الأحد, يناير 12, 2025
Homeاراءسنجار وتسعة سنوات عِجاف : خالد علوكة

سنجار وتسعة سنوات عِجاف : خالد علوكة

{ ألتاريخ وصل نهايته في “جينوسايد سنجار” بحدوث اكبر مجزرة بشرية جماعية ،وأحدثت انهياراً في شكل التنظيم ألاجتماعي والسياسي الراهن بخصائصه الديمغروافية والدينية والمذهبية والقومية }. هذا ماقلته عام الغزوة 2014م
ويصادف يوم الخميس القادم 3-8- 2023م ذكرى مرور 9 تسعة سنوات على غزوة داعش على شنكال ، وسنجار هي قلب الايزيدية وزهرة مدائنهم ، ولايزال اكثرية أهالي شنكال قابعين في مخيمات نزوح داخل بلدهم العراق ، ورغم تحررها وعودة بعض الاهالي ونقل رفاة المئات من الضحايا ودفنهم في مقابر خاصة ، لكن واسفاه لايزال مصير اسرى وسبايا الايزيديين عند داعش مجهولا وحسب اخر احصائية رسمية من اربيل بان مجموع الباقين عند داعش (2719 فرد) – منهم( 1274 إناث ) و( 1445 من الذكور ) – وهذه مصيبة كبرى وشرف مسلوب لكل من يقول انا عراقي ومع بطء الحل لقضية سنجار وقبول هذا الحال من حكومات العراق فالمُصيبة اعظم . ولاإعمار او تحسين البنى التحتية في شنكال بسب تشابك الوضع العسكري والامني بوجود ميليشيات واحزاب مسلحة كل طرف يعمل لاهدافه واجندته ،واصبح الوضع الامني هش ، لقد نجحت تركيا بنقل البككة من جبل قنديل الى جبل سنجار وتُحلق وتَخترق متى تريد وتقصف شنكال ، وللتاريخ ساعدوا البككة الايزيديين من النجاة من هجمة داعش بنقلهم الى جهة سوريا . إن المحتل هو اكبر سبب في خلق الدمار لاهلنا في سنجار اضافة الى خيانة الجار وايضا ضعف الدور الحكومي وتدخل دول الجوار في مفاصل حدود وموقع سنجار الستراتيجي .
إن الايزيدية في العراق والعالم ليست ديانة كبيرة وتبشيرية مثل غيرها لتشكل تهديد على الاديان الكبيرة أوتفكر في ازاحتهم من القمة، وليسوا قوة اقتصادية وسياسية تنافس بقية الاقوام او تهدد حركة التجارة العالمية بل لاتزال بيوتهم من طين وشغف حياتهم بسيطة وبائسة .وليست لهم قوات مسلحة مستقلة خاصة بهم بل لديهم ماهو تابع لغيرهم من القوى المتنفذة !! ومع كل هذا تم ابادتهم من قبل داعش مع غدر وتعاون جيران الداخل العراقي مع داعش لتكتشف خيانتهم للجيرة والديرة.
لا معرفة للاسباب الحقيقية للهجوم على سنجار في 3-8-2014م وان قلنا المحتل لكن تبقى ابادة الاقليات الدينية وصفتهم القومية خاصة اكبر سبب لذلك فالايزيدية في سنجار يعتبرون اكراد بحكم دينهم ولغتهم الكوردية وهذا عامل وحجة كبيرة لازاحتهم من المنطقة من قبل الدول المجاورة والاقوام الاخرى وهذا واضح في سلوك الحكومات العراقية المتعاقبة وليست سنجار تعاني من السبب القومي نجد ذلك في كركوك وتلعفر وديالى ، وتلعب دوراً عمليات التعريب والترهيب والتغيير الديمغرافي في ذلك ، وحتى الدول الكبرى تتغافل عن ابادة وسحق الاقليات والمكونات الدينية في العالم ورأينا ذلك في البوسنة والهرسك – ودارفور في السودان – ونيجيريا وغيرها.
وتبقى المشكلة لا محاسبة ومحاكمة للجناة ولا لنصرة الايزيدية ورفع الظلم عنهم وان المستقبل قاتم. وهناك تجاهل دولي وانساني واعلامي لمصيرهم . وايزيديا نجد تشتتاً بعد غزوة داعش احدثت انقسام الولاء الايزيدي ، ونتيجة فشل ماكان عليه الوضع سابقا ومن خلل انسحاب الجيش والشرطة وفصائل الكورد من سنجار وتركها لداعش .
ان الله والتاريخ لايرحم وإن أجل عقابه فترة لنراه يضع من اباد وظلم الايزيدية على مقصلة العقاب . والواجب ايضا ان يعرف الايزيدية بأن مصير بقائهم وتمسكهم بارضهم واصولهم الرافدينية ليس افضل مَن ترك الجَمل بما حَمل ، وهاجر وغادر العراق مجبراً مثال مكونات الاخوة اليهود والصابئة والمسيحيين فيما يتعرض اخواننا المسيحيين اليوم الى حملة منظمة لهجرة ماتبقى منهم للخارج ، ولابد للمكون الايزيدي من التفكير والعمل الجاد بوضع حد وحَلٌ حتى لو بصيغة فردية يوقف هذه المظالم والمهزلة العلنية بتغييبهم ويبعد الفرمانات ضدهم ، واذا في هذا الزمان الديمقراطي حدث للايزيدين فرمان وابادة رقم( 74 ) في سنجار يوم 3-8- 2014 م فكيف في القادم من بؤس هكذا زمان ومكان؟!؟ . وهنا لا أعني ترك الارض وتاريخنا بل عدم ترويض عقولنا على أكثر من 74 فرمان آخر وعدم وضع البيض في سلة واحدة ، فلابد من رٍجٌل هنا واخرى هناك ، حتى لانقع كلنا في حفرة الابادة كما حصل في غزو سنجار وهذا كلامي ليس زيادة يأس في حياتناالبائسة، بل انه موقف ونظرة لمستقبل افضل لعوائلنا يحفظ العرض والارض المنتهك يوميا بفتوى او حجة اوخطبة سهلة تطلق من أي صغير وقزم ، عندهم له مكانه معتبرةً .
واخرالاوجاع ماقاله الشاعر السوري محمد الماغوط ( لاشئ يربطني بهذه ألارض سوى الحذاء !!! ).
يوليو 2023م .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular