يوم 27 يناير سنة 1983 المخابرات المصرية رفعت سماعة التليفون على المخابرات البريطانية.. وقالت لهم ان فى خطة لاغتيال الرئيس مبارك خلال زيارته للندن واللى المفروض هتتم بعد 6 أيام بس.. الرئيس مبارك كان هيزور لندن سنة 1983 علشان يقابل رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر.. لكن المخابرات المصرية اكتشفت خطة لاغتياله هناك فبلغت المخابرات البريطانية علشان ترفع من إجراءات تأمينها للرئيس.. فكان السؤال.. مين اللى عاوز يغتال الرئيس مبارك.. فكانت الإجابة منظمة أبونضال الفلسطينية.. مين أبو نضال ده وايه هى منظمته.. وايه علاقة كل ده بعملية اختطاف الرهائن المصريين فى قبرص سنة 1978 .. واللى كان نتيجتها موت 15 مقاتل من الصاعقة المصرية على أرض مطار لارنكا فى قبرص؟… هحكيلك.. منظمة أبونضال دى أسسها واحد فلسطينى اسمه صبرى البنا وشهرته أبو نضال.. وده أصلا كان جزء من منظمة التحرير الفلسطينية.. لكن انشق عنها لما حس ان المقاومة الفلسطينية بدأت تاخد مسار التفاوض مع اسرائيل.. هو كان شايف ان مفيش حاجه اسمها تفاوض.. فانشق وأسس منظمة أبونضال فى العراق.. طلع هو وكل الناس اللى بيأيدوه على العراق وأسسوا المنظمة هناك.. وبدأت المنظمة تعلن عن قايمة اغتيالات لأى حد بيأيد فكرة التفاوض.. وبدأت فعلا تنفذ عمليات اختطاف طيارات واغتيالات وغيرها.. وكان من بين الناس المرصودين فى قائمة اغتيالات منظمة أبونضال.. الرئيس المصرى مبارك.. وفعلا قبل زيارة الرئيس مبارك لبريطانيا سنة 83.. وصلت معلومات لأجهزة الأمن المصرية.. يقال انها من الموساد.. بإن فى عنصرين من منظمة أبونضال موجودين فعلا فى فندق من فنادق لندن.. فى انتظار عناصر تانيين هينضموا لهم استعدادا لاغتيال الرئيس مبارك بمجرد وصوله لبريطانيا.. المخابرات المصرية بلغت المخابرات البريطانية.. والخارجية المصرية بدأت تتواصل مع الخارجية البريطانية.. علشان يتضح ان فعلا فى عنصرين من منظمة أبو نضال موجودين فى لندن وتحديدا فى فندق اسمه كلاريدج.. مش بس كده.. ده اتضح كمان ان المخابرات البريطانية رصداهم حتى قبل ما المخابرات المصرية تبلغهم بخطة الاغتيال.. طيب هى المخابرات البريطانية عرفتهم منين علشان ترصدهم؟.. هى عرفت واحد فيهم وهو ده الخيط اللى مشيت وراه المخابرات البريطانية علشان تعرف ان فى مخطط لاغتيال الرئيس مبارك.. العنصر ده اسمه رشدى عبد الرحمن عوده.. ومعروف باسم سعد عوده.. طيب هل حصلت حاجه خلال زيارة الرئيس مبارك لبريطانيا؟.. اتعرض لهجمات مثلا.. الإجابة لأ.. والسبب بسيط وهو ان الأجهزة الأمنية كثفت إجراءات لتأمين زيارة الرئيس مبارك.. ده غير انهم كانوا مراقبين عناصر منظمة أبو نضال 24 ساعة وبالتالى مقدروش ينفذوا أى هجمات.. وتدور الأيام وتلف وأبو نضال نفسه هو اللى يتم اغتياله فى بغداد سنة 2002.. طيب ده ايه علاقته باختطاف الرهائن المصريين فى مطار لارنكا فى قبرص؟.. هقولك.. هى نفسها منظمة أبو نضال أعلنت يوم 18 فبراير سنة 1978.. انها المسؤولة عن اغتيال الأديب المصرى يوسف السباعى.. واللى كان بيشغل منصب وزير الثقافة وقتها.. واختطاف 11 رهينة من بينهم 4 مصريين على طيارة فى مطار لارنكا فى قبرص.. طيب ثانية واحدة.. قتلت يوسف السباعى فين؟.. وقتلته ليه أصلا؟.. ده راجل أديب ووزير ثقافة يعنى لا ليه علاقة باسرائيل ولا بأى عمليات عسكرية.. هقولك.. يوسف السباعى كان صديق مقرب من الرئيس السادات.. مش بس كده.. ده كان واحد من المرافقين للرئيس السادات فى زيارته للكنيست الاسرائيلى بعد حرب اكتوبر.. ودى الزيارة اللى طلعت منظمة أبو نضال وقالت انها هتغتال كل اللى شاركوا فيها.. ليه يا فندم؟.. لأنها كانت شايفة ان الزيارة دى فى حد ذاتها نوع من أنواع التطبيع.. طيب قتلته ازاى؟.. يوسف السباعى كان بيجهز نفسه علشان يسافر قبرص ويشارك فى مؤتمر منظمة التضامن الأفرو اسيوى هناك.. وتحديدا فى العاصمة القبرصية نيقوسيا.. ليه بيشارك فى المؤتمر؟.. لأن هو نفسه أمين عام المنظمة.. لكن وهو بيستعد للسفر علشان يشارك فى المؤتمر.. حذرته أجهزة الأمن المصرية من السفر لقبرص.. وقالوله صراحة انه مستهدف.. وانه على قايمة الاغتيالات.. لكن الراجل رد بكل بساطة بإن الأعمار بيد الله.. ومحدش هيعيش أكتر من اللى مكتوب له..
