كان يُنظر للعولمة على أنها ضمانة لتحقيق النمو الاقتصادي. لكن التجارة العادلة تفقد أهميتها بشكل متزايد. فالبلدان الأكثر فقرا هي الخاسرة، فهي تحصل بالكاد على فرص للوصول إلى الأسواق العالمية، كما أن سكّانها محرومون إلى حد بعيد من الفرص التي تتيحها الهجرة. فرصة الوصول الحر إلى الأسواق العالمية، كان من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الرخاء وضمان التعايش السلمي بين الدول. لكن ما هي الدول التي تحقّق فوائد من المنافسة العالمية؟ وما هي الدول التي تتجنّبها وتحمي اقتصاداتها على حساب من لا يستطيعون تحمّل مخاطرها؟ ولماذا تُروج التجارة الحرّة لحرية حركة البضائع، وتفرض في الوقت ذاته قيوداً على حركة العمّال؟ نسافر عبر الولايات المتّحدة الأمريكية وبيرو والسنغال وأوروبا بحثاً عن إجابات لهذه الأسئلة، ونتحدث عمن يستفيدون من العولمة، وعمن يعانون أيضا بسببها. تمكّن مصنع الفولاذ السابق في مدينة دويسبورغ الألمانية من العودة للتصنيع مجددا بفضل اتفاقية مع الصين. أما مصانع الفولاذ الأمريكية فتمرّ بحالة تدهور، وتُلقي بالذنب في ذلك على الصين والعولمة. ففي ظلّ شعار أمريكا أولاً بدأت الولايات المتّحدة بدعم قطاعي الصناعة والزراعة بمليارات الدولارات. لكن هذا الدعم الحمائي يجلب معه مزيدا من المعاناة للبلدان الفقيرة. إذ أن بلدا مثل بيرو مرتبط بالعولمة بقوة، لكنه لم يُحقّق إلا نجاحات ضئيلة في مجال مكافحة الفقر. من الواضح أيضا أن حركة الهجرة العالمية لا تستفيد من العولمة سوى بنسبة جد ضئيلة. أما في إسبانيا فتعاني الزراعة من نقص في أعداد العاملين، لكن الاتّحاد الأوروبي يُعارض فتح باب الهجرة. وفي ذات الوقت يفرّ الناس من السنغال بحثا عن حياة جديدة أفضل، لأن بلدهم وقع ضحية الطمع العالمي المتجسّد بالصيد غير القانوني، أو استحواذ الشركات العالمية على الأراضي الزراعية. أما الصينيون فكانوا من الرابحين في المنافسة على العمل والهجرة. فمنذ زمن طويل تلقوا تعليما ملائما وتعلموا وضع الخطط الملائمة لتحقيق طموحاتهم خارج بلدهم. هذا الوثائقي يلقي الضوء في جزئين على قصص ومصائر أفراد في عالم مُعوَلَم..
وثائقي | هل العولمة في أزمة؟ – الهجرة في زمن العولمة (2/2)
RELATED ARTICLES