الأربعاء, يناير 15, 2025
Homeاراءقول الحقيقة ونقل الحقائق واجب وضرورة ملحة : محمود مارديني

قول الحقيقة ونقل الحقائق واجب وضرورة ملحة : محمود مارديني

علمني التأريخ بأن أكون صادقا في نقل الحقائق وقول الحقيقة والدفاع عن الحق أينما كان، وعن المظلومين أينما وجدوا، في كل زمان ومكان، ولم ولن أتهاون ما دمت حيا على وجه الثرى.
مرت عبر كل حقب التأريخ، الكثير من الويلات والنكبات على أبناء الديانة الإيزيدية، الأصلاء الأبرياء الذين ظلمهم التأريخ وجار السوء، قاتلوا بكل شجاعة وأباء وأستماتوا في سبيل البقاء على مر العصور ولا زالوا يخوضون مخاضا عصيبا، تعرضوا إلى القتل والتشريد والتهجير والترحيل فضلا عن عذابات الموت (جوعا وعطشا ونحرا وصلبا وحرقا وغرقا) وإهانات الشرف ورغم كل ذلك ورغم كل تلك المعاناة والآلآم كان هناك من قام ببطولات يعجز اللسان عن وصفها وتعجز الكلمات أن تدونها، وشاركت المرأة الإيزيدية أخاها الرجل كفارسة مغوارة فاقته صبرا وجلدا، وقد تعرضوا عبر تأريخهم السحيق والموغل بالقدم، إلى الظلم والجور، ولكنهم ظلوا متمسكين بعقيدتهم وأزدادوا أيمانا بها وترسخت عندهم رسوخ الجبال الراسيات في مناطق سكناهم في تلك الجغرافية الممتدة من :
بحر قزوين وعبر جبال القوقاز وزاغروس وقنديل وهضبة الأناضول وإلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتشهد بأصالتهم جبال موزوبوتاميا في شنكال (سنجار) وكولك وكزوان (عبدالعزيز) وجبل الأكراد وطور عابدين وأومريان وباكوك وجودي وكابار وسمبل ورما وجودي وكارة ومتين وكليي لالش النوراني.
والنتيجة أن الشخص الإيزيدي يمتلك طاقة هائلة من الرحمة وحب الخير للإنسانية جمعاء تخفي في طياتها أعاصير الأحساس والشعور بألآم الآخرين دون أي رياء أو نفاق، وأنا هنا أكتب كأنسان قد أنساق إلى العاطفة؛ لأنني قد شاهدتهم عن قرب وخاصة في الإبادة الأخيرة، فاجعة العصر في تلك الليلة الليلاء من ذلك اليوم الأسود المشؤوم 3/8/2014، اليوم العصيب، كل ذلك حفر في ذاكرتي حجم المأسآة وعمقت جراحات قلبي ومعي قلوب كل الشرفاء في هذا العالم الفاقد للأنسانية والضمير والوجدان لقد تعرضوا إلى حملات إبادة عبر عصور التأريخ المظلمة بدءا من الزرادشتيين الذين حاربوا الإيزيدية قبل الميلاد وأنتهاءا بالفتوحات الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة عام (16هـ) وما تلى ذلك من حملات في عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان بقيادة أخيه مسلمة بن عبدالملك، ثم في العهد العباسي والترك الأوغور والبويهبين والسلاجقة والحمدانيين والأمارة الزنكية والأمارة الدوستكية وأتباكية الموصل ثم المغول وبدرالدين لؤلؤ والجلائريين وتيمولنك والحلواني والبختاني والشراكسة والمماليك البرجية ودولتي آق قوينلو والقرة قوينلو التركمانيتين ثم الفرس الأفشاريين ونادر شاه والصفوييين والعثمانييين والإمارة البهدينانية والإمارة المروانية وإمارة سوران والبدرخانيين، وكان لأباطرة روسيا القيصرية ثم البلاشفة وتركيا الكمالية والعهد الملكي في العراق والعهدين الجمهوريين في سوريا والعراق، دور لا يقل عن أدوار من سبقوهم وتمثل دورهم في القيام بتهجير الإيزيدية وترحيلهم قسريا عن وطن آبائهم وأجدادهم، واليوم نشعر بالخوف من إستمرارية هذه الويلات والمآسي ضدهم تتمثل بهجمات عليهم من قبل أناس جبناء موتيرين، بارعين في التهجم على الآخرين، دون أي رادع إخلاقي، فقط يتأسدون على الأبرياء الذين يقتربون إلى الله الخالق العظيم بالتمجيد والحب والسلام !!
فكلكم أيها السفلة الأوغاد : نمور من ورق وفي قمة الخسة والدناءة والجبن، دياركم مغتصبة وشعوبكم ذليلة مهانة وأنتم وأسيادكم خانعين حد العظم للغرب الصليبي الذي تتغنون ليلا ونهارا بالقضاء عليه، وهو المسيطر عليكم وعلى أنفاسكم.
وأتحداكم لأجراء مناظرة على أية قناة فضائية لمناقشة الأمور المتعلقة بالأديان والمذاهب فقها وتشريعا وتاريخا وعلى مذهب الفقه الجعفري الشيعي، ومذاهب أهل السنة والجماعة الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي.
محمود المارديني، السنجاري الذي يتحدى الموت عشقا دفاعا عن سنجار وجبلها الشامخ الأشم وأهلها الأصلاء.
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular