لاشك ان الإنسان يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه , ويكتسب منها اللغة والثقافة والسلوك ولا سيما ان كان طفلا او مراهقا اوصغير السن .
لكل مجتمع خصوصيته وايجابياته وسلبياته وما هو مسموح هنا , قد يكون ممنوعا هناك , وماهو مرغوب هنا , ربما يكون مرفوضا هناك .
نعم ان المجتمعات التي لا تقبل التغير وتراوح مكانها ولا تواكب التطور , فان مصيرها الفناء والانقراض , كما ان التغير المطلق او الكامل بنسبة 180 درجة سيؤدي حتما الى القضاء على هوية الفرد الأصلي وتراثه ولغته وموروثه الاجتماعي .
ان الانسان الايزيدي كان ولازال في صراع مستمر من اجل البقاء , واستطاع ان يحافظ على لغته و موروثه الديني والاجتماعي بالرغم من الابادات السيئة الصيت التي وقعت عليهم منذ قرون طويلة , وحسب قاعدة الفعل ورد الفعل كلما زادت رغبة الأعداء وعنجهيتهم للقضاء على الايزيدياتي كلما زاد صلابة وقوة وايمان الانسان الايزيدي بدينه .
ولكن في أوطان الغربة سيتلاشى اللغة والعادات والموروث والاعياد رويدا رويدا وجيل بعد جيل , والموت البطئ يسري في جسد الايزيدياتي دون ضغط او قتل او إكراه بل بكامل الحرية والإرادة .
إذا كانت الأديان التبشيرية عدو الايزيدية على مر التاريخ وكانت سلاحهم السيوف والرماح والرشاش , فأصبح العدو هي الغربة والتغير الجغرافي والاجتماعي , والسلاح هي الحرية والقانون .
لاشك ان الموت السريع تحت رحمة السيف والرشاش أرحم من الموت البطي تحت ذرائع الحرية الفاسدة والقانون الأعمى .
قيود الوطن وسلاسله افضل من حرية الغربة
عدو الوطن معروف , اما عدو الغربة مجهول
قانون الوطن يحمي شبابنا , قانون الغربة يبعدهم من نصائحنا .
دكتاتورية الأب في الوطن سلاسل في معصم أجيالنا ولكن ينقذهم من الفساد, اما حرية الغربة فهي كحول وتدخين وادمان وفساد وموت .