ذي قار – العالم الجديد
أصدر القضاء حكما بالسجن المؤبد بحق عمر نزار، الضابط المتهم بارتكابه “مجزرة الزيتون” التي جرت في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار (نحو 350 كلم جنوبي بغداد)، خلال احتجاجات تشرين 2019.
وقال مصدر مطلع لـ”العالم الجديد” اليوم، إن “محكمة جنايات ذي قار، أصدرت حكما بالسجن المؤبد في حق عمر نزار، الضابط المتورط بارتكاب مجزرة جسر الزيتون”.
ويأتي الحكم بعد إرجاء متكرر للمحاكمة من قبل نائب المدعي العام في ذي قار، عقب تقديم حجج للمحكمة تفيد بنقص تقرير طبي لأحد الجرحى، ووجود خطأ إملائي في اسم جريح آخر، بحسب المصدر.
وفي شباط فبراير 2022 تم استدعاء نزار، الذي يشغل موقع آمر فوج في قوة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، من قبل القضاء، بتهم تورطه بجرائم ضد الإنسانية، حيث تمكنت “العالم الجديد” في حينها من التواصل معه عبر الهاتف لإيضاح الأسباب، وأكد في حينها استجابته الفورية لقرار الاستدعاء وتسليمه قرارات البراءة، التي كان قد حصل عليها عقب المجزرة، موضحا بأنه تم سجنه لـ7 أيام، ثم تبرئته من قبل وزير الداخلية (ياسين طاهر الياسري) بعد التحقيق معه شخصيا، استنادا الى قانون العقوبات 111 الذي يخول الوزير بالتحقيق مع المنتسبين حين تكون هناك قضية ضدهم أثناء الواجب، وثبوت تزييف مكان مقتل المتظاهرين، واختلاف نوع السلاح المستخدم، فضلا عن انسحابه قبل الواقعة.
وتشكل حادثة “جسر الزيتون” علامة على سوء حالة القمع التي واجهت “احتجاجات تشرين” في الناصرية مركز محافظة ذي قار، حيث راح ضحية الحادثة التي تسببت بها قوة عسكرية خاصة بقيادة الفريق جميل الشمري العشرات بين قتيل وجريح، وذلك بعد أن تقدمت لفتح الجسر المغلق من قبل محتجين، صباح الثامن والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر 2019 حيث أطلقت النار عليهم وهم نيام في خيم الاعتصام، كما امتلأت جوانب الجسر بالدماء والملابس وبعض قطع الفرش.
وتلت “المجزرة” أحداث فوضوية في الناصرية، وأدت بشكل واضح إلى إضعاف هيبة الدولة ومؤسساتها وكذلك الأجهزة الأمنية، وهو ما انعكس على الوضع العام في ذي قار وعموم البلاد.
وتفيد شهادات، بتورط نزار، في قيادة الحملة التي انتهت بمقتل وإصابة المئات على جسر الزيتون في عام 2019، حين أصدر أوامر فتح النار على المتظاهرين العزل.
