في ضربة دولية مشتركة.. ضبط مخدرات بـ750 مليون دولار واعتقال 597 مشتبها حول العالم
ضربة قوية للجماعات الإجرامية المنظمة
كشفت عملية دولية واسعة النطاق للتحالف الأمني الدولي (مجموعة عمل مكونة من 11 وزارة للداخلية، والعدل، والشؤون الداخلية) بالتعاون مع منظمة الشرطة في الأميركتين (الأميريبول)، عن مدى النطاق الواسع لتجارة المخدرات عبر الحدود، ووجهت ضربة قوية للجماعات الإجرامية المنظمة من خلال ضبط أكثر من 55 طناً من المخدرات العابرة للحدود، تُقدر قيمتها بأكثر من 750 مليون دولار أميركي.
كما جرى خلال العملية اعتقال 597 مشتبهاً به في أماكن متفرقة من العالم.
ونسق العملية الأمانة العامة للتحالف الأمني التي تستضيفها دولة الإمارات.
وشهدت العملية التي يقودها التحالف الأمني الدولي والدول الأعضاء في منظمة الشرطة في الأميركتين (أميريبول)، التي اختتمت في اليوم الدولي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها، مشاركة 22 دولة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية، بهدف مشترك لعرقلة شبكات تجارة المخدرات غير المشروعة عبر الحدود، وتطوير طرق جديدة لمراقبة تدفقات المخدرات غير المشروعة المتداولة عبر طرق الجو والبر والبحر والسيطرة عليها.
ونتج عن التعاون المكثف الممتد على مدى شهرين مجموعة جديدة من المعلومات الاستخبارية، ما سمح للدول الأعضاء في التحالف الأمني الدولي وشركائها لدى منظمة الشرطة في الأميركتين (الأميريبول) بإجراء تحقيقات شاملة في التدفقات وشبكات الاتجار غير المشروع بالمخدرات العابرة للحدود.
وشهدت العملية مشاركة الدول الأعضاء في التحالف الأمني الدولي وهي: البحرين وفرنسا وإسرائيل وإيطاليا وهولندا والسنغال وسلوفاكيا وإسبانيا والإمارات، إضافة إلى منظمة الشرطة في الأميركتين (الأميريبول)، وتمثلها الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا والدومينيكان والإكوادور والسلفادور وغواتيمالا وبنما وباراغواي والبيرو.
ويُتوقع ضبط مزيد من المخدرات غير المشروعة واعتقال مزيد من المشتبه بهم كجزء من التحقيقات المستمرة والتنسيق بين المشاركين المختلفين في العملية.
وأكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس مكافحة المخدرات في الدولة، أن جهود التصدي لآفة المخدرات متواصلة وفق استراتيجيات وخطط حماية المجتمع وتعزيز أمنه واستقراره، مشيراً سموه إلى أن التعاون الدولي العابر للحدود يعد أمراً حاسماً وحيوياً لتعزيز وسائل الحماية ومكافحة المخدرات ومروجيها، موضحاً سموه أن «الطبيعة المتغيرة للمنظمات الإجرامية تتطلب استجابة متطورة ومنسقة بين سلطات إنفاذ القانون، وهذا ما كشفت عنه العملية التي يقودها التحالف الأمني الدولي».
وأشار سموه إلى أن «مكافحة الجرائم العابرة للحدود تتطلب تعاوناً دولياً فاعلاً وعملاً متناغماً وتنسيقاً مشتركاً وصولاً لتعزيز أمن المجتمعات نحو عالم أكثر أمناً». وقال سموه: «نحن اليوم نوجه رسالة واضحة ومباشرة إلى المنظمات الإجرامية الدولية بأننا لن نتهاون في تعقبكم ومكافحة أنشطتكم الإجرامية، واتخاذ أشد الإجراءات صرامةً للحفاظ على سلامة واستقرار مجتمعاتنا»، مؤكداً سموه أن «التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون الدولية يزداد قوةً ومتانة لتحقيق ذلك».
كما أكد سموه حرص دولة الإمارات والتزامها بدعم شركائها في دول العالم كل بالتعاون والتنسيق بين خبراء إنفاذ القانون الدوليين لمكافحة جميع أشكال الجريمة المنظمة. وأشاد وزير الداخلية في مملكة البحرين، الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، بالعملية الأمنية البارزة التي شملت تبادل المعلومات بطريقة احترافية.
وأشار إلى أن «هذه العملية تعكس إمكانات التحالف الأمني الدولي وأهمية التعاون والتنسيق الأمني».
وأضاف أن العملية المشتركة التي قام بها التحالف الأمني الدولي ومنظمة الشرطة في الأميركتين (الأميريبول) تؤكد أهمية التحالف وتبادل المعلومات والخبرات المتقدمة بين الدول الأعضاء كوسيلة نهائية لمواجهة مختلف التهديدات الأمنية، وتعزيز الجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية الأمن والسلام الدوليين.
وقدم الشكر إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، على مبادرته الأمنية الرائعة والشاملة والدعم المقدم للأمانة العامة للتحالف الأمني الدولي في أبوظبي.
وقال إن «دعم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد يمثل رؤية أمنية وفهماً كاملاً للحوادث والتطورات الأمنية وتداعياتها الإقليمية والدولية».
وأبدى وزير الداخلية في جمهورية إيطاليا، ماتيو بيانتيدوزي، تأييده للعملية المشتركة «كونها فرصة للتحقيق في ظاهرة الأنشطة الإجرامية المعنية من وجهة نظر أوسع».
وقال: «لقد سُجلت زيادة ملحوظة في عدد هذا النوع من الجرائم مع ارتفاع نسبي في الأنشطة التشغيلية في جميع أنحاء الإقليم الإيطالي».
وأكد أن «تبادل وجهات النظر مع البلدان التي لم يصل التعاون معها في مجال مكافحة تجارة المخدرات إلى المستويات المطلوبة، مكننا من رسم أسس التعاون الدولي المتجدد، وزيادة القدرة التقنية والتشغيلية على الوصول إلى بيئات لم تستكشف بشكل كامل بعد».
وأشاد السكرتير التنفيذي لدى منظمة الشرطة في الأميركتين (الأميريبول) والمدير العام للشرطة الفيدرالية البرازيلية، الدكتور أندري أوغستوس باسوس رودريغيز، بفاعلية التعاون بين منظمة الشرطة في الأميركتين (الأميريبول) والتحالف الأمني الدولي.
ويُظهر نجاح هذه العملية الدولية أن «التعاون الدولي هو أفضل سلاح بيد الدول وقوات الشرطة في مكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود»، وفقاً لما صرح به السكرتير التنفيذي لمنظمة الشرطة في الأميركتين (الأميريبول) ومدير الشرطة الفيدرالية البرازيلية.
ووفقاً للسلطات السلوفاكية، تظهر العملية بوضوح أن «مكافحة هذه الأنواع من الجرائم تتطلب التعاون الدولي».
وتأسس التحالف الأمني الدولي في فبراير 2017 من قبل فرنسا والإمارات، سعياً لتحقيق الهدف الأسمى لحماية أمن المجتمعات العالمية وازدهار الدول الشريكة من خلال مكافحة الجرائم المنظمة والعابرة للحدود. ويجمع التحالف ممثلين من وزارات الداخلية والعدل والشؤون الداخلية في البحرين وفرنسا وإسرائيل وإيطاليا والمغرب وهولندا والسنغال وسنغافورة وسلوفاكيا وإسبانيا والإمارات.
وتتمثل المهمة الرئيسة للتحالف في تعزيز التعاون في مجال الأمن الداخلي بين وزراء الدول الأعضاء، خصوصاً في ما يتعلق بالأولويات الاستراتيجية التالية: منع ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، ومنع ومكافحة أشكال التطرف، وأية جرائم تمس أمن المجتمعات الدولية.
• المشاركون في العملية استهدفوا الطرق الجوية والبرية والبحرية التي تستخدمها شبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود من أبريل الماضي إلى يونيو الجاري.