قلت هكذا لأن التسمية الحقيقية للمنطقة التي سنتكلم عنها هي ايزيديخان وقد تم تحويرها إلى كوردستان ,فحتى تسمية شعب باسم الكورد ,تسمية حديثة العهد وتعود لزمن كزينفون أحد القادة العسكريين لأسكندر المقدوني الذي غزا ايزيديخان بفترة حوالي 331ق م .
وقد كان الإيزيديون يسمون بتسميات مختلفة ,منها الكاردوخ والكاشيون وشعوب الجبل والحثيون والميتانيون واورارتو ووووحتى وصلنا إلى الوقت الحاضر ووقفت التسمية الحالية (الإيزيديون),وكانت مساحة ايزيدخان واسعة وتمتد من الخليج جنوب العراق إلى البحر الأسود ومن جبال زاغروس حتى البحر المتوسط,بعد ذلك تقلصت تلك المساحة وبقي للإيزيديين الذين هم أصل تاريخ الكورد وكوردستان هذه المساحة الحالية التي نجدها وتسمى كوردستان,وضاعت سلطة هؤلاء حتى تحولت إلى إمارات مثل إمارة تبريز في أيران بقيادة إيزدين ميروإمارة خراسان بقيادة مير ابراهيم آدم بشرق إيران وإمارة ديار بكر بقيادة شيخوبكر بتركيا وإمارة آميدية (العمادية) بقيادة آمادين بالعراق وإمارة حلب بقيادة شيخ مند باشا بسوريا وإمارة حرير بقيادة بير هسن ممان جنوب اربيل ,وفي زمن شيخادي عليه السلام تجمعت تلك الإمارات بإمارة لالش ومركزها باعدري حيث مركز أمير الإيزيديين, بنفس الوقت تقلص عدد الإيزيديين من ملايين إلى حوالي مليونين في الوقت الحاضر ,متناثرين على اصقاع الأرض من امريكا لكندا لأوريا وووو وكل ذلك بسبب المذابح التي تعرض لها الإيزيديون على يد الأعداء ,وكان الأعداء من قوميات مختلفة اتوا من كل صوب ,من الشمال والشرق والجنوب والغرب ,والمشكلة الكبيرة اتت عندما اعتنق بعض الإيزيديين الديانات الدخلية والغازية لإيزيدخان ,فصار بعضهم زردشتيين وبعضهم يهود وبعضهم مسيحيين وبعضهم مسلمين وهكذا تناقص عدد الإيزيديين الى ما نراه الآن ,كما قلت المشكلة الكبرى جاءت عندما اعتنق الإيزيديون تلك الديانات وصاروا أعداء لأصلهم وتاريخهم ووقفوا إلى جانب أعداء قومهم وقوميتهم .
هكذا ضاعت ايزيدخان (كوردستان) ,جرى التاريخ واندلعت الحروب حتى وصلنا للحرب العالمية الأولى بين 1914مو1918م ,بهذه الحرب خرجت مجموعة من الدول خاسرة كما خرجت مجموعة من الدول رابحة ,وفرضت الدول الرابحة شروطها وكما تريد على الدول التي خرجت من الحرب خاسرة ,بهذه الفترة كانت الإمبراطورية العثمانية طرفا خاسرا واستسلمت بسنة 1917م ,وكانت هذه الإمبراطورية تحكم كوردستان والدول العربية ,وقد مضى على حكم العثمانيين واحتلالهم للدول العربية 400 سنة وباسم الإسلام ,وفي الحرب العالمية الأولى وقف الشعب العربي إلى جانب الدول التي ربحت مثل فرنسا وبريطانية ,وقد حاولت الإمبراطورية العثمانية خداع العرب باسم الدين وأرسلت جمال باشا إلى دمشق للتفاوض مع الشريف حسين والد الأمير فيصل الذي التقى بجمال باشا بدمشق ,لكن الشريف حسين رفض الإتفاق مع العثمانيين المسلمين من جديد وبقي إلى جانب فرنسا وبريطانية المسيحيتين ,وانتصر الشريف حسين بن على شريف مكة بذلك وحصل على استقلال العرب وتحريرهم من العثمانيين واحتلالهم وظلمهم ,اما الكورد الذين اعتنقوا الديانة الإسلامية فقد وقفوا إلى جانب العثمانيين وخسروا مثلهم وبقوا تحت سيطرة واحتلال العثمانيين ,هنا عقدت الدول المشاركة بالحرب اجتماعا سمي باسم اجتماع سيفر وذلك في 10 آب 1920م وفي هذا الإجتماع الذي سمي باتفاقية أو معاهدة سيفر أعترفت الدول في المواد 62 و63 و64 بحق الكورد (تخلي الإمبراطورية العثمانية عن جميع الأراضي التي يسكنها غير الأتراك )وضم ذلك مناطق الكورد في تركيا الحالية واضيفت لذلك أيضا ولاية الموصل أي معظم أرض كوردستان الحالية وقد شارك الجنرال شريف باشا وهو كوردي في ذلك الإجتماع ,تابع التاريخ سيرته واستمرت الحرب بين الدولة العثمانية ودول الجوار حتى جاء مصطفى كمال (اتا تورك)الذي قضى على السلطنة العثمانية وتابع الحرب باسم حرب الإستقلال ,هنا تم عقد اجتماع جديد بين الدول منها فرنسا وبريطانية وبمشاركة وفد من تركيا بقيادة الكوردي عصمت اينونوالذي كان رئيسا لأركان الجيش التركي ونائبا أو وكيلا عن مصطفى كمال وكان ذلك في 24تموز 1923م , وهنا تم الغاء معاهدة سيفر بما فيها المواد التي منحت للكورد حقوقهم القومية وحلت المعاهدة الجديدة محل معاهدة سيفر وسميت باسم معاهدة لوزان نسبة إلى مدينة لوزان في دولة سويسرا الحالية ,هكذا نجد بأنه بين سيفر ولوزان ضاعت كوردستان ولكن كيف وبتوقيع من ؟,هذا ما يقوله لنا التاريخ والزمان .
وهنا اقول حتى لايزول ايزيدخان ,يجب على الإيزيديين الإنتبهاه واليقظة,لما يجري ضدهم وضد أملاكهم ,عدم بيع تلك الأملاك لغيرهم من كانوا ومهما كانوا ,كما يجب عليهم تسجيل وتوثيق تلك الأملاك بالسجلات الرسمية بالدول التي يعيشون فيها وانشاء ما يثبت بأن تلك القرى ملك لهم مثل قباب من التراث الإيزيدي وتسجيل واحصاء الأملاك وكذلك تسجيل سكان تلك القرى وفق نظام واضح وثابت وما يملكه كل فرد لأن أطماع غير الإيزيديين بأملاكهم واضحة للعيان ,هذا ما وجدناه في قرية كلهوك بمنطقة بشيرية (باطمان)وقرية كرفش بمنطقة مديات والآن في قرية زورا بمنطقة ويران شار ’كل ذلك بتركية وكل الذين استولوا على أملاك الإيزيديين هم من الكورد وبدعم اعداء الكورد انفسهم .
يجب أن لا ننسى بأن التغيير الديمغرافي خطير وقد حدث ويحدث الآن ,فكانت نسبة السكان في بلدة شيخان (عين سفنة)بالعراق من الإيزيديين 75 بالمئة سنة 1960 م صارت نسبة الإيزيديين فيها الآن 25 بالمئة ,ونجد نفس الأمر في سوريا ,فقرية مزكفت الآن يسكنها عدد من غير الإيزيديين وهم ليسوا من سكان القرية السابقين ,وللأسف الكثير من الإيزيديين يبيعون ممتلكاتهم لغير الإيزيديين ,هذا الأمر وكما قلت خطير,لذا فإنني قد قمت بسنة 1993م بإجراء دراسة جغرافية للمناطق الإيزيدية بكل من سوريا_العراق – تركيا وذكرت اسماء قرى الإيزيديين والعشائر التي تسكن تلك القرى وببعض الأحيان ذكرت حتى اسماء سكان تلك القرى وذلك للحفاظ على الوجود الإيزيدي وأملاكهم ,أرى بأنه يجب على سكان كل قرية ومنطقة القيام بما قمت به كي يتم اثبات ذلك مباشرة ومن قبل اصحاب الشأن أنفسهم وحتى لايضيع ايزيدخان بعد الآن.