يتبع ما قبله لطفا
مقدمة: في كتابه : في ص 170 من كتابه[ الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية] دار العرب 2016 كتب البروفيسور قاسم حسين صالح التالي: [أن اللاشعور الجمعي للعراقيين معبأ بالعنف و مبرمج من الف عام على تشغيله في حل الصراعات و مشحون بالثأر و الحقد و أن العراقيين يستحضرون هذ الانفعال لا شعورياً في مواجهة ازماتهم المعاصرة فزادوها تعقيداً و حولوا حكوماتهم الوطنية! الى منتجة للأزمات و صار السياسي أحول عقل!] انتهى
…………………………….
أعود للموضوع:
توقفتُ في السابقة عند المقطع التالي:[ ثم يقول البروفيسور ان معهد غالوب ارتكب خطأ أخر هو انه اعتبر او وصف العراقيين في عام 2022 انهم يحتلون المرتبة الرابعة من بين الشعوب الأكثر غضباً في العالم…و العجيب هنا اعتراض البروفيسور قاسم حسين صالح على هذا الوصف وهو القائل في نفس المقطع أعلاه ما يناقض او يعارض اعتراضه هذا حيث كتب واصفاً الحال في العراق بالتالي: [قُتِلَ اكثر من 320 عالماً و استاذاً و اصبح طارد للعقول و تضاعفت فيه حالات الطلاق و الانتحار و تعاطي المخدرات فضلاً عن ان هناك 13 مليون مواطن دون خط الفقر…]انتهى
هذا الاعتراض (على الغضب) يلغي/ ينفي اعتراضه الأول على السعادة/التعاسة… لماذا؟ الجواب في الجزء التالي لطفاً
………………………
اليكم الجواب: في مقالة البروفيسور قاسم: [العراقيون و الغضب]/بتاريخ 06.07.2022 الرابط:
ورد التالي عن العراق و العراقيين: [ان العراقيين هم اذكى شعوب المنطقة، والذكي لا (يمتاز) بالغضب. ونسي ان العراقيين محبون للطرب والمرح والفكاهة والنكتة و العشق.. ومن يمتلك هذه الصفات لا يتصدر شعوب العالم بحدة الغضب.. الخ]انتهى…
[لطفاً قارنوا هذا القول مع ما ورد في المقدمة] حيث يبدو ان العنف و الثأر والحقد لا علاقة لها بالغضب لا من قريب ولا من بعيد.
أقــــــــــــــــــــول:
وفق هذا القول يمكن ان نستنتج ان البروفيسور قاسم حسين صالح يقصد ان الشعب غير السعيد (التعيس) يمتاز بالذكاء و بكونه مُحِبْ للطرب والمرح والفكاهة و النكتة و العشق و السرور و الانشراح!!
و يمكن ان أقول/يُقال ايضاً: ان التعاسة تتناسب طردياً مع الذكاء و الحب والطرب و الفرح و المرح و الفكاهة و النكتة و العشق و الانشراح و السرور!!
و يمكن القول ايضاً أن المشاعر السلبية ومنها الغضب تتناسب طردياً مع المشاعر الإيجابية السعادة!!
و خلاصة هذه الاقوال هي: ان الشعوب السعيدة او المتربعة على قمة السعادة كما شعوب الشمال (فنلندا و السويد و الدنمارك) وغيرها هي شعوب غبية / غير ذكية لا تحب الغناء والفرح و الفكاهة و الطرب و النكتة و المرح و العشق هذا او بعضه ما يمكن ان يُستنتج من طرح البروفيسور قاسم حسين صالح!!! فهل هذا صحيح علمياً و عملياً، نفسياً و اجتماعياً؟
ثم يغمرنا البروفيسور قاسم حسين صالح بفيض من التناقضات عندما كتب التالي وهو يقصد معهد غالوب:[تجاهل دراسة بريطانية توصلت الى ان العراقيين هم اذكى شعوب المنطقة، والذكي لا يمتاز بالغضب…] انتهى
حول موضوع الذكاء و تلك الدراسة يمكن أن تُطرح الأسئلة التالية:
1 ـ عن أي دراسة تكلم البروفيسور قاسم حسين صالح…أليس من الواجب الإشارة اليها في الهامش ليطلع القارئ عليها؟
2 ـ ان الأرشيف عن تلك الدراسة يقول: [دراسة أجريت بين عامي 2002 ـ 2006 من قبل العالم الإنكليزي ريتشارد لين و البروفيسور الفلندي تاتوفانهانين حيث شملت الدراسة 80 دولة].
3 ـ ان الدراسة قالت ان العراق جاء في المرتبة الأولى عربياً…الخ]. وليس العراقيين هم اذكى شعوب المنطقة…و الفرق عند من يفهم كبيرحيث هناك دول غير عربية في المنطقة…. اليكم بعض ما ظهر في الأرشيف عن تلك الدراسة:
https://orient-news.net/ar/news_show/192805
https://www.2dec.net/news28519.html
4 ـ استغرب ولا اعرف كيف توصل العالم الانكَليزي والبروفيسور الفنلندي الى هذه النتيجة””بخصوص العراق”” التي تمت في فترة زمنية حرجة بالنسبة للعراق (2002 ـ 2006) و كيف قَبِلَ زميلهم البروفيسور قاسم حسين صالح تلك النتيجة وهو الذي قال عن العراق و العراقيين[قُتِلَ اكثر من 320 عالماً و استاذاً و اصبح طارد للعقول و تضاعفت فيه حالات الطلاق و الانتحار و تعاطي المخدرات] و هذه كلها أمور ليس للذكاء مكان فيها فمن يطرد العقول لا عقل له/ ذكاء عنده.
5 ـ كيف توصل البروفيسور قاسم حسين صالح الى النتيجة الحاسمة التي هي : [ان الذكي لا يغضب]. اعتقد الأصح هو: [ان على الذكي ان لا يغضب].
العجيب بعد دفاع البروفيسور قاسم حسين صالح في طرح ما يريد حول موقع العراق من السعادة و الغضب والذكاء وتبريره لكل ذلك بشكل متناقض لم يقف للانتباه لذلك التناقض ليعود و يقول و يتوسع في بيان أسبابه ليأتي بشكل مثير و غريب و عجيب ليقول عن معهد غالوب: […ويتجاهل الآن ان العراقيين هم الأقل سعادة على صعيد الشعوب العربية…].
يُفْهَمْ من هذا ان وجهة نظر البروفيسور قاسم و رده العلمي و العملي يمكن ان يكون: [ ان التعاسة والوصول الى قاعها و ” الركوس””الرقاد” فيه يعود الى الذكاء و الحب و الفرح و الفكاهة و السرور و الانشراح…و ألا غضب!!!!!!!!!
ثم يأتي البروفيسور قاسم ليقول: [ولو أن الذين اعدوا تلك الدراسة لمعهد غالوب عاشوا يوما واحدا في بغداد او الناصرية ورأوا كيف تغرق البيوت من سيول الأمطار في آذارها، وكيف يعيش الناس دون كهرباء في آبها.. لرفعوا تقريرا يناشد الأمم المتحدة بأن تكون عونا للعراقيين.. لأنهم الأقل سعادة في العالم] انتهى
هذا القول يؤكد أن تلك الظروف/ الظواهر التي أوردها البروفيسور قاسم لا تثير غضب العراقيين لأنهم كما يبدو بدون إحساس/ احاسيس و مشاعر…و الخوف لو تحركت الأمم المتحدة لمكافحة تعاسة العراقيين حيث ستضطر كما يبدو الى سلب العراقيين ذكائهم و تنزع عنهم الحب الذي عُرِفَ عنهم و تُحَوِلْ الفرح و الانشراح و الفكاهة و السرور الذين يتصفون به الى حزن و كآبة و قلق و انطواء و حقد وثأر.
يتبع لطفاً حيث في القادمات سأتطرق الى ما ورد في مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح: [العراقيون و الغضب]/بتاريخ 06.07.2022 التي رد بها على معهد غالوب]
عبد الرضا حمد جاسم