|
الوطن – هو البيئة السياسية والأجتماعية والثقافية التي يحيا فيها الشعب ، وهو ظاهرة أجتماعية تشمل فيها محصلة جوانب متنوعة من حياة المجتمع ونشاطه : العلاقات الأجتماعية ومنظومة العلاقات والمنظمات السياسية ، وأشكال وأنماط الثقافة الشائعة في المجتمع ، والقيم الروحية التي أعتادت عليها الجماهير الشعبية، ومن مواصفات الوطن ايضاً هي الأرض ولغة الشعب …،
أن الطبيعة الأجتماعية السياسية للوطن تتحدد الى درجة كبيرة بماهية العلاقات الأجتماعية السائدة في المجتمع ، وماهية الطبقة الحاملة لهذه العلاقات وتبعاً لذلك يمكن الحديث عن الوطن الرأسمالي والوطن الأشتراكي .
تمتد جذور الوطن الى الماضي القديم ، الى نظام المشاعية ، اي الى أول تشكيلة أقتصادية – أجتماعية عرفها المجتمع البشري والتي تتميز باسلوب الأنتاج المشاعي وغياب المجتمع الطبقي والعمل المشترك بهدف اشباع الحاجات المادية والروحية وغياب التناقضات التناحرية في المجتمع المشاعي ، وفي هذه التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية ( المشاعية) اتحد الناس وبشكل طوعي في جماعات مستقرة على اساس الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج وبشكلها البسيط وكذلك روابط الدم والقربى والسكن على ارض محددة ومعينة.
لقد تكون الوطن وبشكله الناجز عندما ظهر اول تقسيم للعمل وظهور الطبقات والدولة واصبح مفهوم الوطن مرتبط ارتباط وثيق بمفهوم الدولة ثم بمفهوم الامة. ان الاوطان المعاصرة هي في العادة دول قومية وتمثل السمة المميزة للوطن الراسمالي المعاصر في كون البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تحمل التناقضات وتشتد هذه التناقضات الطبقية والصراع الطبقي داخل هذا الوطن الراسمالي.
عند ظهور الوطن الاشتراكي تظهر فيه جوانب جديدة وتلعب الطبقة العاملة وحلفائها، الشغيلة دوراً مهماً وكبيرا في الوطن الاشتراكي، فالوطن الاشتراكي بالنسبة للطبقة العاملة وحلفائها يشكل لهم الاشتراكية بوصفها نظام اجتماعي – اقتصادي وسياسي.. وهو يمثل شكلاً جديداً لتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ان اهم ما يميز الوطن الاشتراكي هو انه يضمن للمواطن حقوقه المشروعة والرئيسة ومن اهمها مجانية التعليم والعلاج والسكن وضمان الرفاهية وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية النسبية وبدون تمييز بين المواطنين وكما يقوم الدستور الاشتراكي بضمان حق العمل للمواطن وايضاً بدون تمييز بين المواطنين وهذا لم يكن موجوداً في الوطن الراسمالي، او في المجتمع الطبقي البرجوازي، المجتمع الراسمالي.
ان الوطن الاشتراكي، المجتمع الاشتراكي يخلو من الامية والبطالة… مجتمع يحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية ويضمن ايضاً للمواطن الثقافة والوطنية والاممية، فهو مجتمع يضمن الرخاء والمساواة والعدالة الاجتماعية وغياب التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي وكما يتميز النظام الاشتراكي بميزة هامة وهي ربط الاجر بطبيعة العمل وهذا يشكل قمة العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي.
ان مفهوم الوطن الراسمالي، هو مفهوم يحمل الجانب الطبقي، فهو وطن طبقي بامتياز وقائم على الاستغلال والاضطهاد الطبقي، فهو مجتمع مولد للأمراض الاجتماعية والاقتصادية ومنها تنامي معدلات البطالة وتفشي الجريمة المنظمة والمخدرات وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية وغياب حق ومجانية التعليم والعلاج والسكن، مجتمع تتعمق فيه الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة وهذه الفئة الطفيلة تقوم بالاستحواذ على حصة الاسد من ثروة الشعب ، مجتمع قائم على اشعال الحروب غير العادلة بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المأزوم بنيويا وبنفس الوقت يتم العمل على تعظيم الارباح الخيالية للاوليغارشية الطفيلة بالدرجة الأولى.
ان الوطنية الاشتراكية، تعني اولاً الاخلاص والتفاني للوطن والدفاع عنه من قبل الشغيلة، فهي تدافع عن الوطن الاشتراكي والدولة الاشتراكية وبهذا الخصوص اكد قائد البروليتاريا العظيم لينين ان الوطنية بشكل عام هي من اعمق المشاعر التي وطدتها قرون من الاف السنين من الكيانات القائمة بذاتها.
ان المجتمع — بيئة اجتماعية واقتصادية وسياسية متغيرة تاريخياً … ويلعب العامل الاقتصادي الدور الرئيس في ذلك.ان الكادحين هم الوطنيون الحقيقيون والمعبرون عن المصالح الوطنية وبهذا الخصوص يشير لينين، ان وطنية الانسان الذي يفضل أن يجوع سنوات على ان لا يسلم روسيا للأجانب هذه هي وطنية حقه. ان مافعله الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد وبوريس يلسين يؤكد صحة ما قاله قائد البروليتاريا العظيم لينين حول ما قاموا به هؤلاء الخونة والعملاء والطابور الخامس والليبراليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون وخونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي السوفيتي.
ان الحرب الوطنية العظمى والعادلة للمدة 1941-1945، قد عكست قمة وجوهر الوطنية الاشتراكية للشعب السوفيتي وبفعل ذلك تم تحقيق الانتصار على الفاشية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي وكان ثمن هذا الانتصار من الناحية البشرية كبيراً فهو ما بين 27-30 مليون شهيد وهناك تقدير اخر يؤكد على 32 مليون شهيد. هذه هي الوطنية الاشتراكية الحقه التي تكونت في ظروف التعاون الاخوي بين شعوب الاتحاد السوفيتي فهي فعلاً وطنية اممية واستراكية، وهي ايضاً تعني الاخلاص للوطن الاشتراكي.
ان الوطنية الاشتراكية تقوم على أساس اجتماعي — اقتصادي، اي على اساس الملكية الاجتماعية الاشتراكية لوسائل الانتاج، وهي تشكل الاساس الرئيس للنظام الاشتراكي وكما تستند، تعتمد على النظرية الثورية، النظرية الماركسية– اللينينية. ان الوطنية الاشتراكية تعني الاخلاص للشيوعية والثقة والايمان المطلق بالوطن الاشتراكي والصداقة الاخوية والقوية بين الشعوب، وان جوهرها الرئيس يقوم على أساس رئيس الا وهو اممي معادي للنزعة القومية والتعصب القومي.
ان الدفاع عن الوطن واجب مقدس لكل وطني وهناك ترابط بين الوطن والاشتراكية ولا يمكن الفصل بينهما اصلاً.
نعتقد،ان الوطن فوق المذهب والطائفة والحزب والفرد، اي فوق كل شيء، لان لا قيمة للمذهب، الطائفة، الحزب، الفرد، بدون الوطن، فالوطن يبقى وطن ولا يمكن استبدال الاوطان، الا خونة الاوطان والشعوب، ومن يعتقد عكس ذلك فهو لا يدرك معنى واهمية ودور الوطن.