إعتمد النظام الايراني بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي إستمرت 6 أشهر، على أساليب تزعم بأنه قد سيطر على الاوضاع وإنه قد حسم الامر لصالحه وهو عازم على العمل من أجل تحقيق أوضاع إقتصادية نوعية ورفع مستوى الانتاج، وکل هذا من أجل أن يصرف نظر الشعب عن أي نشاط معارض ضده، وهو يريد فيما يريد أن يجعل هذا الشعب مقتنعا به ولايطمح الى أي نظام آخر، لکن الشعب الايراني المنتفض بوجهه والرافض له والساعي لإسقاطه، وعلى الرغم من کل مايقوم به النظام لازال مصرا على التطلع لإيران الغد، إيران الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإنتهاء الظلم والقمع، ولأن المقاومة الايرانية الايرانية التي تعتبر البديل الديمقراطي لهذا النظام الاستبدادي، حاملة لبرنامج سياسي طموح يعبر عن آمال وتطلعات الشعب الايراني وتجسدها على أفضل مايکون، فإن الشعب الايراني يثق بها ويٶمن بمصداقيتها التي أثبتتها عمليا خلال صراعها ضد النظام والذي کان ولازال وسيبقى من أجل الشعب الايراني، وهذا هو مايشکل مصدر القلق الاساسي للنظام.
من أهم مايميز المقاومة الايرانية ويجعلها مختلفة عن غيرها، إنها وفي الوقت الذيتخوض فيه صراعا دمويا وضاريا ضد النظام، فإنها وفي نفس الوقت وضعت في بالها کيفية العمل من أجل الشعب الايراني ووضع برنامج سياسي شامل يتضمن کل مايصبو ويتطلع إليه، إذ أن المقاومة الايرانية لم تفکر بإسقاط النظام فقط وإنما بمرحلة مابعد إسقاطه والتي هي الاهم لأنه يجب تعويض الشعب عن مالاقاه من ضيم وظلم وحرمان وإن ماقد جاء في البرنامج العام للمقاومة الايرانية يٶکد ذلك ويثبت على إن إيران الغد ستختلف جذريا عن إيران الخاضعة لنظام ولاية الفقيه وستکون کما حلم بها الشعب الايراني بعد إنتصار الثورة الايرانية.
النظام الايراني وبعد أن واجه إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي لازالت مستمرة لحد الان کإحتجاجات متواصلة، يعلم جيدا بأن الشعب والمقاومة الايرانية لن يکتفون بإسقاطه فقط، وانما ببناء إيران نموذجية تجسد طموحات وتطلعات وأماني الشعب الايراني، ولهذا فإن النظام يشعر برعب وهلع شديد من حالة الترابط والانسجام والتعاون بين الشعب والمقاومة الايرانية لأنه يعلم جيدا بأن هذه الحالة سوف تستمر وتتواصل حتى لمرحلة مابعد إسقاطه.
إيران الغد، هي إيران التي ستکون مع البديل الديمقراطي وفيها سوف يقوم البديل الديمقراطي بإسدل الستار على واحدة من أسوأ الفترات التي مرت على الشعب الايراني في تأريخه المعاصر، ومن الواضح هنا إن خطة السيدة مريم رجوي، ذات البنود العشرة، قد رسمت الخطوط الاساسية والعريضة لإيران مابعد هذا النظام والتي ستکون کما حلم بها الشعب وتمناها.