من خلال تتبعي للتطور المدهش الذي يشهده مجال الذكاء الإصطناعي في الزمن الحاضر، يسرني أن أشارك معكم ببعض من هذه المعلومات التوضيحية.
من نسيج الشبكة العنكبوتية العملاقة (الانترنت) إنبثق الذكاء الإصطناعي، وهو طموح ذو آفاق لا حدود لها في عصرنا الحديث. يعود الفضل لهذا الصعود بمجده إلى براعة تقنيات “التعلم العميق” مع السيل المتواصل من البيانات. فالهيمنة على البيانات والتكنولوجيا هي الأداة السحرية لثورة الذكاء الإصطناعي، مما يمنح مالكها القوة والسلطة. وهكذا، فإن أمثال “كوكل”، و”مايكروسوفت” تضخ المليارات من الدولارات لتعزيز نمو هذه التكنولوجيا الذكية المعقدة، وتبشر بقدوم نهضة صناعية، مما يشير إلى وقوفنا الان على أعتاب ثورة صناعية جديدة.
الة الذكاء الاصطناعي يمكن تصوّره كطفل صغير، معجزة وليدة، تتمتع بقدرة خارقة على التعلم والتطور. ومن خلال تدريبها وتعليمها بتوفير البيانات والبراعة التكنولوجية، فإنها تنمو وترتفع ذكائها، وتتسلق افاقا تتجاوز حدود البشرية، كل ذلك بفضل قدرتها الفريدة على استيعاب المعرفة وتحسين أدائها.
ChatGPT
مثلا، هو واحد من مجموعة روائع الذكاء الاصطناعي حيث أعادت تشكيل مشهد الإمكانات البشرية، فعند سؤاله حول أي موضوع، فإنه يبدأ بمعالجة البيانات، وتحليل الخوارزميات داخل نسيج النص الذي يربطه بخلاياه العصبية الرقمية الشبيهة بالخلايا العصبية للدماغ. ثم يستحضر إجابة دقيقة، نابعة من ثراء تدريبه العميق.
أخذ هذا التطبيق صعودا مخيفا فتم حجب الإصدارات المتطورة المرعبة عن البشر منذ سبتمبر 2021، وذلك لدراسة وتحليل المدى الذي يمكن للذكاء الإصطناعي الوصول اليه، كما ولإتاحة المجال لسن قوانين وقواعد إستخداماته.
وسط هذا الصمت المريب، يثار التساؤل: هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي في النهاية على البشر؟ بالنسبة لي شخصياً، ما يلفت انتباهي هو ضرورة متابعة تطورات الذكاء الإصطناعي عن كثب، ودمجه في حياتنا الحديثة من أجل تحقيق أداءٍ أكثر ذكاء وفاعلية وتفوقا، إذ يمكن للذكاء الإصطناعي في نهاية المطاف أن يمثل عقلا إضافيا لنا جميعا.
