آلاف المواطنين من هندوراس في أمريكا الوسطى، يحاولون الفرار من بلدهم إلى الولايات المتّحدة الأمريكية. رحلة محفوفة بالمخاطر تنتهي غالباً بالموت. إنهم يفرّون من الفقر وعنف العصابات والكوارث الطبيعية. تقع الكوارث الطبيعية كالأعاصير الاستوائية والفيضانات بشكل متكرّر في هندوراس. يعيش نحو 70 في المئة من السكان في ظل الفقر، من بينهم 50 في المئة في فقر مدقع. اندلاع العنف وحروب العصابات فيما بينها وعمليات الاختطاف، حوادث تقع بشكل يومي هناك. وتُعد معدلات جرائم القتل فيها من بين الأعلى في العالم، لذا فإن الفرار من البلاد يعدّ بالنسبة للكثيرين السبيل الوحيد للخلاص. فالكلفة المادية المرتفعة للرحلة المحفوفة بالمخاطر واحتمالات الموت خلالها، وحتى التعرّض للقتل على أيدي عصابات مُهرّبي البشر، والفرص الضئيلة في الوصول إلى الولايات المتّحدة، لا تشكل رادعاً عن خوض غمار هذه المغامرة. غالبا ما يغادر الرجال تاركين خلفهم زوجاتهم وأطفالهم. وغالباً ما لا تسمع عائلاتهم عنهم شيئا بعد ذلك، حتى وإن تمكّنوا من الدخول بصورة غير قانونية إلى الولايات المتّحدة، وهكذا فإن المال الذي وعدوا بإرساله إلى أسرهم من هناك، لا يصل مطلقاً. لذا تضطر أعداد متنامية من النساء لخوض غمار تجربة الفرار باتّجاه الولايات المتّحدة، وهن يأخذن معهن أحيانا طفلا ًواحداً، ويتركن بقية أو كل أطفالهن لدى أقاربهن. جراء ذلك تعيش البلاد نزيفا بشريا، ففي بعض المناطق لم يعد يسكن القرى سوى المسنين والأطفال. منظمات الإغاثة من جانبها تحاول مساعدة الفئات الأشد فقراً، لكنها لا تستطيع إيقاف سيل الهجرة.
