لأول مرة في تاريخ جامعة هارفارد الأمريكية العريقة، دخلت اللغة الكردية (سوراني) ضمن منهاجها للعام الدراسي الحالي. فقد افتتح صف رسمي لأربعة طلبة، وذلك بجهود حثيثة من الطالبة دلال حسن، التي بمثابرتها ودعم أسرتها الكبير نجحت العام الماضي في الحصول على منحة للالتحاق بهذه الجامعة.
ولدت دلال في مدينة شيكاغو الأمريكية، لأم كردية من السليمانية، وهي السيدة شيلان علي فتاح ابنة شيوعي استشهد في أحداث حلبجة. أما والد دلال السيد مازن حسن، فهو من منطقة جبلة في سوريا.
ودلال متعددة المواهب. فهي كاتبة رأي وصحفية مثابرة، وخطيبة بليغة، وناشطة في مجال حقوق الأقليات، ومثقفة وقارئة وتتحدث لغات عدة. وقد عرفت بنشاطها البارز ومساهماتها المتعددة في التضامن مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الكردي.
وتعتلي هذه الطالبة منصة جامعة هارفارد مرتدية الزي الكردي لتتحدث عن حقوق المرأة الكردية. بينما تلف حول رقبتها في التجمعات السياسية اليشماغ الفلسطيني، متحدثة عن الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. كما أن لها رأيا واضحا في مختلف الشؤون السياسية، ينتصر لحقوق الكادحين ويرفض العنصرية والتمييز.
نالت دلال العديد من الجوائز والتكريم لنشاطاتها لأجل البيئة وحقوق الأقليات، لهذا نجد ان مدرستها الثانوية ما زالوا يعلقون صورتها في لوحة الشرف، حيث كانت رئيسة تحرير مجلة المدرسة ورئيسة لنادي الطالبات، وطالما جلبت الجوائز لمدرستها في المسابقات الأدبية بين المدارس. كتبت العديد من المقالات الصحفية التي نشرت في العديد من الدوريات الامريكية، ومنها منصة موقع جامعة هارفارد.
وفي اتصال هاتفي مع «طريق الشعب»، تحدثت دلال عن موضوع إدخال اللغة الكردية ضمن منهاج الجامعة. وقالت أن «ارتباطي بالقضية الكردية، فكريا وعاطفيا، وزياراتي لموطن والدتي وعائلتها، جعلني أميل لتعلم اللغة الكردية قراءة وكتابة، كونها تشكل جزءا مهما من هويتي. كما عزز لدي ذلك السعي لتكون هذه اللغة ضمن المنهاج الدراسي لجامعة هارفارد. فبذلت جهودي وتابعت الامر حتى تم إقراره».
وفي نيسان الماضي، كانت دلال واحدة من عشرة طلبة ألقوا خطبا في معرض ربيع 2023 بجامعة هارفارد. وقد حملت خطبتها عنوان (استعادة الهوية الكردية ـ العربية المختلطة)