ـ 8 سنوات ولم يعتدِ الايزيديون على اي مسجد في سنجار
ـ الجيش العراقي يجب ان يحمي الجميع بدون تفرقة دينية او قومية
يبدو ان القرارات المستعجلة لغلق ملف النازحين والمهجرين سيتمخض عنه تداعيات غير مرغوبة تشبه قطف الثمار غير الناضجة.
وما حصل امس في سنجار هو بداية ازمة ومشكلة مؤجلة، والاغلبية كان يخشون من هذه الازمة التي سببها الاول والاخير هو الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي بحق الايزيديين العزل عام 2014 من اعمال قتل وخطف وسبي وغيرها من الجرائم المعروفة والتي اسفر عنها نزوح نحو 300 الف مواطن من اهالي سنجار مع خطف وقتل نحو 6 الاف مواطن ايزيدي اضافة لتدمير جميع المزارات الدينية الايزيدية في سنجار وسهل نينوى والتي تجاوز عددها الثمانين مزارا، مع تجريف مقابر الايزيديين فضلا عن نهب شامل وواسع للممتلكات والتي تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدنانير وغيرها من الجرائم.
نحن نعلم ان نحو 306 عوائل من العرب السنة ترغب بالعودة لمنازلها في سنجار، وهذا امر مرحب به، لكن لابد من التدقيق الامني للراغبين بالعودة، لمنع حصول اية مشاكل نحن جميعا في غنى عنها.
وبخصوص احداث امس، فان نحو 20 شخصا من ممثل عوائل عن العرب السنة من الراغبين بالعودة وصلوا مركز سنجار، ولم يعترض طريقهم احد، لانه اصلا يوجد حاليا عدد من العرب السنة الذين عادوا في السنوات الماضية ولم يحصل اي شيء معهم لانهم ايضا كانوا من ضحايا داعش الارهابي، نقول ان ممثل عوائل العرب السنة ارتكبوا خطا قاتلا، ولا نعرف هل كان عفويا او متعمدا، لانهم توجهوا الى مسجد الرحمن، هذا المسجد الذي يحمل الايزيديون منه ذكريات سيئة، حيث انه كان المقر الاول الذي تجمعت به عناصر داعش عقب سيطرتهم على سنجار، وهو المسجد نفسه الذي شهد اشهار اسلام العشرات من الاسرى الايزيديين حينها، كما تم اعدام العشرات من الذين رفضوا اشهار اسلامهم وتم اخراجهم من داخل المسجد واعدامهم في محيطه.
اضافة الى ان بعض ممثلي العرب السنة العائدين لسنجار اطلقوا شعارات طائفية استفزازية، مما اغضب بعض الايزيديين المتجمهرين والذين ردوا عليهم برميهم بالحجارة وحدثت ملاسنات بين الطرفين.
ان مسجد الرحمن وغيره من الرموز الدينية للسنة والشيعة موجودة في سنجار منذ سقوطها على يد داعش، ولم يمسها احدا خلال وبعد تحرير سنجار في تشرين الثاني عام 2015، مع الاشارة الى ان مسجد الرحمن تعرض لاضرار جانبية في ضربة جوية نهاية عام 2014 وهنالك اعمال صيانة حاليا تجري لافتتاحه، وهنالك صور لاعمال الترميم تم تداولها على انها تخريب من قبل الايزيديين، بل ان البعض نشر صورا لمساجد في ديالى وزعموا ان الايزيديين يخربون مساجد السنة في سنجار وغيرها من الاكاذيب التي لا مجال للرد عليها.
ان عودة جميع النازحين لبيوتهم هي امر حتمي، ونحن اول من طالب ويطالب باعادة جميع النازحين مع تهيئة الارضية الملائمة من خلال البنى التحتية والخدمية وتحصين المجتمع ضد النزعات الانتقامية الفردية، نمع رفض مطلق لاية اعمال استفزازية غير مسؤولة من اي طرف كان، ونشدد على ان التدقيق الامني للراغبين بالعودة سيساهم في تعزيز الجهد الحكومي في تحقيق اهدافها فقي سنجار، وان اي فشل للتدقيق الامني يعني ان مشاكلا ستقع لا محالة، لان ما اصاب الايزيديين ليس بالامر ىالسهل بتاتا.
ونحذر من ان اطراف سياسية مشبوهة لها اهداف مريبة، تسعى الى خلط الاوراق لتبرير بقائها في سنجار، وعلى الحكومة العراقية ان تاخذ ذلك بنظر الاعتبار، كما ندعو الجيش العراقي الباسل المتواجد في محيط ومركز سنجار الى ان يكون سورا امنيا لجميع سكنة سنجار وبغض النظر عن الدين او المعتقد، ولن نتسامح في حال انحاز الجيش لطرف ضد اخر.
فيان دخيل
28 نيسان 2023