الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
Homeمقالاتالجذور الحقيقية للحرب الاميركية- الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي ح 2:...

الجذور الحقيقية للحرب الاميركية- الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي ح 2: الدكتور نجم الدليمي

: نظرة من الداخل ::
الدليل والبرهان
الحقيقة الثانية :: اخطر نتائج تفكيك الاتحاد السوفيتي — اوكرانيا انموذجا

( بمناسبة الذكرى الاولى للعملية العسكرية الروسية الخاصة شباط \ 2022 — شباط \ 2023).

الحلقة –2

في اذار \ 1985 تسلم غورباتشوف مقاليد قيادة الحزب والسلطة السوفيتية، ولعب في تقديم غورباتشوف لهذا المنصب الرفيع، غروميكو واندروبوف دوراً مهماً وكبيرا في ذلك، وهو لا يستحق هذا المنصب الرفيع اصلاً ولكن…؟ وقدم غورباتشوف مشروع ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991 وهذا المشروع قد مثل مشروع الحكومة العالمية، فهو لم يقدم برنامجه للشعب، للحزب الشيوعي السوفيتي للمناقشة مثلاً، بل اكتفي بطرح شعارات وهمية وكاذبة وخادعة ومشوهه للحقائق الموضوعية ومدفوعة الاجر ومنها (( حقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية والعلنية وحرية التعبير والتجديد)) وغيرها من الخزعبلات الاخرى.
ان ما يسمى بالبيرويسترويكا قد اشاعت الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني داخل المجتمع السوفيتي وهذه الفوضى لم تكن وليدة الصدفة بل كان مخطط لها وبدقة، وخلال فترة البيرويسترويكا قام غورباتشوف وبنصيحة ياكوفلييف وشيفيرنادزة عرابوا ما يسمى بالبيرويسترويكا على ابعاد (( تطهير — تنظيف)) الحزب الشيوعي السوفيتي وبنسبة 75 بالمئة من اعضاء وكادر الحزب وبعض القياديين، وهؤلاء هم المخلصين للشعب والحزب الشيوعي السوفيتي، وتمت هذه العملية الخبيثة تحت شعار وهو ان هؤلاء (( محافظين)) و(( معارضين)) للبيريسترويكا وتحت غطاء مايسمى بالتجديد وغيرها من الحجج الواهية الاخرى. ان ثمن الفوضى والبيرسترويكا كان ثمناً رخيصا بهدف تفكيك الاتحاد السوفيتي وهو 5 ترليون دولار أمريكي؟!.
خلال فترة البيرويسترويكا الغارباتشوفية التي اشاعت الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني في الاتحاد السوفيتي وظهور النزاعات القومية في اسيا الوسطى وجمهوريات البلطيق وفي اوكرانيا…، وبدأ المد القومي المتطرف وظهور بوادر لتيارات تحمل طابعاً طائفيا\ نازيا، وتوجه فاشي، وهذا ما حدث في جمهوريات البلطيق واوكرانيا انموذجا حيا وملموسا على ذلك، ولم يقوم غورباتشوف وفريقه المرتد بمعالجة هذه المشاكل الخطيرة على المجتمع السوفيتي، لانه كان معادي للاتحاد السوفيتي والشيوعية، بدليل قال(( كنت العدو الخفي للشيوعية)) واكد ((ان هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية))، مقابل هذه الفوضى وغياب الاستقرار في الاتحاد السوفيتي وخلال فترة حكمه قام باكثر من 40 زيارة رسمية للغرب الامبريالي وليس غريباً من ان تقول تاتشر عن غورباتشوف (( هذا الرجل يمكن أن نعمل معه)).
ان غورباتشوف اقدم وبشكل مخطط له وبدقة عالية جداً على اضعاف دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفيتي في السلطة والمجتمع من خلال الغاء المادة السادسة من الدستور السوفيتي التي تؤكد على قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي للمجتمع والدولة السوفيتية ومن هنا بدأت البدايات الحقيقية للفوضى وعدم الاستقرار في عموم البلاد كما واقدم على ايقاف نحو 50 من المصانع والمعامل الحكومية لانتاج السكر والدواء بحجة (( التجديد)) وبالتالي فقدت هذه السلع الغذائية والدوائية المهمة للغالبية العظمى من الشعب السوفيتي وبدات المضاربات في هذه السلع وظهور السوق السوداء ونشاط قوى اقتصاد الظل المافيوي اللاشرعي واللاقانوني وتم اتباع نظام البطاقة التموينية التي اختفت في عام 1947 اي بعد انتهاء الحرب الوطنية العظمى والعادلة للمدة 1941-1945.
في 17/ اذار \ 1991 تم اجراء استفتاء شعبي ديمقراطي حول وجود او عدم وجود الاتحاد السوفيتي؟ اقدم عليه غورباتشوف وفريقه المرتد، ولكن الاخطر في ذلك كيف وافق الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة السوفيتية على مثل هذا السؤال الغير مشروع والمخالف للدستور الاشتراكي السوفيتي؟ وكانت نتيجة الاستفتاء هي ان الشعب السوفيتي قد صوت بنسبة 78 بالمئة لصالح بقاء الاتحاد السوفيتي ، الا ان خونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي السوفيتي وحلفائهم في واشنطن ولندن وباريس وبون لم يعترفوا بالنتيجة الشعبية والديمقراطية؟ ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها من الخزعبلات الاخرى.
في كانون الأول \ 1991 اجتمع كل من بوريس يلسين رئيس روسيا السوفيتية ( مرشح في المكتب السياسي، سكرتير منظمة موسكو انتخب رئيس لروسيا السوفيتية…) وليونيد كرافجوك رئيس اوكرانيا السوفيتية ( مسؤول العمل الايديولوجي في الحزب الشيوعي الاوكرايني، ثم اصبح سكرتير الحزب الشيوعي الاوكرايني، ثم اصبح رئيس اوكرانيا بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي) وشوشكيفيج رئيس البرلمان البيلاروسي استاذ جامعي من ذوي الميول الغربية ، ويؤمن ببناء الراسمالية، فقرر هؤلاء الثلاثة، من خونة الشعب والفكر والحزب في معاهدة بيلوشوفسكيا بوشا في مينسك قراراً بتفكيك الاتحاد السوفيتي ومن دون الرجوع للشعب السوفيتي ونتيجة التصويت الشعبي وكان جهاز امن الدولة السوفيتية،( كي جي بي) على علم كامل باجتماع هؤلاء الخونة والعملاء وكذلك غورباتشوف كان يعلم بذلك ايضاً؟ وقام رئيس جهاز امن الدولة البيلاروسي ( كي،جي، بي) بالاتصال بجهاز امن الدولة السوفيتية في موسكو (، كي جي بي) بالجنرال كرجيكوف من اجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص اجتماع مينسك الا انه لم يستطيع المحادثة مع رئيسة الجنرال كرجيكوف؟ غريباً حقا؟!.
ان تحديد طبيعة النظام الحاكم في اوكرانيا يعد شيء مهم لمعرفة تطور الاحداث منذ عام 1991 عام تفكيك الاتحاد السوفيتي ومنذ عام 1992 ولغاية اليوم وبعد حصول اوكرانيا على ما يسمى بالاستقلال والسيادة الوطنية؟ يعد كرافجوك اول رئيس لاوكرانيا بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وهو لم يكن شيوعيا حقيقياً، بل انتهازي ومتملق وجبان وهذا ما اعترف به عبر التلفاز في عقد معاهدة مينسك الخيانية وهو جالس في غرفته دخل عليه مجموعة من العسكرين السوفيت وهو في مينسك، وعندما شاهد الجنود قال مع نفسه لقد تم اعتقالي اي سوف يتم اعتقالي وهو خائف ومربك في الحديث؟ ويقول عندما دخلوا الجنود قالوا لي جئنا لحمايتكم؟. هذا احد اقذر النماذج الهدامة، انه ذو نزعة قومية متطرفة معادي للروس وقبل وفاته وفي مقابلة تلفزيونية معه وهو يحمل بندقية صيد اذ قال بهذه البندقية ساحارب الروس؟ هذا سكرتير الحزب الشيوعي الاوكرايني وهو لديه ميول بنديريه وغربية \ اميركية لم يقدم شيئ للشعب الاوكرايني من الناحية الاقتصادية والاجتماعية سوى انه كان اول رئيس لا اوكرانيا المستقلة.
كوجما — اصبح كوجما الرئيس الثاني لاوكرانيا وعبر الانتخابات الرئاسية اصبح ليونيد كوجما،رئيساً، انه ثعلب سياسي، كان قيادي في الحزب الشيوعي الاوكرايني وعمل في مجال الصناعات الحربية في اوكرانيا سابقاً يحمل توجه قومي ومعادي للشعب الروسي كتابة ؛ اوكرانيا ليست روسيا يؤكد توجهه القومي وهو ايضاً عمل على اضعاف تدريجي للعلاقات مع روسيا الاتحادية والعمل نحو الانضمام للاتحاد الاوروبي والتوجه نحو اميركا وحلفائها ، وتمت ازاحته وعبر ما يسمى بالثورة البرتقالية وجاء يوشنكو لرئاسة اوكرانيا، ثم يوكونوفيج ثم بروشينكو وبعده زيلينسكي. ان الرؤساء الثلاثة يوشنكو بروشينكو، زيلينسكي هم من ذوي النزعة القومية المتطرفة وهم من دعموا البنديريه رسمياً وهؤلاء جميعهم ادوات طيعة ومنفذة ومخربة لصالح القوى الاقليمية والدولية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالميه وهم معادون للشعب الروسي وهم من قام بالمطالبة للانضمام للناتو والاتحاد الأوروبي، وهؤلاء يحملون توجه نازي \ نيونازي معادي للشعب الروسي بالدرجة الأولى وان عدائهم لروسيا الاتحادية واضح وبشكل علني وخاصة بروشينكو وزيلنسكي. اما الرئيس الاوكرايني يانكوفيتش فهو رئيس ضعيف الشخصية ارتباطا بتاريخه السياسي والاقتصادي وهو مسك العصا من الوسط ، فهو ينظر بعين للاتحاد الأوروبي ويتمنى الانضمام اليه، و بالعين الاخرى ينظر الى روسيا الاتحادية ويرغب بالتعاون مع روسيا الاتحادية ، فهو تارة يميل نحو اميركا وحلفائها وتارة يميل نحو روسيا الاتحادية وهذا الموقف لم يعجب اميركا وبريطانيا والناتو من حيث المبدأ. ان الشيئ الوحيد عند يانكوفيتش هو لم يكن من ذوي التوجه النازي \ الفاشي عكس الغالبية العظمى من رؤساء اوكرانيا (( المستقلة)).
هذه هي احدى اسوأ نتائج افرازت تفكيك الاتحاد السوفيتي، وما حصل عليه الشعب السوفيتي – الاوكرايني من مصائب وكوارث ، والحرب الاميركية- الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي، هي احدى نتائج تفكيك الاتحاد السوفيتي ويتحمل غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك وغيرهم كامل المسؤولية كما ويتحمل جهاز امن الدولة السوفيتية، ( كي جي بي) المسؤولية الكبرى في تفكيك الاتحاد السوفيتي. هذه هي بعض النتائج الكارثية لتفكيك الاتحاد السوفيتي وانعكاس ذلك على الشعب الاوكرايني اليوم.
يتبع
شباط \ 2023

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular