إنه مشروع الصين العملاق: طريق الحرير الجديد، شبكة تجارية بين آسيا وإفريقيا وأوروبا. أكثر من 70 دولة باتت بالفعل جزءاً من طريق الحرير. يُمكن لهذا المشروع أن يقلب النظام العالمي القديم رأساً على عقب. تستثمر الصين في الجسور والموانئ وخطوط السكك الحديدية والطرق حول العالم، حيث تنفق الدولة الصينية مئات مليارات اليورو على حلمها بطريق الحرير الجديد. تولي دول أوروبا الشرقية والبلقان بشكل خاص أهمية كبيرة للقروض والاستثمارات الصينية، بحثاً عن مصادر مالية بديلة عن الاتحاد الأوروبي. والصين تعتبر تلك المنطقة جذابة بفضل أهميتها الإستراتيجية كبوابة للغرب. في توزلا البوسنية، يتم إنشاء محطة جديدة للطاقة تعمل بالفحم بمساعدة الصينيين. ثمة آراء متباينة إزاء هذا الأمر: ففي حين يعتقد البعض أن محطة الطاقة الجديدة ستعمل على تحسين جودة الهواء لأن الانبعاثات الصادرة عنها ستكون أقل بكثير من المحطات القديمة، لا يستطيع آخرون استيعاب وتفهّم التزام الدولة البوسنية باستخدام الفحم لتوليد الطاقة على مدى أربعين سنة قادمة. صربيا هي أكبر متلق للتمويل الصيني في المنطقة. استثمر الصينيون في مصنع قديم للصلب ومنجم، وقاموا بتشييد جسر فوق نهر الدانوب وطريق سريع. قلق الاتحاد الأوروبي يكمن بشكل أساسي في تعاون صربيا مع هواوي. ففي إطار “مشروع المدينة الآمنة” الصيني، تقوم هواوي بتركيب كاميرات التعرف على الوجه في 800 موقع في جميع أنحاء بلغراد. المشروع الأهم بالنسبة لصربيا هو: خط سكة الحديد بين بلغراد وبودابست. هنا تريد الصين إثبات قدرتها على الإيفاء بمعايير الاتحاد الأوروبي. لكن في هنغاريا العضو في الاتحاد الأوروبي، حيث نقطة انتهاء خط سكة الحديد، لم يبدأ أي مشروع مع الصينيين حتى الآن. الرئيس المجري فيكتور أوربان لا يُفوّت أي فرصة للتأكيد على أهمية الصين كشريك له، وعلى الفوائد التي يُمكن أن يجلبها طريق الحرير الجديد لبلاده.
وثائقي | بوابة الصين إلى أوروبا – طريق الحرير الجديد – الجزء الثاني
RELATED ARTICLES