|
: الأهمية والمغزى ل 8 \ اذار عيد المرأة العالمي ( بمناسبة الذكرى ال 150 عاماً لنضال المرأة 1873-2023).
المطلب الخامس:: الاشتراكية والمرأة
بقلم الدكتور نجم الدليمي
خطة المطلب الخامس:
1- مصطلحات سياسية / فكرية
2- المرأة السوفيتية بعد ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى.
3- لينين والمرأة
4- الاشتراكية وتحقيق المساواة: الدليل والبرهان.
5- الخلاصة.
6- المصادر.
1- مصطلحات سياسية / فكرية.
الملكية — تشكل الملكية علاقات الانتاج فيما بينهم بصدد استملاك وسائل الانتاج والخيرات المادية المصنوعة بواسطتها. تعد الملكية احد اهم المفاهيم الرئسية التي تحدد طبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي القائم. النظام الاشتراكي يقوم على أساس الملكية الاجتماعية الاشتراكية لوسائل الانتاج كموشر رئيس لتحديد طبيعة النظام الاشتراكي، النظام الراسمالي يقوم على أساس الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج.
2- علاقات الانتاج — هي العلاقات التي تقوم بين الناس في سياق انتاج وتبادل وتوزيع واستهلاك الخيرات المادية والتي تشكل البناء التحتي الاقتصادي للمجتمع.
3- القوى المنتجة — هي ادوات الانتاج التي تنتج بها الخيرات المادية، الناس الذين يحركون ادوات الانتاج ويقومون بإنتاج الخيرات المادية بفعل خبرة انتاجية معينة ومهارات معينة في العمل.
4- الاشتراكية — هي الطور ( المرحلة) الانتقالية نحو التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية للشيوعية التي تقوم على أساس الملكية الاجتماعية الاشتراكية لوسائل الانتاج وعلى اساس العمل الحر في الاستثمار الذي يقوم به اعضاء المجتمع المتساون في الحقوق وغياب الاستغلال والاضطهاد للمواطن وقانونها الرئيس (( كل حسب قدرته — كل حسب عمله)).
5- الشيوعية العلمية – هي تشكيلة اجتماعية واقتصادية تحل محل الراسمالية، وتتألف من مرحلتين، الاشتراكية كمرحلة أولى مرحلة الانتقال نحو الشيوعية والشيوعية هي المرحلة النهائية لتطور المجتمع البشري. اما في المفهوم الواسع للشيوعية العلمية: هي الماركسية -اللينينية بوجه عام، والمعنى الضيق هي احد الاقسام المكونة الثلاثة للماركسية – اللينينية، هي علم النضال الطبقي للبروليتاريا والثورة الاشتراكية وعن السنن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لبناء الاشتراكية والشيوعية وعن العملية الثورية العالمية بوجه عام. وقانونها الرئيس، (( كل حسب قدرته — كل حسب حاجته)). (1).
2- المرأة السوفيتية بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى.
بعد انتصار ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى في عام 1917، ومباشرة تم اعلان مراسيم هامة ومنها: مرسوم السلام للجميع، مرسوم المعامل والمصانع للعمال والارض للفلاحين والخبز للجميع وتم اعطاء اهمية كبيرة وخاصةً لتحرير المرأة السوفيتية من خلال مساواتها مع الرجل دستورياً وفق المادة 122 من الدستور الاشتراكي السوفيتي. في عام1935، تم تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في حق المشاركة في عملية الانتخابات البرلمانية، مجلس السوفيت الاعلى ( البرلمان)، ويعتبر الاتحاد السوفيتي اول بلد في العالم اعطى حق المرأة السوفيتية بالمشاركة في عملية الانتخابات البرلمانية وتسنم المناصب الادارية في السلطة التنفيذية والتشريعية… ،
يلاحظ فيما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الدول الراسمالية فان المرأة في المجتمع الطبقي المجتمع البرجوازي لم تحصل على حق المساواة مع الرجل بدليل، في عام1944، اقرت فرنسا حق مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية وفي عام1948 اقرت بلجيكا حق مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية وفي عام 1956 اقرت (( رائدة الديمقراطية)) اميركا حق المرأة في المشاركة في الانتخابات البرلمانية ولكن بالرغم من ذلك فان المرأة في المجتمع البرجوازي لم تحصل على كامل حقوقها المشروعة وخاصة في ميدان ضمان حق العمل وغياب المساواة بين الرجل والمرأة في الراسمالية.
تعد ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، الثورة الاولى في العالم التي اسست اول نظام سياسي واقتصادي واجتماعي وايديولوجي جديد وفريد من نوعه الا وهو النظام الاشتراكي ،اول دولة اشتراكية يقودها العمال والفلاحين وتم تأسيس حزب من طراز جديد الا وهو الحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة لينين وستالين وهي الثورة الاشتراكية الاولى في العالم التي اقرت المساواة بين الرجل والمرأة وفي كافة المجالات ووفق الدستور. ان ماثرة ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى تكمن بالدرجة الأولى في تحرير الشعب الروسي — السوفيتي من عبودية النظام القيصري، النظام المتخلف في الميدان الاجتماعي والاقتصادي، نظام الجهل والتخلف والامية والبؤس وتفشي الامراض والبطالة والعوز وغياب المساواة بين الرجل والمرأة وكما اقدمت قيادة ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى على الغاء كافة القوانين الصادرة قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية وخاصة التي حرمت المرأة من حقوقها المشروعة ومنها غياب المساواة مع الرجل، بل ان ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى قد فتحت الطريق واسعا امام المرأة وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية والدبلوماسية وغيرها.
لقد ضمن الدستور السوفيتي الاشتراكي كافة الحقوق للمواطنين وبدون تميز، فتم تحقيق وضمان حق العمل دستورياً لجميع المواطنين وبدون تميز بين الرجل والمرأة وهذا يعني عملياً غياب حقيقي للبطالة في المجتمع الاشتراكي وبشكل نهائي وابدي ، وكما حققت الاشتراكية والدستور الاشتراكي المساواة الفعلية في الاجر بين الرجل والمرأة في العمل المساوي وفي كافة القطاعات الانتاجية والخدمية وبدون تميز، وتم ربط الاجر بطبيعة العمل بالنسبة للرجل والمرأة وهذا يشكل قمة العدالة الاجتماعية والاقتصادية في ميدان النشاط الاقتصادي والخدمي وكما اقرت الاشتراكية تحديد ساعات العمل ب 8 ساعات في اليوم مع وجود عطلة يومين في الاسبوع، في حين قبل ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى كانت ساعات العمل اليومي اكثر من11 ساعة.
لقد ضمت الاشتراكية والدستور الاشتراكي مجانية التعليم والعلاج والسكن والضمان والرفاهية للجميع وبدون تميز وكما تم اعطاء اهمية كبيرة للمرأة السوفيتية بتحسين وضعها الاقتصادي والاجتماعي وتحسين المستوى المعيشي مع وجود نظام غذائي جيد….، بدليل كان متوسط عمر المواطن قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى نحو 33 عاماً في حين بلغ في الاشتراكية للمرأة نحو 77 عاماً والرجال 75 عاماً. ان الاشتراكية قد ضمنت للمرأة حق التمتع بالاجازة السنوية ومدفوعة الاجر وتم ضمان حقها في دار الحضانة ورياض الاطفال وباجور رمزية او شبه مجانية وحققت الاشتراكية افضلية للمرأة السوفيتية بخصوص سن التقاعد، اذ حدد الدستور الاشتراكي ان المرأة لها حق التقاعد بسن 55 عاماً والرجل ب60 عاماً وكما ضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي حق الاجازة للمرأة بعد الولادة ولمدة3 سنوات مدفوعة الأجر وفق القانون.
ان جميع هذه الحقوق التي تم ذكرها اعلاه وغيرها لم تحصل عليها المرأة في المجتمع الراسمالي وحتى بعد عام 1991، اي بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي، فان رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) باستثناء جمهورية بيلاروسيا فان المرأة في هذه الدول قد فقدت معظم الحقوق التي حصلت عليها في الاشتراكية، في الاتحاد السوفيتي، ومن هنا ينبع الفارق والموقف بين الاشتراكية اتجاه المرأة وبين موقف الراسمالية اتجاه المرأة والتي ينظر لها على انها سلعة تباع وتشترى وفق قانون الطلب والعرض وفاقدة لا ادميتها الإنسانية…..؟.
في عام 1975، لعب الاتحاد السوفيتي دوراً مهماً وكبيرا في منظمة الامم المتحدة من اجل ان يكون 8 \ اذار، عيداً للمرأة العالمي، عيداً امميا وتمت الموافقة على ذلك واليوم الغالبية العظمى من دول العالم تحتفل بعيد 8 \ اذار كعيد عالمي للمرأة وبعض الدول اعطته عطلة رسمية والبعض الآخر يتم الاحتفال به فقط وبدون عطلة ، وعلى نساء العالم وعبر اتحادهم العالمي من تشديد النضال من اجل الحصول على كافة حقوقهن المشروعة واستخدام كافة اشكال النضال المشروعة بهدف تحقيق المطالب المشروعة.
لقد قضت الاشتراكية والى الابد على الامية والبطالة والعوز والفقر والخرافات والجهل.. في المجتمع الاشتراكي وكما حققت المساواة فعلياً ووفق الدستور الاشتراكي وبشكل كامل في ميدان العمل والاجور في القطاعات الانتاجية والخدمية قولاً وفعلاً، بدليل قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى (( يشهد الواقع التالي على المستوى المتدني لثقافة شعوب روسيا القيصرية، ففي عام1906، اي قبل 12 عاماً من ثروة اكتوبر الاشتراكية العظمى، اذ كتب صحفي متحذلق مقالة اورد فيها حساباته التالية :من اجل القضاء على امية الرجال في روسيا يلزم 180 عاماً، والنساء حوالي 300 عاماً، اما بالنسبة لشعوب الاطراف القومية (يقصد بلدان اسيا الوسطى…) فقد عين مهلة لها نحو 4600 عام)).( 2). انه قد عكس عقليته المتخلفة وفقدانه للعلمية والموضوعية،وبعد أن استلمت البروليتاريا السوفيتية السلطة في عام 1917 فعلت كل ما في وسعها من اجل القضاء وباقصر وقت اذ تم القضاء على الامية والبطالة والقضاء على ارث التخلف الثقافي وفي عام 1937 تم القضاء على اهم مشكلة الا وهي القضاء على الامية وانتشرت في عموم البلاد المدارس ومؤسسات التعليم الثانوية المتخصصة والجامعات والمعاهد العليا، علماً كانت الامية في روسيا القيصرية تشكل بنحو80 بالمئة من الشعب الروسي.
3–لينين والمرأة
لقد اكد قائد البروليتاريا العظيم لينين، انه شيئ جيد ان يتم تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وبالقانون ولكن هذا لا يعني أن المساواة في الحياة عملياً قد تحققت في الواقع العملي، بل علينا أن نعمل من أجل أن تكون العاملات ( الشغيلات) قد حققن حقوقهن المشروعة في المساواة ليس فقط بالقانون ولكن المساواة الفعلية في الحياة الواقعية وليس فقط في العمل، بل وفي البيت، بل وفي المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية والثقافية وفي ادارة الدولة.
في 21 \ شباط \ 1920، خاطب لينين مجلس السوفيت الاعلى في موسكو (البرلمان) قائلاً لهم (( لا يمكن للبروليتاريا ان تحقق كامل حريتها من دون ان تظفر بالحرية الكاملة للمرأة)) وكما اشار ايضاً لينين العظيم ان (( الاشتراكية لا تصنع باوامر من فوق، وان الاوتوماتيكية البيروقراطية غريبة على الاشتراكية، فالاشتراكية شيئ خلاق والاشتراكية هي من صنع الجماهير الشعبية)). (3). وكما نوه لينين العظيم ايضاً، من اجل ان تعرف مصداقية اي شيوعي، اسئله عن موقفه من تحرير المرأة.
نعتقد، ان لينين العظيم كان يعتقد، ان بعض الشيوعيين لديهم ازدواجية المعايير او المواقف غير الواضحة فهو ((ينظر)) بخصوص تحرير ومساواة المرأة مع الرجل و هو في بيته ديكتاتور بامتياز في التعامل مع زوجته او بناته هذه هي الازدواجية في السلوك وهذا ما موجود في بلدان الشرق بشكل عام وفي البلدان العربية والاسلامية بشكل خاص…؟.
ان الاشتراكية هي النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والايدولوجي الوحيد الضامن الحقيقي والفعلي لكافة حقوق المرأة دستورياً ومنها :: حق العمل والمساواة مع الرجل في الانشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية…، وهذا يعني عملياً القضاء على البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والرذيلة…، في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي وشعور المرأة بكرامتها واستقلاليتها الاقتصادية وفي العمل وبهذا الخصوص اكد الكاتب السوفيتي الكبير مكسيم غورغي (( في العمل بالذات، وفي العمل فقط انما يصبح الانسان عظيماً، وكلما اصبح حبه للعمل اكثر التهابا، كلما ازدادت عظمة الانسان نفسه)).
: وكما اشار الشاعر الشيلي الكبير بابلو نيرودا اذ قال عن الراسمالين عندهم قانون واحد وهو (( للشعب العذاب والجوع والسوط)).( 5).
ان تحقيق المساواة والعدالة بين الرجل والمرأة هي سمة ملازمة للمجتمع الاشتراكي ورفيقة حية للاشتراكية وتم القضاء والى الابد على كافة انواع التميز وعدم المساواة وفي كافة المجالات، عكس النظام الراسمالي الذي يفرز سمومه وامراضه القاتلة وفي مقدمتها تنامي معدلات البطالة وتفشي المخدرات والجريمة المنظمة وخاصة وسط الشباب واشاعة التلوث الاجتماعى فى المجتمع الطبقي المجتمع البرجوازي وخاصة المثليين…، وانتشار السلاح في المجتمع الاميركي بدليل أن عدد سكان اميركا نحو 300 مليون نسمة، ويوجد نحو 450 مليون قطعة سلاح اضافة الى ذلك تنامي نزعة سباق التسلح بدليل وخلال الخمس سنوات الماضية بلغت ميزانية البنتاغون اكثر من 750 مليار دولار ولعام 2024 نحو 800 مليار دولار، بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا وبهدف تعظيم الارباح لصقور المجمع الحربي الصناعي الاميركي وصقور الادارة الامريكية وعلى حساب قتل وابادة الشعوب الفقيرة بدليل أن اشعال الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة والحروب الاقليمية…، وخطر احتمال نشوب الحرب العالمية الثالثة النووية بسبب الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي. ان كل ذلك دليل وبرهان على اجرامية الراسمالية المتوحشة والطفيلية والمتعفنة والعدوانية اتجاه شعوب العالم كافة، وفي حالة نشوب هذه الحرب الجنونية الكونية النووية فتتحمل الامبريالية الاميركية والناتو ودول الاتحاد الأوروبي مسؤولية ذلك بالدرجة الأولى.
ان بناء وتحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية لا يمكن أن يتم الا في المجتمع الاشتراكي وهذا يتطلب قبل كل شيء ازالة الجذور الاجتماعية \ الطبقية المسببة بعدم تحقيق المساواة بين المواطنين بشكل عام وبين الرجل والمرأة بشكل خاص والعمل على ازالة كل اشكال استغلال الانسان للاانسان ولا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال نقل وسائل الانتاج الرئيسية الى المجتمع كله، اي العمل على تحقيق تغيرات جذرية في شكل علاقات الملكية التي تشكل اساس العلاقات التي يرتبط بها افراد المجتمع فيما بينهم في سياق انتاج وتبادل وتوزيع واستهلاك الخيرات المادية.ان منتجات العمل الاجتماعي المتحققة في المجتمع وخلال فترة زمنية معينة ترتبط بطابع الملكية السائدة وتشكل علاقات الانتاج القاعدة الاقتصادية الرئيسية في المجتمع.( 6).
4– الاشتراكية وتحقيق المساواة :: الدليل والبرهان
ان تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الاجر وحسب طبيعة العمل وفي المدينة والريف وفي مستوى تطور القوى المنتجة وفي ظروف الحياة المعيشية والثقافية ودرجة الرفاهية والرخاء والاستقرار… وفي المكافأت المالية والحوافز والترقيه في جهاز السلطة سمة ملازمة للاشتراكية بدليل في عام 1939، كان من بين كل 1000 من العاملين في الاقتصاد ( رجال – نساء) وجود 84 شخص لديه تحصيل علمي متوسط، وفي عام 1959، زاد الى 396؟ شخص، وفي عام 1970 زاد العدد الى 586 شخص وفي عام 1977 زاد العدد الى 732 شخص وهذه هي احدى سمات التطور في الاشتراكية، وكما يلاحظ أن نسبة العاملات من النساء وفي مختلف القطاعات الاقتصادية في الاقتصاد الاشتراكي قد بلغت نحو 51 بالمئة، وفي قطاع التجارة والمطاعم نحو 84 بالمئة وفي ميدان الطب والتربية والتأمين نحو 83 بالمئة وفي قطاع التعليم نحو74 بالمئة وفي ميدان الثقافة نحو 71 بالمئة وفي عام 1979 بلغت نسبة النساء في مجلس السوفيت الاعلى ( البرلمان) نحو 32،5 بالمئة.
يلاحظ تزايد وبشكل مستمر ومنظم وفق الخطط الاقتصادية والاجتماعية لعدد العاملين من الرجال والنساء في الاقتصاد الاشتراكي نورد الاتي ( بالالاف) :: في عام 1940 بلغ عدد العاملين نحو 33926 وفي عام 1970 زاد العدد الى 90284 وفي عام 1980 زاد العدد الى 112498 شخص وفي عام 1984 زاد العدد الى 116720 شخص. والعدد في تزايد مستمر وفق خطط السلطة السوفيتية.
اما عدد الاطباء ومن مختلف الاختصاصات الطبية كان في تزايد مستمر وفق خطط السلطة السوفيتية، ففي عام 1940 بلغ عدد الاطباء نحو 155 الف طبيب وفي عام 1970 زاد العدد الى 608 الف طبيب وفي عام 1980 زاد العدد الى 993 الف طبيب وفي عام 1984 زاد العدد الى 1136،1 الف طبيب وطبيبه.
اما بخصوص متوسط الاجور الشهرية مع المكافئات ( الحوافز المادية) فهي ايضاً في تزايد مستمر وفق خطط السلطة في الاتحاد السوفيتي بدليل في عام 1940 بلغ نحو 40،6 روبل شهرياً وفي عام 1970 زاد الى 164،5 روبل وفي عام 1980 زاد نحو 232،7 روبل ثم زاد في عام 1984 الى 260 روبل في الشهر وفي عام 1990 زاد الى 300 روبل شهرياً.
اما في مجال قطاع التعليم العالي والبحث العلمي فاعداد الكوادر العلمية التدريسية والباحثين العلميين في تزايد مستمر وفق حاجة الاقتصاد والمجتمع السوفيتي بدليل :: في عام 1940 كان عدد الاساتذة والباحثين العلميين نحو 98،3 الف استاذ وباحث علمي وفي عام 1970 زاد العدد الى 937،7 الف وفي عام 1980 اصبح العدد نحو 1373،3 الف ثم زاد في عام1984 نحو 1462.4 الف استاذ وباحث علمي. ( 7).
: ان جميع هذه المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية… من عام 1940-1984 انموذجا حيا وملموسا على ان المرأة السوفيتية قد شاركت مع الرجل في هذه الميادين المختلفة وبشكل متساوي في مجال العمل في الاقتصاد الوطني وفي مجال التدريس والعمل الطبي وفي الاجور والمكافآت المادية وغير ذلك. هذا ان دل على شيء فأنما يدل على قوة وافضلية الاشتراكية على الرأسمالية الطفيلية في تعاملها مع المرأة والتي تشكل تقريبا نصف المجتمع.
ان طبيعة وهدف الاشتراكية يكمن في تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي بدليل في الاتحاد السوفيتي كان الفارق بين متوسط الاجر الشهري واعلى مرتب هو 3،2 مرة لغاية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991، وكان اعلى مرتب هو لسكرتير الحزب الشيوعي السوفيتي وهو 1000 روبل شهرياً، فالعلاقة بين متوسط الاجر 300 روبل شهرياً واعلى مرتب وهو 1000 روبل هي 3،2 مرة وهنا تكمن العدالة الاجتماعية. ولكن بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 اختلفت اللوحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية… في المجتمع الطبقي البرجوازي، المجتمع الراسمالي في روسيا الاتحادية انموذجا، ففي ظل هيمنة الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج والتي تجاوزت 90 بالمئة وان 10 بالمئة من الملكية تعود للدولة وهي تمثل مصالح البرجوازية الحاكمة، الاوليغارشية الروسية من حيث المبدأ فالمرأة السوفيتية – الروسية قد فقدت معظم الحقوق التي حصلت عليها من قبل السلطة السوفيتية، من الاشتراكية، وان هذه الحقوق المشروعة قد حصلت عليها بوجود النظام الاشتراكي وبوجود هيمنة الملكية الاجتماعية الاشتراكية لوسائل الانتاج والتي شكلت نحو 99 بالمئة من الملكية تعود إلى الشعب السوفيتي – الروسي حتي عام1991.
ان هيمنة الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج لا ولن تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين بشكل عام وبين الرجل والمرأة بشكل خاص، بل تتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح 1-2 بالمئة من المجتمع الطبقي وهذه الفئة في الغالب طفيلية، فهي تستحوذ على حصة الاسد من ثروة الشعب وعبر ما يسمى ببرنامج الخصخصة السيئ في شكله ومضمونه، ففي روسيا الاتحادية مثلاً: متوسط الاجر الشهري لشهر اذار \ 2023 هو نحو 60 الف روبل شهرياً ولكن اكثر من 45 بالمئة من العاملين يحصلون على مرتب شهري ما بين 30-35 الف روبل ( سعر صرف الدولار الأمريكي اتجاه الروبل الروسي هو كل دولار يساوي 70 روبل) في حين بعض المتنفذين في السلطة ومدراء البنوك والشركات الخاصة يتقاضون ما بين2-4 مليون روبل شهرياً باستثناء الحوافز المالية السنوية والخيالية فالفجوة الاجتماعية والاقتصادية بخصوص المرتبات مرعبة بالمقارنة مع النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي، ففي الراسمالية الفجوة الاجتماعية والاقتصادية تتجاوز ال66 مرة بين متوسط الاجر واعلى مرتب. ولكن لو افترضنا المسؤول (س) يحصل على مرتب شهري مليون دولار أمريكي ومتوسط المرتبات نحو 700 دولار أمريكي فالفجوة الاجتماعية والاقتصادية مرعبة ومخيفة وهي نحو 1000 مرة الفرق بين متوسط الاجر واعلى مرتب بالدولار الأمريكي وهذا لم يحدث في الاشتراكية، في الاتحاد السوفيتي.
في الاشتراكية والمبدأ الاشتراكي بخصوص الاجور يتحدد حسب نوعية العمل بالدرجة الأولى وهذا يجسد العدالة الاجتماعية.ان المبدأ الاشتراكي يضمن ويؤمن بتحقيق المصالح الاقتصادية والاجتماعية والشخصية والعمل الإنتاجي الرفيع المستوى ويرفع في نفس الوقت مستوى حياة الشغيلة ويؤمن نمو الثروة الوطنية المادية والبشرية وان العمل الاشتراكي ووفق الخطط الاستراتيجية للدولة الاشتراكية يضمن ويحقق النمو الاقتصادي والازدهار والرخاء للمجتمع والمواطنين بدون تمييز، عكس الراسمالية الطفيلة والعدوانية والمحتضرة والمافيوية فهي تكرس العبودية والقهر والاستغلال البشع للمواطنين وبنفس الوقت تكرس وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة في اي بلد كان بدليل 1 بالمئة من المجتمع يستحوذ على 90 بالمئة من ثروة الشعب في حين 90 بالمئة من الشعب حصتهم من الثروة لا تتعدى ال10 بالمئة. (8). اين العدالة الاجتماعية والاقتصادية في الراسمالية المتوحشة؟ .
ان هدف الاشتراكية هو الانسان بالدرجة الأولى ومن اجل تحقيق الرفاهية والرخاء والاستقرار تسعى الاشتراكية وباستمرار على تحسين الدخل الحقيقي للمواطنين وبدون تمييز من خلال زيادة الاجور \ المرتبات للعاملين في الاقتصاد الاشتراكي وفق الخطة الاقتصادية للسلطة السوفيتية مع ثبات نسبي لأسعار السلع الغذائية والدوائية… ومن خلال التدخل المباشر للدولة الاشتراكية وخاصة الدعم المادي للسلع الضرورية السلع الغذائية والدوائية… ناهيك عن مجانية التعليم والعلاج والسكن وضمان حق العمل دستوريا للمواطن ناهيك عن اجور النقل الرخيصة جوا وبحرا اما وسائط النقل الاخرى تكاد تكون شبه مجانية وهذاغير موجود اصلاً في الراسمالية المتوحشة . ان كل هذا وغيره يهدف إلى تحسين المستوى المعيشي والمتزايد للمواطنين وهذا ليس تنظيرا بل وفق المعايشة المباشرة في الحياة في الاتحاد السوفيتي.
ان افضلية الاشتراكية على الرأسمالية الطفيلة واللصوصية يكمن في تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين وكذلك فاعليتها وجدواها الاقتصادية بدليل حقق الاتحاد السوفيتي خلال 30 عاماً معدل نمو اقتصادي سنوي نحو 14 بالمئة وخلال تطبيق سياسة النيب ( السياسة الاقتصادية الجديدة) تم تحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي نحو 18 بالمئة، وان جمهورية الصين الشعبية وخلال ال30 عاماً الاخيرة قد حققت معدل نمو اقتصادي سنوي بالمتوسط نحو 10 بالمئة، وكما احتل الاتحاد السوفيتي المرتبة الأولى في حجم الانتاج الصناعي في اوربا والثانية عالمياً.( 9). في حين اليوم يحلم قادة الدول الرأسمالية الصناعية المتطورة وغيرهم بتحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي 3 بالمئة. ان ما ذكر اعلاه يعكس افضلية وجدوى الاشتراكية على الرأسمالية.
الخلاصة ::
1- ان الاشتراكية هي النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يحقق العدالة الاجتماعية في المجتمع ويحقق المساواة بين الرجل والمرأة في ميدان حق العمل دستوريا والاجور المتساوية في ميدان العمل المحدد. وهذا غير ممكن تحقيقه في الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية.
2- ان الاشتراكية كمرحلة أولى مرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي وهذا المجتمع اللاطبقي يحقق مجتمع السلام ومجتمع العمل والحرية والمساواة ومجتمع السعادة والاستقرار والتعايش السلمي وغياب الحروب وتحقيق العدالة الاجتماعية لجميع المواطنين وبدون تميز.
3- لا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية بدون مشاركة المرأة وتحررها الاقتصادي. بدون مشاركة المرأة في عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لا يمكن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة. بدون دمقرطة المجتمع والاقتصاد الوطني لا يمكن تحرير المرأة اقتصاديا وثقافياً وهذا يتحقق في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي القائم على الملكية الاجتماعية الاشتراكية لوسائل الانتاج وعلى سلطة الشعب الحقيقية.
4- لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية بدون دمقرطة المجتمع والاقتصاد، ولا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية بدون ديمقراطية شعبية، بدون حكم الشعب الحقيقي، ولا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني.. بدون تحقيق العدالة الاجتماعية وتحرير المرأة ومساواتها مع الرجل الفعلية ومشاركتها الفعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ان تحقيق ما تم ذكره اعلاه وغيره يتطلب قيام السلطة الشعبية الحقيقة، قيام المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي الذي يحل محل المجتمع الطبقي، المجتمع البرجوازي محل الدولة الطبقية الاستبدادية القمعية والظالمة وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.
ان الشيوعية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية تشكل مستقبل المجتمع البشري وبنفس الوقت تشكل نهاية التاريخ.
المصادر ::
1- انظر، بوبوف، غورودنوف، ماهي الماركسية- اللينينية؟ موسكو، ص،393-394، حارث صابر في،ما هي الشيوعية؟، موسكو، ص،399-402.
2- : 2- تيزينانوف، بصدد طرق الانتقال من الراسمالية للاشتراكية، موسكو، ص،151-152.
3- لينين، المؤلفات الكاملة، المجلد، 33، ص 57، باللغة الروسية.
4- ابالكين، الاشتراكية اليوم — النظام الاقتصادي للاشتراكية، موسكو، ص،116.
5- فيليكس فولوكوف وآخرون، ماهي القيمة الزائدة؟ ، موسكو، ص،344.
6- انظر، سوسنا، المؤسسات الحكومية في البلدان النامية، موسكو، ص،26.
7- الاتحاد السوفيتي بالارقام، موسكو، السنة، 1984،ص،86،ص،181-182،ص،191،ص، 226 باللغة الروسية.
8- انظر جريدة روسيا السوفيتية، في 21 \ شباط \ 2019، باللغة الروسية، جريدة زافترا ( الغد)، العدد، 8، اب \ 2019 باللغة الروسية، جريدة البرافدا، 3/8\2021، باللغة الروسية، جريدة روسيا السوفيتية، في 5\8\2021، باللغة الروسية، جريدة زافترا ( الغد)، العدد، 3، السنة، 2021 باللغة الروسية
9- جريدة البرافدا، 17-20 \ اذار \ 2023، باللغة الروسية.
موسكو \ اذار \ 2023.