوم الثاني 19 شباط، حيث كان هناك صباحاً معرض للصور
الفتوغرافية الأنصارية للفنان عمر خضر كاكيل، وجسدت صور المعرض حياة الأنصار
الكفاحية ويومياتهم المتعددة الأوجه في المقرات والطبابة والإعلام والمفارز القتالية. كما
رافق المعرض عرض لمجموعة من الكتب والنتاجات الأدبية والثقافية لعدد من المبدعين
الأنصار.

بعدها توجّه الجميع إلى مقبرة شهداء الحزب الشيوعي لزيارة قبور الشهداء والرفاق
الراحلين، والقى الرفيق أبو عايد كلمة بحق الرفاق الشهداء والمناضلين، وعاهدهم على

المضي في طريق مبادئهم ومسيرتهم، وكانت لحظات مؤثرة، وأكد في كلمته أنه لنا الحق
بالفخر والتباهي بكل التضحيات التي اجترحها رفاقنا الشهداء.
وتوصلت الفعاليات ففي عصر اليوم نفسه في منطقة عينكاوا، وفي قاعة منظمة كلدو آشور
للحزب الشيوعي الكردستاني، قدم الرفيقان ملازم خضر وابراهيم صوفي، قراءة في السفر
النضالي لكفاح الشيوعيين العراقيين المسلح ومنذ عام ١٩٦٣ تأريخ تأسيس أول قاعدة
أنصارية شيوعية في منطقة (كلكه سماق).

قدمت الرفيقين للندوة الرفيقة ريواز أحمد باني خيلاني التي رحبت بالحضور وبالرفيقين،
فتحدث الرفيق ملازم خضر عن أحداث 1963 بعد الانقلاب الفاشي وما نجم عنه من
مطاردة لقادة الحزب وقواعده واضطرار العديد منهم للجوء إلى كردستان ورغم الصعوبات
استطاعوا بناء أول قاعدة هناك بهذا التاريخ قبل 60 سنة. وتحدث عن المعارك التي خاضها
الأنصار ضد الأنظمة الدكتاتورية، في السنوات اللاحقة رغم قلة الإمكانيات والفارق الكبير
بالعدد والعدة بين الأنصار الشيوعيين وأجهزة السلطة. ثم تحدث الرفيق أبو تارا ابراهيم
صوفي عن المرحلة الثانية من الحركة الانصارية بعد انهيار الجبهة الوطنية 1978، ما أجبر
العشرات من الرفاق والأصدقاء على الوصول إلى كردستان، وبدأ الكفاح المسلح، وبدأت
حركة أنصار جديدة مرت بصعوبات، لكن رغم ذلك أثبت الأنصار الشيوعيون بسالة نادرة،
وقدموا التضحيات الكبيرة في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.

أمسية شعرية

وبعد ذلك بدأت أمسية شعرية، حيث كان الشعر حاضرا. وقدم الأمسية الرفيق النصير مزهر
بن مدلول الذي رحب بالشاعرين نجم خطاوي (رياض قرجوغ) وعبد القادر البصري (أبو
طالب)، اللذين قدما نصوصا شعرية جميلة، تغنت بأجواء وأماكن وأحلام الأنصار، ممجدة
روح التحدي والبطولة الأنصارية. وقرأت الرفيقة النصيرة ريواز أحمد باني خيلاني نصا
للشاعر نجم خطاوي، كان قد ترجمه من العربية للكردية، الكاتب الرفيق أحمد رجب، والذي
يؤرخ للساعات العصيبة من فجر يوم الأول من أيار ١٩٨٣، وأحداث جريمة بشت ئاشان.
ومن النصوص التي قرأها نجم خطاوي (نصوص الوجع) وهذا نصها:
إلى رفيق
ليس لي سوى وجعي
وباقة ورد حمراء

سأودعها في صمت
جنب التراب الندي…
ليس لي سوى دموع حبيسة
سأمسك بها
محتفظا بنقاء المشهد
وهول فداحة الفقدان…
يا لخساراتي
وأنا أرقب الأصدقاء
وكيف في صمت
ودون وداع
يمضون للأرض
هناك هناك
حيث نقاء التراب
… وقدم النصير عبد القادر البصري (أبو طالب)عدة قصائد منها قصيدة
((المشاؤون))

الفتيةُ المشاؤون
قطعوا المسافاتِ كلها
وجاءوا اليكِ أيتها الأرضُ العتيقةُ
الفتيةُ عابرو حدودَ البلدان
جوابو غاباتٍ موحشةٍ
خائضو أنهرَ موتٍ فائضةٍ
متسلقو جبالٍ  عنيدةٍ
زنرها  الغيمُ ..
رعاةُ نجومٍ ..
رنوا الى سماءٍ بعيدةٍ

الفتيةُ المشاؤون أينهموا
وقد تركوا هنا وهناك ..
بعضَ الخطى
ومِزَقَ قمصانهم المعفرة برائحةِ المحبةِ
كما في المواقدِ المرمدةِ
شيىٌ من تاريخِ أحزانهم
أين / هم ..
وخضابُ دمائهم لازالَ طرياً على الدربِ
أيتها الأرضُ العتيقةُ..
هاأنتِ تشتاقين لهم
الفتيةُ المشاؤون !
أينهم …؟
كما قدم النصير أبو الفوز قراءات أخرى
ومما قرأه الرفيق يوسف أبو الفوز:

لا تفزعي !
لها بالطبع،.. الى أمي
بين الاحتمال والاحتمال،
تأتي الطلقة !
لا،.. لا تفزعي !
فالطلقة التي ستحولني إلى "سر الليل"،
لم تصدأ بعد،
الطلقة التي ستبعدني عنك،
لم تأت بعد،

لكنها ستأتي،..
هذه الطلقة،
سيئة الطالع،
ستمر على كل البحار لتحفر نبعا في قلبي!

زيارة لأول قاعدة انصارية
وفي اليوم الثالث 20 شباط صباحاً كانت هناك سفرة الى قرية كه لكه سماق، التي احتضنت
أول مقر انصاري بعد انقلاب 8 شباط الاسود، حيث انطلق فجرا من أربيل موكب كبير الى
الموقع، والذي كان أهل القرية في استقباله. وأول ما قام به الأنصار هو زيارة مقبرة في
الكوي حيث يرقد العديد من أفراد عائلة الشهيد محمد الحلاق، وتمت زيارة قبر الفقيدة أم
سليم زوجة الرفيق الفقيد كريم أحمد وبنته بيان، ومن ثم الى قرية كه لكه سماق حيث اللقاء
مع الشيخ هاوري وأهالي القرية الذي احتشدوا لاستقبال الرفاق. وتحدث الرفيقان أبو عايد
وأبو تارا عن التاريخ الثوري لهذا المكان ودلالاته. وتم تسليمهما وسام الأنصار. وكان
للجميع فرصة للاطلاع على أرشيف القرية الذي يحوي صور رفاقنا في تلك الفترة، والتي
يعتز بها أبناء القرية، ويعتبرونها جزءا من نضالهم الثوري والبطولي، وفرحوا بهذا اللقاء.
كما رحب بهم شيخ هاوري بحرارة، والذي يعتبر أفكار جماعة الحق من الجماعات التي
تقترب من الأفكار الاشتراكية. وتحدث عن أفكار طائفتهم، كونهم فصيلا اشتراكيا، ويعتز
بمبدأ العدالة الاجتماعية، ويؤكد أنهم مارسوها في تقاليد عشيرتهم، وهكذا أصبح نضال
رفاقنا الأنصار في ذاكرة أبناء هذه القرية.
بعدها تمت دعوة الجميع الى مأدبة غداء. وفي ختام السفرة تمت زيارة نصب الرفيق الفقيد
كريم احمد في كويسنجق، في وقفة وفاء لهذا القائد الشيوعي والانصاري.
في المساء قدم عرض مسرحي بعنوان (سوادين عراقية) على قاعة ميديا وهي لفرقة ينابيع
المسرحية، فرقة رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، المسرحية من تأليف وإخراج سلام
الصكر وتمثيل نضال عبد الكريم وسلام الصكر ورتاب الاميري. الادارة المسرحية
والسنغرافيا صلاح الصكر. اختيار الموسيقى والعزف غزوان رائد المهنا. تنفيذ الموسيقى
نزار البركاوي. لقد استمتع الحضور في قاعة ميديا بالعرض الرائع لمسرحية (سوادين
عراقية) التي تحكي عن معاناة وعذاب الأم في انتظار ولدها الشهيد الغائب، وهي تستذكر
كل تفاصيل فصول نشأته في كنف العائلة… الزوج وحارس المسرح يحاولون عبثا اقناعها
بحقيقة غيابه، لكنها تصر على حقيقة دوام عيشه ووجوده، متحسسة كل أشياءه
وطقوسه…عرض مسرحي رائع لفرقة ينابيع المسرحية ونتمنى لها دوام النجاح.

كانت أياما أنصارية وليس يوما أنصاريا واحدا، أعادت الذكريات وصور النضال التي تشحذ
الهمم وأخذ العبر من تجاربنا ونقلها لأجيالنا القادمة، لتكن تلك المآثر البطولية في الذاكرة
دوما.. مجدا ليوم النصير الشيوعي.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular