تقييم كتاب:
أمام هذا التشتت، وهذه اللوحة المعقدة من الانقسامات والتجاذبات والاحباطات، يخرج باحثنا الكبير بخلاصة ومجموعة من التوصيات لمعالجة الانقسام، يسميها (خريطة طريق ومقترحات أولية) نشير باختصار الى البعض منها:
– إعادة بناء الثقة بالذات والثقة بالآخر.
– ضرورة حل التمزقات الداخلية للمجتمع العراقي كمدخل للإجابة عن سؤال الهوية الوطنية وتخيل هوية وطنية جامعة، ومكافحة تسييس الهويات المفرط من قبل نخب البزنس الاثني/الطائفي واستعداء مكون ضد آخر.
– فصل الدين عن الدولة، وتأسيس دولة المواطنة والمساواة وليست دولة الأحزاب والطوائف والميليشيات، دولة تسودها العدالة وحكم القانون، وتقديم الخدمات؛
– العمل على خروج البلاد بأسرها من المأزق والانسداد السياسي، والعمل على حل المشاكل بين الإقليم والمركز بصورة جذرية.
– التعامل المركزي من قبل بغداد أو أربيل مع رؤية ايزيدية موحدة، ووجود ايزيدي موحد سياسياً ودينياً، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق قيام الحكومة “بإدارة ملف الايزيديين بصورة مباشرة وتشكيل مؤسسة مختصة لهذا الغرض، تتبع على نحو مباشر للحكومة الاتحادية”.
– ضرورة دعم دور” سلطات تشريعية، تنفيذية وقضائية قوية ورصينة في العراق لمواجهة التحديات التي تواجه مجتمعات الأقليات كالايزيديين على الكثير من الصعد الإدارية والأمنية..”
– فرض سيطرة وهيبة مؤسسات الدولة في سنجار وبقية مناطق الايزيدية، وحسم الصراعات وإعادة الاعمار وتعويض الضحايا.
– تحقيق العدالة والانصاف للضحايا، وجبر الضرر والحصول على مجموعة من الضمانات بعدم تعرضهم لهذه المأساة مرة أخرى.
– على الحكومة النهوض بدور حقيقي في المنطقة وفرض سلطة القانون على نحو يجعل من المجتمع أكثر تماسكاً. (الصفحات 175-177)
– خروج جميع التنظيمات والميلشيات المسلحة من منطقة سنجار، وعدم تدخل الأحزاب في شؤون المنطقة.
– أهمية الوصول إلى استقرار داخلي يمكن الايزيديين من امتلاك صوت حقيقي على المستوى التشريعي والتنفيذي، تمكنهم من المطالبة بالحقوق القانونية والدستورية للايزيديين (…) وتوحيد الخطاب الايزيدي وتقوية مطالبه على منصة المجتمع الدولي.
طبعاً هنالك توصيات تتعلق بالمشاركة السياسية (أولاً: ص 176) للأقليات ومنها الايزيدية لأسباب عديدة مذكورة في حيثيات التوصية وذلك لزيادة الثقة الرأسية بين الأقليات ودولتهم. (ثانياً: ص 178) توصية تتعلق بالتعليم لبناء قدرات المجتمع الايزيدي (ثالثاً ص 179)، لأن تدني التعليم يجعله عرضة للابتزاز والتوظيف من قبل جهات عديدة تستثمر في تدني مستوى التعليم داخل المجتمع. مع وجود توصيات لوسائل الإعلام للقيام بدورها المهني، وإبراز قصص النجاح في المجتمع الايزيدي وليس فقط إظهار صورته كضحية. مع دعم وتطوير صحافة التنوع التي تتباه مؤسسة مسارات. فضلا عن ذلك هنالك توصيات بشأن الجوانب الاقتصادية (خامساً: ص 182)، وأخرى تتعلق بمأسسة الحوار الايزيدي (سادساً: ص 183)، وتوصيات تتعلق بالإصلاحات الداخلية (سابعاً: ص 185) من خلال العمل على تفعيل دور المؤسسة الدينية الايزيدية، وترتيب البيت الايزيدي وتنظيم آلية عمل المجلس الروحاني وتوسيعه ليشمل جميع مناطق الايزيدية، كما تؤكد عليه بعض النخب. ويدعوا آخرون لإصلاحات داخلية على نحو أكثر تفصيلية تشمل: تشكيل مجلس روحاني بمواصفات جديدة، ويشمل الروحانيين الايزيديين أينما كانوا (العراق، سوريا، تركيا، جورجيا، أرميني، والمهجر)، ويتحول منصب الأمير إلى منصب رمزي، وتشكيل هيئة أو برلمان ايزيدي مصغر الى جانب المجلس الروحاني، يشمل الايزيديين من جميع البلدان التي يتواجدون فيها. (ص 185). أما جيل الحراك الايزيدي الجديد، يدعو إلى التغيير من الأسفل إلى أعلى. (ص 102). التوصيات الأخيرة تتعلق بالتمثيل المتوازن للمجتمع الايزيدي، من حيث التوازن الجيلي والتوازن الجندري، وذلك في عدم تهميش فئة الشباب كونهم يشكلون أكبر فئة عمرية، وإعطاء دور ومساحة أكبر للنساء في الكثير من المجالات إلى جانب الرجل. (ص 187) وأخيراً التوازن المناطقي، حيث ترك تداخل الانقسامات الاجتماعية والسياسية في المجتمع الايزيدي تأثيره في التواصل بين المجتمعات الايزيدية المنتشرة في عدة مناطق جغرافية مختلفة. (ص 188)
تتبع الحلقة الخامسة والأخيرة: ملاحظات اضافية