لم يتطلب الامر وقتا طويلا لکي يتم کشف المٶامرة المشبوهة التي تعرض لها المعارضون الايرانيون
من أفراد المقاومة الايرانية في کل من فرنسا وألبانيا على أثر حظر تظاهرة آلاف الايرانيين في باريس
ضد النظام الايراني بمناسبة الذکرى ال42 لتأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وکذك بالهجوم
المباغت لألف شرطي ألباني على أشرف 3، إذ توالت التصريحات من جانب قادة النظام والمقالات
الصحفية من جانب وسائل الاعلام النظام بخصوص التخطيط المسبق لهذه المٶامرة التي تمت بالتنسيق
مع فرنسا وألبانيا.
هذه المٶامرة البائسة التي قام بها النظام في خضم أسوء الاوضاع التي يمر بها وخصوصا بعد أن أقدم
النظام على إبادة أکثر من 700 متظاهر خلال الانتفاضة الاخيرة والتي کانت تحديدا بمثابة مٶشر
واضح جدا على إن الاوضاع والصورة تغيرت في إيران ولم تعد کالسابق الى جانب إن دعم وتإييد
أغلبية 25 برلمانا لدول العالم للنضال الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية
والتغيير، قد کان بمثابة رسالة قوية جدا أصابت النظام بالذعر، وهذا هو سر إقدام النظام على تنفيذ هکذا
مٶامرة وعلى عجالة من أمره لخوفه من التطورات والتداعيات الجارية على الصعيدين الداخلي
والخارجي.
رئيس مجلس الشورى"البرلمان الايراني"، قاليباف، قال في تصريح له يوضح فيه دور النظام بهذه
المٶامرة والذي يسعى فيه من أجل رفع المعنويات المنهارة للنظام بقوله:" لقد رأيتم ما أصاب أعدائنا
البلطجيين من الفظائع ومن يريدون الإساءة ببلدنا وأمتنا ولا يريدون شرف إيران والإسلام. ولاحظنا
ذروته بشأن المنافقين ولاحظتم ما مدى قوتنا ونطاق نفوذنا".
صحيفة"إيران"التابعة لرئيس النظام ابراهيم رئيسي، وفي إشارة أشبه ماتکون بإعتراف للأحداث التي
جرت في فرنسا وألبانيا:" يجب اعتبار هذا الحدث نجاحا دبلوماسيا … مع اكتشاف ومصادرة وثائق
المنظمة وخوادم المعلومات، تتوفر فرصة عظيمة للجمهورية الإسلامية لمهاجمة شبكة الإرهاب الداخلية
المتعلقة بمجاهدي خلق بمزيد من الدقة والشدة …. كانت قيادة العناصر الميدانية والمجازية في أعمال
الشغب في خريف عام 2022 من بين نتائج المرتبطين في الداخل مع مجاهدي خلق. كما أشارت وزارة
المخابرات وجهاز استخبارات الحرس في بياناتهما التفصيلية إلى دور مجاهدي خلق في توجيه شبكة
البلطجية في الداخل وأيضا في إرساء أسس الدعاية المعادية لإيران في محافل مثل المجلس الأوروبي"،
ويبدو فيما ورد بهذه الصحيفة حقيقة التنسيق والتعاون مع فرنسا وألبانيا من أجل القيام بتلك المٶامرة
ضد المعارضين الايرانيين.
غير إن النظام وفي خضم هکذا تصريحات وکما هو معروف وواضح يريد أن يغطي على حقيقة أکبر
وهي إنه يواجه حالة وأوضاع غير مسبوقة وإنه وهذه المرة تحديدا صار يعرف بأنه يواجه تهديدا
وجوديا بعد أن رأى کيف إن المقاومة الايرانية التي عبأت الداخل ضده وهيأت ظروف وأوضاع التغيير
في إيران، فإن ذلك تزامن مع تحرکها النشيط على الصعيد الدولي والذي کان من ثماره إعلان أغلبية
برلمانات 25 دولة عن دعمها وتإييدها للنضال المشروع الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من
أجل الحرية والتغيير.