الثلاثاء, سبتمبر 24, 2024
Homeالاخبار والاحداثالمفكر والباحث القدير خزعل الماجدي في محاضرة حول المكوّنات الرئيسية والثانوية الديانة...

المفكر والباحث القدير خزعل الماجدي في محاضرة حول المكوّنات الرئيسية والثانوية الديانة الإيزدية

بدعوة من البيت الإيزيدي في مدينة اولدنبورگ القى الاكاديمي والباحث الكبير  خزعل الماجدي محاضرة قيمة في علم مقارنة الأديان بعنوان ( مكوّنات الديانة الايزدية من وجهة نظر علم الأديان) في يوم السبت المصادف 26 من شهر آب 2023 .
في بداية الجلسة ، وفي كلمة مقتضبة لهُ ، رحبَ السيد صالح عبدو بالاستاذ المحاضر والسادة المشاركين  (النخبة المثقفة من الايزيديين ) في الجلسة وعبر عن سرورهِ لحضورهم الندوة ، ثم شكرَ السيد المحاضر  لقبولهِ دعوة لتقديم محاضرة في المنتدى الايزيدي في مدينة أولدنبورگ الألمانية.
ومن جانبه ِ عبر الدكتور خزعل الماجدي عن شكره لحفاوة الاستقبال والتقدير من قبل أعضاء الهيئة الإدارية للبيت الايزيدي والسادة الكتاب والاساتذة المشاركين في المحاضرة ، ثم تطرق باسهاب  حول موضوع محاضرته .
تكوّنت المحاضرة من ثلاثة أقسام ، كان القسم الأول منها بعنوان علم الأديان وتصنيف الديانة الإيزيدية ، وأشار المحاضر فيها الى الأمور الآتية :
1.طبيعة البحوث والكتب التي صدرت عن الإيزيديين تسودها الفوضى والأوهام العارمة في ماكتُب عن تاريخ الإيزيديين وديانتهم.
2.مخاطر التعصب الديني والقومي والآديولوجي على البحث العلمي .
3.كارثة الإعتماد على المقاربات والتأويلات اللغوية في أسماء الآلهة والملائكة والأماكن وبناء نظريات وأفكار فوقها والأصول والشعوب .
4. الفقر الحاد للدراسات الأكاديمية الرصينة والمعمقة وبحث دائب عن أدبهم وكتبهم ومخطوطاتهم.. وآثارهم الحفرية التي تكاد تكون معدومة في مناطقهم.
وأوضح أن محاضرته لن تتحدث عن تاريخ وأصول الإيزيديين ، فهذا موضوع طويل ويحتاج لمحاضرة كاملة . والمفروض أنه يجب الاعتماد على علم الآثار( آركيولوجي) ، ولكن هذا العلم غائب كلياً فيما يخصهم . لكنه اعتمد على منهج علم الأديان الأنثروبولوجي لوجود وصف جيد لحياة وديانة الايزيديين من قبل الرحالة قديما ومن قبل بعض من وصفهم في التاريخ الحديث والمعاصر.

القسم الثاني من المحاضرة كان حول المكونات الرئيسية للدين الإيزيدي من خلال علم الأديان وهي : المعتقدات ، الأساطير، الطقوس ، الآخرويات .
ناقش المحاضر هذه المكونات بعلمية  ودقة وتوصل الى نتائج مهمة في هذه الحقول ورأى ان الديانة الإيزيدية تعبد الله الواحد (يزدان ) وتحترم رئيس الملائكة (طاووس ملك ) الذي خلقه يزدان وأمره بجعل الأرض مكاناً للكائنات الحية والإنسان وادارة شؤونها ، فهو روح ملائكية ترعاها من الأعلى ، اما الروح الأرضية فرأى انها تتمثل بالمعلم والمرشد الروحي الذي يلقب ب ( آدي) والذي تحل شخصيته في مجموعة من المعلمين الكبار على مدى تاريخ الإيزيدية يعلمهم عبادة الله  وطقوسه . وأطلق على هذا الثالوث ب (الأقنوم الإيزيدي) .

القسم الثالث من المحاضرة تحدث عن المكونات الثانوية للديانة الإيزيدية : الأخلاق والشرائع ، السير المقدسة ، الجماعة والطوائف ، الباطنيات والأسرار.
وفي نهاية المحاضرة وضع المحاضر خلاصات مهمة لمحاضرته وهي :
1.الايزيدية ظهرت بتسميات عديدة منها ( الداسنية ، الأزداهية ، . إيزيدي ، روش ناي . شمساني . يزيدية ، عدوية ).
2.الإيزيدية ديانة وشعباً تبقى وتستمر في ظل المعرفة العلمية الصحيحة لها ، أما تركها للصحفيين والهواة يعبثون بها ويتحدثون عنها على هواهم فهذا سيجعلها ضعيفة .
3.ستصمد الديانة الإيزيدية في ظل تنوع ثقافات العالم الحديث .
4.لابد للإيزيدية الانتقال من الشفاهية الى المرحلة المكتوبة والبحثية والرصينة والكشف عن كل مراجعها والاستعانة بجامعات العالم الكبرى في دراستها .
5.الحفريات والأثار أمر لايمكن تأجيله أكثر من هذا الزمن وعلى الآثاريين الكبار في العالم العمل فيه .

بعد المحاضرة كان هناك حوار معمّق مع المحاضر أداره صالح عبدو وحسو هورمي ، وشاركت فيه نخبة مثقفة من الإيزيدين الذين حضروا الأمسية ، والذين كتبوا الكتب والدراسات والمقالات ، وقد أضاف جوّ الحوار بين المتحاورين والمحاضر عمقاً جديداً لهذه الأمسية النوعية ، حيث أبحر الجميع أبحر في العلوم والتصورات والأفكار الناضجة والواعية  وحصلنا على ثراءٍ ووجهات نظر جديدة . وكان الدكتور خزعل الماجدي قد أشار الى أن محاضرته هذه هي بذرة أولية لكتاب مفصّل قادم عن الديانة الإيزيدية ، والذي سيظهر بعد سنوات حين ينتهي منه .

صالح عبدو الركاڤايي – اللجنة الثقافية في المنتدى الايزيدي في مدينة اولدنبورك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular

التخطي إلى شريط الأدوات