كشف النائب في البرلمان العراقي، محما خليل، عن إلغاء زيارة مقررة لرئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى مدينة سنجار، بسبب تحرك لحزب العمال الكردستاني، المعارض لتركيا والناشط داخل المدينة منذ سنوات، استبق موعد الزيارة لتنظيم احتجاجات أمام موكب السوداني حال دخوله المدينة.
وزار السوداني محافظة نينوى، شمالي العراق، في 12 و13 مايو/أيار الحالي، وتنقل فيها داخل بلدات ونواحي المدينة للاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها، وحلّ المشاكل الإدارية والخدمية. لكن السوداني ألغى زيارة مدينة سنجار الواقعة على بعد 115 كيلومتراً من الموصل، والمحاذية لسوريا من محور محافظة الحسكة الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في الساعات الأخيرة من يوم 13 مايو، على الرغم من توجه الصحافيين والمسؤولين إلى المدينة استعداداً للزيارة، من دون أن يوضح سبب ذلك.
وذكر خليل، في حديثٍ مع صحيفة “العربي الجديد”، أن رئيس الحكومة العراقية ألغى زيارته التي وعد بها إلى سنجار، كاشفاً أن “سبب إلغاء التوجه إلى سنجار جاء بعد ورود معلومات عن تحشيد مسلحي حزب العمال الكردستاني تظاهرة لأنصارهم في المدينة، كانت مقررة أن تواجه السوداني”.
وأضاف أن “الأجهزة الأمنية العراقية أوهمت رئيس الوزراء وأوصلت تقارير خاطئة حول حقيقة الوضع في المدينة ومدى سيطرتها، والواقع أن مسلحي وأنصار العمال الكردستاني هم من يسيطر على الأوضاع”.
وتحدث خليل عن “تدخلات إقليمية في سنجار، وتهميش الإيزيديين”، في إشارة منه إلى الدور الإيراني عبر الفصائل المسلحة الحليفة لها والمنتشرة في سنجار.
واعتبر أن مدينة سنجار: “خارج سيطرة الدولة العراقية، وحزب العمال يواصل تمدده.
من جهته، أوضح الناشط السياسي في سنجار، سعيد ممو زيني للصحيفة، أن تظاهرة كبيرة كان يعد لها حزب العمال الكردستاني والفصائل الموالية له في سنجار، بحال دخول رئيس الوزراء إلى المدينة، بهدف منعه من الإطلاع على الأوضاع الحقيقية داخل سنجار وضواحيها.
واتهم في حديثه “عناصر في الأجهزة الأمنية العراقية بالتعامل مع حزب العمال الكردستاني، لمنافع تتعلق بالتهريب والتجارة عبر الحدود”، مضيفاً: “لا يريد الحزب أن تصل تلك المواضيع إلى رئيس الحكومة، لذلك على السوداني أن يأمر بفتح تحقيق سريع وعاجل، ويشكل لجنة عليا برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي أو وزير الدفاع ثابت العباسي، للذهاب إلى سنجار ومعرفة ما يجري، واتخاذ قرارات سريعة تعيد سيطرة الدولة على القضاء”.
في السياق، كشف موقع “داركا مازي” الإخباري الكردي المقرب من حكومة إقليم كردستان عن أن ما تسمى بـ”الإدارة الذاتية” في سنجار والمرتبطة بـ”الكردستاني”، قامت بالتحشيد لتظاهرة قبل زيارة السوداني إلى مدينة سنجار، ما تسبّب بإلغاء الزيارة المقرّرة.
وتخضع مداخل قضاء سنجار لسيطرة الفرقة 20 في الجيش العراقي، فيما أنيطت مسؤولية حماية مركز القضاء إلى الشرطة الاتحادية، وأفواجاً من الشرطة المحلية، لكن عناصر “الكردستاني” يتحكمون بالمشهدين الأمني والإداري في القضاء.
وما زال عشرات الآلاف من أهالي مدينة سنجار يعيشون في مخيمات متناثرة في مدن إقليم كردستان، على الرغم من استعادة السيطرة على المدينة من تنظيم “داعش” قبل نحو ثماني سنوات، ومنذ انسحاب قوات البشمركة الكردية من قضاء سنجار عام 2017.