الجمعة, نوفمبر 15, 2024
Homeمقالاتأسئلة ليست بريئة عن برنامج عائلتي تربح : صباح كنجي

أسئلة ليست بريئة عن برنامج عائلتي تربح : صباح كنجي

ـ اهداء الى فخري كرمياني..

برنامج (عائلتي تربح) الذي يقدمه الفنان جواد الشكرجي من قناة ام بي سي العراقية.. دخل سنته الرابعة.. يمكن تصنيفه في خانة البرامج المسلية المعتمدة على الشطارة لكونه يستند على المنافسة والاجوبة السريعة على الأسئلة المطروحة على الفريقين..

ولو تجاوزنا محتواه وتقييمه وما يرافقه احياناً من هرج ومرج كبرنامج.. وهي ذات الأمور التي يمكن طرحها بخصوص مقدمه وتقييم أدائه كمقدم برنامج بعيدا عن مشاركاته الفنية وحجم مشاركته في المسرح والدراما منْ ما يقارب 5 عقود مضت لعب فيها ادواراً مختلفة ومثل شخصيات عديدة أبدع في بعضها وكان متواضعاً في اداءه في غيرها..

نقول إذا تجاوزنا كل هذا.. مع تجاوزنا للذين يقفون خلف القناة.. قناة ام بي سي العراقية.. والهدف من انشائها.. وطبيعة البرامج التي تقدمها.. وهي طبعا موجهة للعراقيين أولا وقبل كل شيء.. سيكون من حقنا ان نتساءل.. ومن المنطقي ان تكون اسئلتنا غير البريئة موجهة لذات الجهات:

ـ القناة أولا

ـ البرنامج الذي نحن بصدده ثانيا

ـ من ثم مقدم البرنامج.. وما له وما عليه في هذا الإطار..

 بداية أقول:

لست من المتابعين للبرنامج من اجل التسلية.. وليس لي الكثير من الوقت لأقضيه امام هكذا برامج غير مجدية.. لكن ما يدفعني بالدرجة الأولى لمتابعته.. الفرصة التي يوفرها ليس للمتسابقين الحالمين بربح الجائزة فقط.. بل ما يوفره لنا كمشاهدين للاطلاع على طبيعة الأسئلة والاجوبة.. وما له علاقة بطريقة التفكير عند الأجيال الجديدة من العراقيين.. وغيرها من المعلومات.. التي يمكن استنباطها من مشاهدة هذه الحلقات.. وحتماً ان الذي يتابع هذه التفاصيل.. وما تحمله الحلقات من أجوبة صادمة احياناً تعكس جانباً من محنة العراقيين المعرفية في هذه المرحلة.. وإلا ّ كيف يمكن ان نتقبل ان مهندساً حصل على الماستر يكون جوابه على سؤال ينص..

 ـ أذكر اسم حيواناً بلا اسنان؟ 

حينما يأتيك جوابه السريع قوياً كالواثق من نفسه وهو يقول:

ـ الأسد

 ناهيك عن بقية الأسئلة المعتمدة على اللف والدوران.. وما سبق ان أجاب عليها مائة رجل وامرأة عراقية ممن اعتمدهم البرنامج في اجاباتهم.. حيث يكون الجواب الصحيح أحياناً مصنفاً في خانة الخطأ لكونه لم يرد في أجوبة المائة المعتمدين في تلك الحلقة..

 لتستخلص في النتيجة ما لا يمكن وصفه في خانة برنامج التسلية..  بحكم ما يرافقه من حالات ضحك على الذقون.. واعتماد السطحية وعدم خروجه من نطاق دائرة الطبخ والنفخ والملابس والزركشة والكلمات والتسميات المحلية في اللهجة العراقية..

 وانه.. أي البرنامج.. ليس فيه اي جانب معرفي او ثقافي.. بالرغم من دخوله السنة الرابعة من العمر..  والاسئلة التي اوجهها للقراء ممن يتابعون هذا البرنامج..

ـ هل وجدتم يوما انه طرح اسئلة ثقافية او معرفية لها علاقة بالعراق؟

ـ هل سمعتم مثلا.. عدد او عددي اسماء خمسة او سبعة شعراء من العراق؟

ـ هل سمعتم يوما انه تساءل عن كتاب الرواية في العراق؟

ـ هل سمعتم يوماً انه سأل عن تعداد واستذكار 5 او 8 مدن ومواقع اكتشفت فيها آثار عراقية؟

ـ هل سمعتم يوماً سؤال عن اسباب العنف في العراق؟؟

ولا اريد ان اتطرق الى أسئلة أخرى تتعلق بما يواجه العراقيين من صعوبات ومحن تتطلب البحث عن حلول واجوبة من قبيل..

ـ ماهي أسباب تفشي الفقر والامراض والفساد في مجتمعنا؟

ـ كيف نحل ازمة السكن ونطور التعليم؟

ـ كيف؟ كيف؟ ثمة أسئلة لا حدود لها.. لا تدخل في خانة رفع المستوى الثقافي للمتسابقين.. لأنهم كما قال (فخري كرمياني في موقعه على الفيسبوك) عن البرنامج واختصر الكثير مما يمكن القول عنه.. (برنامج عائلتي تربح.. الذي يديره الفنان جواد الشكرجي.. ثق بالله إذا شارك عالم ذره امام راعي غنم.. راعي الغنم سيتفوق على العالم)..

واضيف قبل ان اختم ثمة استصغار لمن يضطر للانسحاب من البرنامج ويجري ابعاده من ساحة المنافسة محملا بإهانة ومنية بالتأكيد الممل..

ـ إن فريق البرنامج يقدم لكم هدية متواضعة مبلغ 500 ألف دينار وهي بحدود 300 دولار للفريق الخاسر.. وتقال بصيغة مهينة للمتسابقين في كل مرة.. ويمكن ان تكون عبارة هدية تقديرية بدلاً من متواضعة الأكثر تخديشاً للحياء..

وأيضا لا نستطيع ان نتغافل ما يرافق لحظة الفوز للفريق الذي سيستلم الجائزة وهي مبلغ 10 مليون دينار عراقي.. وهي اقل من 8 لآلاف دولار تقريباً.. حينما تترافق مع نداء الفضيحة..

ـ طوني.. توتي.. وينك توني؟ كأن طوني المسكين من عالم آخر.. ليس له مهمة.. الاّ ان يحمل شنطة المبلغ المودع فيها.. وما عليه الا ان يتقبل هذا النداء المذل.. والإسراع في تسليم الجائزة لمقدم البرنامج وهو صاغراً.. ليقدمها بدوره لمن يستلمها.. وتسدل الستارة على الحلقة.. على أمل ان نلتقي في اليوم التالي المزيد من المتسابقين..

عفواً المزيد.. ممن لا تبتعد اهتماماتهم عن دائرة بطونهم.. وليس لمعارفهم علاقة بمحتوى عقولهم بحكم تدني مستوى البرنامج.. وتشبثه بتلك الأسئلة السطحية البائسة.. كأننا في أجواء الصحراء والبعران.. ولسنا من اتباع هذا الزمان.. الأسئلة فيها لف ودوران.. الذل يرافق الخسران.. الفريق الفائز ينتظر كالسكران حبات الرمان.. وينك يا صاحب الزمان.. أنقذنا انتشر العبث في كل مكان..

 

ـــــــــــــــــ 

صباح كنجي

24/8/2023  

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular