الفکرة الاساسية التي تأسس عليها النظام القائم في إيران تستند على نظرية دينية تم صياغتها في إطار مشروع سياسي ـ فكري يعتمد على رکيزتين أساسيتين أولهما قمع الشعب الايراني بيد من حديد وضمان عدم قيام أي تغيير في البناء الفكري ـ السياسي للنظام وثانيهما؛ التدخلات الخارجية وبسط النفوذ بصورة تمهد للبقاء والاستمرار بحيث تعتبر هذه المناطق بمثابة أجزاء تابعة ومندمجة بالمشروع الخاص بالنظام، ومن هنا فإن هذا المشروع يختلف كثيرا عن المشاريع الاستعمارية التي لم تكن تمهد للبقاء الدائم وانما لآجال محدودة مرتبطة بمصالح محددة.
هل يمكن أن ينتهي النفوذ الايراني في لبنان مثلا؟ وهل يمكن لحزب الله اللبناني أن يفك إرتباطه الفكري ـ السياسي بالنظام القائم في إيران؟ الغريب أن لا إيران ولا حزب الله بقادرين عن التخلي عن بعضهما البعض تلقائيا لأن ذلك يعني فيما يعني تشكيل خطورة غير عادية عليهما، کما إن نفس الشئ ينسحب على النظام الايراني وعلى أذرعه من الميليشيات والاحزاب التابعة له أيضا في البلدان الاخرى، ولذلك فإن بيت الداء ومربط الفرس في طهران وتحديدا في النظام الايراني نفسه، والملاحظة المهمة هنا هي إن هدا النظام يجد في المعارضة النشيطة والفعالة ضده والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق أکبر عقبة بوجهه لإستمرار قمعه للشعب من جهة وبسط نفوذه على بلدان المنطقة من جهة أخرى، ولذلك فإنه يريد أن يحد من دور هذه المنظمة ويٶثر على نشاطاتها ضده، وبطبيعة الحال فإنه على الدوام عجز عن تحقيق هذا الهدف ولکن مع ذلك من المهم جدا أن لايتم السماح له بذلك ومماشاته في تحقيق هذا الهدف سواءا على صعيد المنطقة أم العالم لأن ذلك هو ليس في صالح السلام والامن والاستقرار في المنطقة إذ کلما کانت الاجواء سانحة وملائمة لهذا النظام إزداد شره وعدوانيته.