الخميس, سبتمبر 19, 2024
Homeمقالاتتحجيم مجاهدي خلق أم التفر‌غ لقمع الشعب الايراني وبسط النفوذ : منى...

تحجيم مجاهدي خلق أم التفر‌غ لقمع الشعب الايراني وبسط النفوذ : منى سالم الجبوري

في ضوء سعي النظام الايراني بعد الإنتفاضة الاخيرة الى تحجيم وتحديد دور وتأثير المعارضة النشيطة ضده أي منظة مجاهدي خلق فإنه وفي ضوئه يطرح سٶال نفسه، مفاده: هل إن التغيير السياسي في إيران والذي شدد الشعب الايراني على المطالبة به خلال ثلاثة إنتفاضات غير عادية بوجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لفتت أنظار العالم، هو شأن مرتبط بإيران لوحدها وليست له علاقة بالمنطقة؟ فإن سٶال آخر يتبادر للذهن هو: هل إن تأييد ودعم نضال الشعب الايراني والمعارضة الايرانية النشيطة من أجل الحرية وتحديدا مجاهدي خلق، هو تدخل في الشأن الايراني؟ قبل أن نجيب على السؤالين اللذين يطرحان حاليا بقوة، لا بد من التأكيد على إن قضية التغيير ليست مسألة طارئة ومستجدة إطلاقا خصوصا بعد أن وصلت الاوضاع في إيران الى أسوأ ما تكون بل وحتى صار يمکن مقارنتها مع البلدان الفقيرة، وهو أمر صار کل متابع للأوضاع في إيران يلمسه بوضوح.

الفکرة الاساسية التي تأسس عليها النظام القائم في إيران تستند على نظرية دينية تم صياغتها في إطار مشروع سياسي ـ فكري يعتمد على رکيزتين أساسيتين أولهما قمع الشعب الايراني بيد من حديد وضمان عدم قيام أي تغيير في البناء الفكري ـ السياسي للنظام وثانيهما؛ التدخلات الخارجية وبسط النفوذ بصورة تمهد للبقاء والاستمرار بحيث تعتبر هذه المناطق بمثابة أجزاء تابعة ومندمجة بالمشروع الخاص بالنظام، ومن هنا فإن هذا المشروع يختلف كثيرا عن المشاريع الاستعمارية التي لم تكن تمهد للبقاء الدائم وانما لآجال محدودة مرتبطة بمصالح محددة.

هل يمكن أن ينتهي النفوذ الايراني في لبنان مثلا؟ وهل يمكن لحزب الله اللبناني أن يفك إرتباطه الفكري ـ السياسي بالنظام القائم في إيران؟ الغريب أن لا إيران ولا حزب الله بقادرين عن التخلي عن بعضهما البعض تلقائيا لأن ذلك يعني فيما يعني تشكيل خطورة غير عادية عليهما، کما إن نفس الشئ ينسحب على النظام الايراني وعلى أذرعه من الميليشيات والاحزاب التابعة له أيضا في البلدان الاخرى، ولذلك فإن بيت الداء ومربط الفرس في طهران وتحديدا في النظام الايراني نفسه، والملاحظة المهمة هنا هي إن هدا النظام يجد في المعارضة النشيطة والفعالة ضده والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق أکبر عقبة بوجهه لإستمرار قمعه للشعب من جهة وبسط نفوذه على بلدان المنطقة من جهة أخرى، ولذلك فإنه يريد أن يحد من دور هذه المنظمة ويٶثر على نشاطاتها ضده، وبطبيعة الحال فإنه على الدوام عجز عن تحقيق هذا الهدف ولکن مع ذلك من المهم جدا أن لايتم السماح له بذلك ومماشاته في تحقيق هذا الهدف سواءا على صعيد المنطقة أم العالم لأن ذلك هو ليس في صالح السلام والامن والاستقرار في المنطقة إذ کلما کانت الاجواء سانحة وملائمة لهذا النظام إزداد شره وعدوانيته.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular