تعد الديانة الايزيدية احدى اقدم العقائد الدينية في بلاد الرافدين والتي ما زالت تمارس تلك الطقوس الدينية القديمة على ارضه رغم كل الاهوال والابادات التي تعرضت لها.
تبدأ اليوم السنة الايزيدية الجديدة او عيد التكوين والخليقة كما تذكرها نصوصهم الدينية المقدسة، ففيها بداية الحياة، بعد ان كانت الارض تغمرها المياه، وفي موقع معبد لالش نزل البرات للبحر (التراب المقدس) لتتجمد الارض وتتكون اليابسة لتبدأ الحياة في النبات وتتحول الارض الى مروج خضراء في هذا اليوم من هذا الشهر المبارك، حينها نزل طاووس ملك رئيس الملائكة على الارض بأذن الملك الخالق الرب العظيم لكي يبارك بدأ الحياة في هذه اليوم المبارك.
حيث يحتفل الايزيديين في العراق وفي كل مكان يتواجدون فيها بمراسيم هذا العيد الذي يوافق اول يوم اربعاء من شهر نيسان الشرقي، ويطلق عليها تسميات عديدة منها عيد (اربعاء رأس السنة)، (سرسال)، (عيد الخليقة) وغيرها.
ومن مراسيم هذا العيد هو خروج الايزيديين بعد ظهر يوم الثلاثاء للتجوال في البراري الخضراء وقطف ازهار نيسان المقدسة المرتبطة بهذا العيد، والتي يطلق العرب عليها (شقائق النعمان)، ويسلقون البيض ويلوننها بجميع الالوان، حيث يتم اقامة مراسيم خاصة في معبد لالش المقدس الواقع في قضاء الشيخان التابع لمحافظة نينوى، وهي ايقاد (365) فتيلة (جرا) تباركاَ بكل ايام السنة الجديدة رفقة الهلاهل والاناشيد الدينية المقدسة.
وايضا يتم ايقاد الفتائل المقدسة في اغلب منازل الايزيديين، ويقومون بنحر الذبايح ويطبخون الطعام المتنوع خيرا وتباركا بهذا اليوم، وفي صباح الاربعاء يوم العيد مع بزوغ الفجر وشروق الشمس يتوجهون الى خالق الكون بالدعوات والامنيات، ثم يقومون بلصق زهور النعمان مع قشور البيض الملونة بواسطة العجين او الطين على ابواب البيوت، ويزورون قبور الاموات لمعايدتهم، ثم يعايدون بعضهم البعض، وعلى الاغلب يلبسون الملابس التراثية ويقيمون الحفلات والدبكات في جميع مناطقهم.
حيث يتوجب على كل ايزيدي ان يشارك في خير هذا العيد المبارك وفق امكانياته، سواء كان طعاما او مالا الى الفقراء والمساكين دون ان يفرق بين احد او يسال احد عن دينهم، وهناك خيرا اخر ومميز في هذا العيد، كما تذكره الاقوال والنصوص الدينية وهو الصلح بين الناس والاهل والاصدقاء المتخاصمين حيث يعتبر من اهم الخيرات التي يتقبلها السماء.
ويحرم على الايزيديين الزواج في هذا الشهر المبارك لان شهر نيسان يعتبر عروس الدنيا كما تذكر في النصوص الدينية، ولا يجب الزواج واقامة الاعراس فيها وما زال الاغلبية المطلقة متمسك يهذا المورث الديني والاجتماعي.
والجميل الغريب في هذا العيد المبارك خلافاَ لكل العقائد والاديان الاخرى، ان فلسفة الديانة الايزيدية تنص على ان الملائكة يجتمعون كل سنة في يوم الاربعاء الاول من نيسان المبارك، وبماركة الخالق العظيم، لكي يتم اختيار ملاك جديد ليتولى ادارة شوون الخلائق والحياة على هذه الارض في السنة الجديدة، وهكذا تستمر هذه الدورة بالتناؤب بينهم كل سنة.
#عيد_رأس_ السنة_الإيزيدية
نعم قديمة لكن عمرها فقط 793 عاماً , صدق أو لا تصدق