منذ إبتلاء الشعب الايراني بشکل خاص جدا وبلدان المنطقة والعالم بشکل عام بتأسيس نظام الجمهورية
الاسلامية الايرانية، فإن إيران والمنطقة والعالم صارت تشهد أحداثا وتطوراتا غير مسبوقة إذ إن الشعب
الايراني وبعد أن کان خاضعا لحکم ملکي دکتاتوري قمعي أذاقه الويلات وتخلص منه على أثر الثورة
التي قام بها، لکنه إبتلي بنظام ديني متطرف على أثر قيام التيار الديني المتشدد بمصادرة الثورة وجعلها
ذات صبغة دينية بحتة، وماقد قام به هذا النظام وإن کان إمتدادا للظلم والتعسف والجور الملکي لکنه
تمادى أکثر وخصوصا عندما إستخدم العامل الديني في تبرير ظلمه وطغيانه.
أما بلدان المنطقة، فقد واجهت وضعا غير مسبوقا عندما بدأ هذا النظام ومن خلال نهجه بمنح الحق
لنفسه بالقيام بتدخلات سافرة وغير مسبوقة في العديد من هذه البلدان بحيث أثر على ترکيبتها الاجتماعية
وأوجد حالة طارئة من عدم التوازن فيها بالاضافة الى تأسيسه لأحزاب وميليشيات عميلة تابعة له تجاهر
بعمالتها وتبعيتها وتفاخر به والانکى من ذلك إن النظام الايراني يعلن تمسکه الکامل بهذه الاحزاب
والميليشيات ودفاعه المستميت عنها، وإن الحديث عن الاعمال والنشاطات المشبوهة لهذه الاحزاب
والميليشيات على الضد من مصالح شعوبها وبلدانها، حديث طويل لايتسعه هکذا مجال ضيق، وبالنسبة
لبلدان العالم، فإن هذا النظام ومن خلال کونه البٶرة والمرکز الرئيسي للتطرف والارهاب في العالم
وإرتکابه نشاطات وعمليات إرهابية في العديد من بلدان العالم، فقد أصبح عاملا سلبيا من حيث التأثير
على السلام والامن والاستقرار الدولي.
الحقيقة المهمة التي يستوجب الاعتراف والاخذ بها وجعلها بالحسبان، إنه لولا النشاطات السياسية ـ
الاعلامية ذات الطابع التوعوي الذي قام ويقوم به المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة عامة ومن
خلال التجمعات السنوية له من أجل التضامن مع نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل
الحرية، فإن العالم لم يکن بوسعه معرفة الکثير من الامور والتفاصيل عن عدوانية وشرور ومساوئ هذا
النظام.
المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وهو إئتلاف وطني تأسس في عام 1981، ويضم أحزابا ومنظمات
وشخصيات سياسية وطنية إيرانية يهدف للعمل من أجل إسقاط النظام الديني المتطرف الحاکم وإقامة
جمهورية ديمقراطية تعبر عن آمال وطموحات الشعب الايراني، وهذا المجلس ومن خلال التجمعات
السنوية التي دأب على القيام بها حيث أخذ على عاتقه من خلال هذه التجمعات فضح شرور وعدوانية
النظام الايراني وکيف إنه مثل ويمثل خطرا وتهديدا محدقا ليس بالشعب الايراني فقط وإنما بالمنطقة
والعالم أيضا.