قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء ومن 663 صفحة ومن تأليف د. جواد علي
لقد عرضت لكم كتاب علم الاديان واليوم ننتقل الى القوميات والتاريخ لنعرف ماذا تكون وكيف تطورت وانتشرت وسوف نسيح بكم بعدها في كتب اخرى .
والمؤلف د. جواد علي من علماء العراق البارزين وهو مؤرخ واول باحث عربي يختص في تاريخ العرب ، ومن تولد بغداد في 1907- 1989م وله مؤلف اخر بعنوان تاريخ العرب قبل الاسلام ب 8 أجزاء .. هنا احاول لكم قراءة واختصار الاجزاء / 10 من المفصل بما يوصل الفكرة قدر الامكان للقارئ دون المساس بروح النقل بل امانة روح العقل والاستفادة من عظمة الافكار ،ولااقصد النيل من الكتاب باعتماد مقالي هنا بديلا بعدم قرائته كاملا فلا يغني عنه ابدا بل يعتبر ترويج وتشويق بمعرفة في اعظم الكتب والكاتب د. جواد على رحمه الله ، والكتاب يمكن تحميلة على كوكل، ومطبوع في pdfبغداد ويحمل .
ونجد كتب اخرى في هذا الاتجاه منها كتاب محمود شكري الالوسي ـ بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب، وجرجي زيدان ـ وكتابه العرب قبل الاسلام.
وكالمعتاد كل مابين ( قوسين ) هو للمؤلف الذي يتحمل مسؤوليته كما يقول على متن الكتاب ودون القوسين من تعقيباتي عليه من رأي وليس موقف منه. وسوف يكون كل مقال لجزء من اجزاء الكتاب ال / 10 …
ونبدأ في مقدمة ج/1 ليقول المؤلف ( ان غايتي من وضع هذا الكتاب هو ان يكون موسوعة في الجاهلية والجاهليين ، ويقول اشار لي بعض الاصدقاء جعل تسمية العرب بالساميين لانهم سكنوا منطقة الجزيرة العربية ، ويرد عليه بقوله بعدم قبول ذلك لعدم وجود اتفاق بين العلماء على موطنها الاول للسامية ولا في الموارد التاريخية الواصلة الينا مايشير الى مورد واحد يشير الى انها عربية ، فالسامية وحدة ثقافية اصطلح عليها اصطلاحا والعروبة وحدة ثقافية وجنسية وروابط دموية تاريخية وبين المفهومين فرق كبير ) وهذا جيد كون المؤلف يبحث عن الحقيقة من مصادرها وليس انتمائها او انتسابها لجهة او قوم او مذهب .
وص 12 ( يشير الى اول لفظ اطلق على تسمية عرب بما فيهم من بدو وحضر وترى علماء العربية حيارى في ذلك ومنه قيل نسبة الى يعرب وفيما تراهم يجعلون اللسان العربي لسان اهل الجنه ولسان آدم اي انهم يرجعون الى مبدأ الخليقة ، فيما الخليقة قبل خلق يعرب بزمان طويل ويسأل حتى يعرب كيف اهتدى و استنبط اللغة العربية لوحده دون مؤازرة من احد ؟ ). علما لايمكن الوصول لليوم معرفة كيف تكونت وتاسست اللغات وخرجت للوجود .
( وثم يرجعون الى ان اول من نطق العربية نبي اسماعيل الذي ترك لغه ابيه الارامية او الكلدانية او العبرية ، وينسبون نبي اسماعيل الى القحطانيين ).
ص 15 نقرأ (المستشرقون قالوا بان لفظة عرب وجدت في نص اشورى زمن شلمنصر الثالث 858 ق .م ولم تكن تقصد معنى عرب بل كانوا يقصدون بها بداوة وإمارة ومشيخه، كان يحكمها ملك بحدود دولتهم اسمه – جنديبو- اي جندب وكان صلاته سيئة بالاشوريين ). ومما يذكر لايزال هنا اسم جنديو وارد في حالات دينية واجتماعية في العراق .
وص 16 ورد في الكتابات البابلية جملة ماتورابي ومعنى ماتو، متو- ارض ويعني ارض عربي ، وجاءت في كتاب بهستون لداريوس لفظة أرباية – عرباية – ).
وفي (التوراة ذكر كلمة عرب في سفراشعيا كالذي جاء – لايخيم هناك اعرابي ، وص 28 نرى قد وردت كلمة سراكين او سار كينو او شرق اشارة الى زوجة ابراهيم سارة او سرافيين وربط المؤلف هذه الكلمات القديمة بالشروكية على سكان عرب الاهوار في مدينة العمارة )…
وص 31 ( نقرأ في النصوص الفهلوية لفظة تاجك في مقابل العرب واستعملت لفظة تازي واستعمل الارمن كلمة تجك في نفس المعنى فيما قال بعض العلماء بانها اشارة الى الصحراوي ). ربما القصد منها الاقوام الجدد لان تازه في اللغات الارية تعني طري او جديد .
وص 38 (يذكراسماء ليسوا من الجاهلية موحدين مثل خالد بن سنان العبسي وقس بن ساعدة وورقة بن نوفل وعداس مولى وامية الصلت ) علما خالد العبسي كان يردد اية الصمد امام ابنته ذكرت ذلك للنبي محمد فقال لها عن ابوها { ذاك نبي ضيعه قومه !} .
وص 208 نقرأ (عن وادي حنيفة القديمة في الجزيرة وعن تقديس الاشجار في الجزيرة العربية مثل شجرة السدر واخرى الطوبى التي وعد بها المتقون في الجنة ).
وص 222 يعود بنا الى منشأ السامية ليقول ( اخذت من سام في التوراة واول من اطلقها النمساوى اوغست لوديك عام 1781م فشاعت منذ ذلك الحين ، وقسمها العلماء المحدثين الى سامية شرقية بابلية وغربية و شمالية عبرانية واشورية وبابلية والاخرى جنوبية منها العربية بلهجاتها ) .
ومهما تكن تسمية السامية ليست لجنس لاي شعب كان بل اصطلاح فان التسمية تبدو عنصرية ضد الجنس البشري وخاصة باتخاذها تفرقة بشرية ورفض شعوب اخرى من هذه التسمية ومنهم السومريون اصحاب اقدم حضارة عالمية اضافة الى الفينيقين و الكنعانيين باعتبرهم غير ساميين.
وص 229 يذكر المؤلف بان هناك تباين في ( اصل الساميين من ترابط كلمة الجمل كحيوان ووجودها في لفظة واردة في جميع اللغات السامية وهم من هضبة اسيا عند جيحون وسيحون ، واصلهم من بابل كما قال كريمر – وكريدي ، اومن شمال العراق اومن الجزيرة العربية ومنهم من قال من افريقيا وارمينيا.. ويقول المؤلف ظهرت السامية على مسرح الوجود في القرن الثالث ق.م واستقروا في الهلال الخصيب وشبه جزيرة سيناء وجزيرة العرب).
وص 293 يقول القحطانيين من اليمن عرب منذ خلقهم الله ، وحكم قحطان 200 سنة ، والعدنانين الفرع منهم اخذوا العربية منازلهم الحجاز. والازد من القحطانيين، فيما العرب البائدة سبع قبائل منها عاد وثمود وجديس وهي اسماء توراتية ).
ومما يذكر اسم يقطان ورد في التوراة/ التكوين باسم قحطان بن عامر بن شاخ بن افخدش بن سام بن نوح مما يقوى وجود القحطانيين قديما ، وهم قبل بني اسرائيل ، وفي القران لايوجد اي ذكر لجد العرب من قحطان وعدنان ولاذكر لعدنان في التوراة الذي هم العرب المستعربة مما يدل على حداثة التسمية. ( فيما نسب بعض الاخباريين نسب والد عدنان بن أدد بن الهيسع ) .
وص328 نقرأ (في منطقة تيماء وجدت عبادة صنم برأس ثور ) والثور او العجل نجده حاضر ومقدس في كثير شعوب واقوام لدلالة الخصب والنمو.
وص 325 نقرأ اسم بري ( ان المنطقة التي حارب بها قوم ثمود والشعوب الاخرى ضد الاشوريين كانت تسمى – بري- ويظهر انها تعني لفظة بر – بري العربية الى البادية فحرفت الى بري وفق الاشوري، فيما نرى ان لفظة سمع مثلا بمعنى سميع والسميع هي صفة للالهة هو سميع يسمع دعوات ).
وص 347 نقرأ ( روى في الاخبار – عن ابن الكلبي وابن اسحق – ان بختنصر غزا اهل حضورا الذين هم من اليمن لانهم كفروا بنبوة نبي من عندهم ارسله الله وهو شعيب بن مهدم بن حضور فلما قتلوه ، اوحى الله الى نبي اسمه برخيا بن اخبيا من سبط يهوذا بن يعقوب بن ابراهيم الخليل ان ياتي الى بختنصر فيأمره بغزو العرب الذي لااغلال لبيوتهم ولا ابواب فاقبل برخيا من نجران حتى قدم الى بختنصر وذلك في زمن معد بن عدنان فهزم عدنان وذهب بختنصر وسار الى حضورا ).
وص 350 نقرأ ( اما النبي برخيا الذي زعم الاخباريون هو الذي اشار الى بختنصر بالغزو ، فهو باروخ بن نيريا – نريا بن محسيا شقيق سرايا ، وقد كان كاتبا مخلصا للنبي ارميا وهو الذي كلفة النبي ارميا بالذهاب الى بختنصر حاملا رسالة من الملك الى بختنصر وهي الرسالة المدونه في اسفار ارميا وقد ذهب الى بابل وقابل الملك ثم عاد الى القدس وقد هاجم بختنصر القدس واستولى عليها بتحريض من هذا النبي نبي العبرانيين). وعلى ماظهر فان السبي البابلي يأخذ مغزى ابعد من مؤامرة الاهل مثال طير القبج عدو اهله، ولو الاخذ بهكذا رأي غير مستساغ لكنه فيه مصدر
وص 497 يقول ( اقترب العدنانيون من الفرس واسرائيل وزعموا الاكراد من أقربائهم وانهم من نسل ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل ، فيما يشير الى دور الطوطمية الذي له صلة بدور الامومة والتي تنسب الاولاد للام وليس للاب ، واتخاذ القبيلة حيوانا او نباتا او كوكبا او نجما اله لها وانه يحميها ولايؤذيها حتى وان كان الاذى طبعه ) هنا ربما يقصد الثعبان التي كانت منقوشة ولاتزال عند شعوب وعلى دور االعبادة لتعتبر مقدسة وحارسا للمعبد .
وص 575 يعود بنا الى اسم ( جنديبو وهو جندب اول اسم عربي يسجل في الكتابات الاشورية ولم يشير شلمنصر الى ارضه والمكان الذي يحكم فيه غير ان الدلائل تدل على انها كانت اطراف البادية فيما المؤرخ موسل يرى انها كانت تقع في مكان ما جنوب مملكة دمشق ).
وص 595 نجد ذكر ( لاسماء بوز – و- حزو، وبوز بن ناحور اخي ابراهيم ، ليظهر في التوراة باسم موضع واسم شعب واسم رجل من بوز سمي البهو البوزي فيما ذكر بان بازو الوارد في نص سنحاريب تقع في العربية الشمالية وجنوب تدمر في وادي السرحان / دمشق ، وكان يحلقون رؤوسهم إلا دائرة تبقى في اعلى الرأس ).
وص 635 نقرأ ( تعلل التوراة سبب زيارة ملكة سبأ لسليمان بقولها : وسمعت ملكة سبأ بخير سليمان لمجد الرب ، فاتت لتمتحنه بمسائل فاتت الى اورشليم بموكب عظيم جدا بجمال حاملة اطيابا وذهبا كثيرا وحجارة كريمة ، واتت الى سليمان وكلمته بكل ماكان في قلبها ، ولما سألته ورأت البيت الذي بناه وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقائه ومحرقاته التى كان يصعدها لبيت الرب لم يبقى فيها روح بعد ، فقالت للملك صحيح الخبر الذي سمعته في ارضي عن امورك وحكمتك ولم اصدق الاخبار حتى جئت وابصرت عيناي ، واعطت سليمان مئة وعشرين وزنة ذهب ) .
مما يذكر انه عند قدوم بلقيس الى نبي سليمان الذي كان يسخر لنفسه الجن والشياطين جعل الارض التي تمشي عليها بلقيس من زجاج كانها تمشي على الماء مما ظهر بعض من خشونه جسدها ، وفي امر آخر ان النبي سليمان بن داود الملك لم ينجب ذرية رغم تجاوز عدد زيجاته المئات عدا الجوارى !!.
وص 644 نقرا ( في اخبار حملة سنحاريب التاسعة على القدس مايفيد ان حزقيا ملك يهوذا استخدم الاريبي اي الاعراب في الدفاع عن القدس و اورشليم حينما حاصرها ملك اشور ولم يكن هؤلاء العرب الا اعراباُ من سكان يهوذا ومن سكان الارضين الاخرين من فلسطين ).
وص647 نقرأ (عن مملكة قيدار التي تسيطر على الارض من دلتا النيل الى حدود مملكة يهوذا ).
ونقرأ ص 653 و655 ( ونجد في مينحوت فتوى في نجاسة او طهارة قرب الماء وان القرب التي تشد وتعقد بعقدة تعتبر طاهرة إلا اذا عقدت بعقدة عربية فانها تكون نجسة ولايحل الشرب منها ، وقد اشير في مينحوت ايضا الى موضوع تقديم طبيخ في موقد عربي فقال فقهاء الشريعة اليهودية عدم جواز الاكل من ذلك الطبيخ ).
واخيرا نقرأ ص 657 ( اشارة المؤلف الى اهمية كتب من التلمود والمشنة والكمارة بالنسبة لتاريخ العراق وفيها بحوث عن جغرافية العراق ممتدة لمئات السنوات ففي – القيدوشين – مثلا اسئلة واجوبة عن اقليم بابل وميسان وميديا ).
ملاحظة / يليه الجزء الثاني .
فبراير / 2023م