أعتبر تشارلز كوبتشان الخبير في مجلس العلاقات الخارجية الاميركي , أن دعوة واشنطن لكييف
الانفتاح على فكرة محادثات السلام مع روسيا تعيد التركيز بأن نهاية اي حرب ستكون عن طريق
المفاوضات والمحادثات الدبلوماسية بين الاطراف المتحاربة أو المتنازعة .
ووضع هذا الخيار على أهبة الاستعداد اذا اختار الطرفين المتحاربين هذا الخيار الدبلوماسي والتفاوض
من أجل انهاء هذه الحرب العبثية . ويرى الخبير الامريكي قلق واشنطن من التصعيد الاخير بما في ذلك
قرار محتمل من روسيا باستخدام سلاح الردع النووي وبشكل محدود لانهاء الصراع .
تسببت الحرب الدائرة الى جانب الخسائر البشرية الكبيرة الى اضطرابات اقتصادية حادة , بما في ذلك
ارتفاع معدلات التضخم , نقص الغذاء , ارتفاع اسعار الطاقة , الهجرة الكبيرة , كل ذلك قد يؤثر على
السياسات الخارجية لواشنطن وأوروبا .
لدي الطرفين المتحاربين وكذلك واشنطن والدول الاوروبية سببا ملحا لانهاء هذه الحرب العبثية التي لا
فيها خاسر و لا فائز .
لذلك انيط بالمملكة العربية السعودية دعوة الاطراف المتنازعة الى طاولة المفاوضات الدبلوماسية لانهاء
الصراع العبثي ووقف الحرب الدائرة منذ شهور دون حسمها لاي طرف , وقامت الرياض مشكورا
باستضافة الدول المعنية للوصول الى حل يرضي الاطراف المجتمعة وحتى كتابة هذا المقال مازالت
المشاورات والمحادثات مستمرة .
المفاوضات مازالت مستمرة في الرياض ولا يبدوا في الافق اي دلائل لعزم اطرافها المباشرين او غير
المباشرين على الجدية في وقف القتال , ونأمل أن يكون هناك محاولات جدية من الاطراف المتحاربة
كافة من أجل انهاء هذا الصراع من أجل استقرار المنطقة ووقف تداعياتها على كاهل الدول الضعيفة
اقتصاديا وماليا .
لعب بوتين مؤخرا لعبة ذكية وهي الضغط على اوروبا وخاصة فرنسا من باحاتها الخلفية وأقصد
افريقيا , فرنسا تملك رابع احتياطي عالمي من الذهب وهي لا تملك مناجم , وكذلك لديها الغاز التي
وفرتها وزودت بها أوروبا ,كل هذه الامكانيات من النيجر وافريقيا , بات واضحا الان الانقلاب في
النيجر من صنيعة ودعم روسي , ومطالبة الانقلابيين المساعدة من قوات فاغنر لم يكن من فراغ , لصد
اي هجوم محتمل من قوات ايكواس او من القواعد الفرنسية العسكرية المنتشرة بجوار النيجر .
ودخلت الصين وكوريا الشمالية على الخط فحركت بعض من اسطولهما قرب الاسكا لالهاء واشنطن ,
وابدت واشنطن قلقها من تواجد جزء من الاسطولين الصيني والكوري الشمالي , مما دفعت أوروبا
وواشنطن الى خيار المفاوضات والضغط على اوكرانيا الى الذهاب الى حل دبلوماسي لوقف القتال
الدائر .
كذلك تواجد الاسطول الصيني قرب تايوان مما يهدد الامن والسلم الدوليين ويؤدي الى مخاطر جمة
والالتجاء والتلويح باستخدام اسلحة الدمار الشامل من الدول العظمى مما يسبب بانهاء الكون الذ ي
نعيش به .
على الدول العظمى ان تحكم عقلها وتدفع بالاطراف المباشرة او الغير المباشرة اللجوء الى الحل السلمي
والتفاوض من اجل انهاء هذا الصراع العبثي .
خليل كارده