بعد السابع من أكتوبر سقط النظام الرسمي العربي كما هو متوقع في الفشل التام و العجز و الشلل عن أي مساندة او دعم او القدرة على إيقاف القتل و التهجير و الإبادة العنصرية الجماعية التي يمارسها الغزاة الأجانب الصهاينة ضد اهل فلسطين في قطاع غزة المحاصر ,حيث يستمر الغزاة الأجانب الصهاينة و من خلفهم الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في القيام في المجازر الشيطانية الإبليسية التي “لا” تعرف الرحمة و “لا” الشفقة على الأبرياء من الأطفال و النساء و الشيوخ و القاطنين النائمين في منازلهم مع استمرار القصف المتواصل بلا توقف لأكثر من أسبوعين .
ان الصهاينة يحرقون في القنابل والصواريخ الأطباء والممرضين وطواقم الاسعاف ويذبحون الصحفيين ويفجرون بالمتفجرات رجال الإطفاء وموظفين الأمم المتحدة وينشرون أشلاء الاطفال المقصوفين على ارض غزة , و لم تفلح الحالة الإعلامية العربية الساقطة في خدمة الأجانب في افضل حالاتها الا في صناعة البكائيات وباقي الاعلام العربي هو متصهين وخائن ويستمر في تثبيت الأكاذيب و السقوط الأخلاقي القذر في “الاعتراف الضمني المستمر” بأن هناك شيء اسمه “إسرائيل” و تواصلهم الخياني العفن مع قيادات و ضباط و مسئولين الكيان اليهودي العنصري الصهيوني الذين ينطلقون من خلال تلك الفضائيات و ووسائل الاعلام العربية المنحرفة , التي تؤدي خدمات إعادة اقوال و ترويج للروايات الصهيونية و إعادة الخطاب العنصري الصهيوني على لسان عربي , و هذا الامر هو “خيانة” للأسلام و للعروبة من المحيط الى الخليج , و ليست مهنية “إعلامية” بل هو “بيع الذات للشيطان الطاغوتي في شكل واضح بدون ادنى شك” , عندما يتم استقبال أعداء العرب والعروبة لكي يتم الترويج لأكاذيبهم و رواياتهم و أيضا لكي يتم خلق ذهنية في اللا وعي العربي من ان هناك “دولة اسمها إسرائيل” و هو الاعتراف “العقدة” الذي يسعى له الغزاة الأجانب المحتلين اليهود لأرضنا العربية الفلسطينية.
ان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي هو خبير في الكذب وتزوير الحقائق ومعه الحركة الصهيونية العنصرية؟ هم يقولون عن المقاومة الفلسطينية انها “داعش” !؟ ويستحمرون العالم ؟؟؟كل العالم ويستغبون ذكاء التاريخ الموثق في الصوت والصورة والفيديو الذي شاهدناه كلنا في دعم الكيان الصهيوني للتنظيمات التكفيرية التي وظفها حلف الناتو بمختلف تسمياتها وتشكيلاتها داخل سوريا وكلنا شاهدنا عناصر “داعش” يتم استقبالهم وعلاجهم داخل مستشفيات الكيان الصهيوني حيث ان هناك اليات نقل واستقبال وفواتير مالية كلها تغطي وترتب علاج الداعشيين التكفيريين داخل الكيان الصهيوني، والان نفس الكيان الصهيوني يتهم الفلسطينيين بأنهم “داعش” وهي محاولة استحمار واضحة لن يصدقها الا الاغبياء و الحمقى.
ان الصهاينة والحلف الطاغوتي مشهورين في الكذب حول ما حدث في ليبيا وما جرى في العراق وسوريا وأوكرانيا وأفغانستان وقبلها في الفيتنام وكوريا، ويأتون اليوم يريدون ان نصدق اكاذيبهم ضد المقاومة الفلسطينية؟! وهي أكاذيب وترهات فاقدة لأي دليل وأي توثيق.
ضمن تطورات الحرب الحالية هناك أيضا أسئلة صعبة “لا” يسألها أحد و”لا” يريد ان يجاوبها أي شخص، فاين هم أكثر من ستين ألف عنصر عسكري تابعين لما يتم تسميته إعلاميا في السلطة الوطنية الفلسطينية؟! اين هم وبنادقهم ورصاصاتهم من هكذا صراع وجودي مع الصهاينة؟ وهم أساسا قوى امنية وعسكر فلسطينيين؟ وعلى أي أساس هناك سلطة فلسطينية ورئيسها مستقيل من كل مناصبه منذ أكثر من عشرة سنوات وهو غير منتخب و “لا” يحمل صفة قانونية وأيضا يأخذ رواتبه من الكيان الصهيوني هو وباقي سلطته الوطنية الفاقدة للوطنية ؟! وهم يدينون مقاومة أبناء بلدهم ضد الغزاة الأجانب ؟!
لماذا هم خارج هكذا صراع وجودي وهم الذين من المفترض ان يكونوا في قلبه وضمن اجوائه؟ لأني لا اعرف ماذا أقول؟ وكيف اجاوب؟ وبماذا أرد؟ وخاصة عندما اشاهد ان أحد البلدان العربية الملاصقة لدولة فلسطين العربية المحتلة بها عدد خيالي من الأحزاب والمتكلمين في الثورية والنضال ضمن أجواء الثرثرة والخطابات المتكلسة والنظريات الهوائية والتي تنتهي ليذهب هؤلاء الثوريين المزيفين الكلاميين الى النوم ليعودوا الى نفس الأسطوانات المشروخة في اليوم التالي ؟! فيا ليت يكرمون الامة العربية والإسلامية في سكوتهم !؟ ولهؤلاء أمثال كثيرة في خارج الوطن العربي حين يتكلم البوق المأجور عبد… دولار، في العاصمة البريطانية لندن عن النضال الفلسطيني وأهمية الكفاح المسلح ولا يتكلم هو نفسه عن أبنائه اين هم وماذا يعملون؟ ومن يدفع لهم معيشتهم ولماذا هذه الثورية الكاذبة الصوتية في الأجواء الإنجليزية المرطوبة الباردة بعيدا عن دخان الخنادق؟
واضح كذلك ان هناك أجواء احتقان بركان عربي يشابه ما حدث بعد هزيمة النظام الرسمي العربي في حرب 1948 حيث تم الانقلاب على الاغلب الاعم من الأنظمة العربية المهزومة آنذاك ضمن مرحلة انتقال سيطرة امبراطورية من الحالة البريطانية الى الحالة الامريكية ومعها تم استخدام الرافعة المعرفية المرتبطة في القضية الفلسطينية لهكذا انقلابات في مواقع الحكم في النظام الرسمي العربي آنذاك الذي فقد مشروعيته المعرفية الثقافية مع هزيمة 1948 ومعها تم اسقاط وتدمير مواقع السلطة الى مواقع سلطوية جديدة.
ومعروف علميا انه الدول و الأنظمة تسقط وتزول مع فقدان رافعاتها المعرفية و أسباب وجودها الثقافي و هذه حالة متواصلة على مر تاريخ البشرية , وليس ذلك فقط فعلينا ان نلاحظ انه يوجد الان هناك “تكرار قادم” لنفس الحالة الانتقالية الإمبراطورية التي حدثت في الخمسينات و لكن حاليا ستكون من عالم قطبي امريكي واحد لواقع متعدد الأقطاب روسي صيني واخرين , ضمن لحظة “انقلاب” مفصلية جائت معها “اللحظة الزمنية الأخرى” في السابع من أكتوبر حيث نجحت في بطولية و تخطيط عندما تمكنت فيها المقاومة الفلسطينية في “سحق” و “تبخير” اسطورة الجيش الذي لا يقهر و أيضا في “تفعيل” الذهنية الصحيحة التي كان يجب ان يتم يلتزمها العرب في تعاملهم مع قضية التحرير و الاستقلال من الأجانب الغزاة الصهاينة , و هذه الذهنية التي تعيش الواقع و التخطيط المنطقي و الالتزام في مواقع القوة و التنسيق الدولي و الاستفادة من نقاط ضعف الغزاة الصهاينة…الخ من “ذهنية جديدة” عاشها و نفذتها المقاومة الفلسطينية في نجاح , و التي لم يستطيع الصهاينة الرد عليها “عسكريا” الا في ممارسة القتل على الهوية و استهداف الأبرياء في القنابل و الذخائر المتفجرة مع قصف المستشفيات و المساجد و الكنائس ومساكن المدنيين العزل.
وهنا نحن نريد ان نركز على مسألة “استهداف الكنائس” حيث ان لدينا وجهة نظر تقول:
ان استهدافها لم يكن صدفة بل هو “حقد صهيوني مبرمج” منذ أيام سيدنا المسيح بن مريم عليه السلام وأيضا مدفوع من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي.
فلنقرأ المشهد:
في ظل الاحداث المتسارعة لما بعد السابع من أكتوبر، قامت جمهورية روسيا الاتحادية في صياغة قرار لمجلس الامن لأيقاف النار في منطقة غزة وقامت شلة بلدان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في اسقاط هذا القرار في الأمم المتحدة، وبعدها انطلقت أصوات صهيونية تهاجم الجمهورية الروسية وأيضا تهددها بأنها ستدفع الثمن ؟! وجاء ذلك على لسان الصهيوني العنصري واليهودي المتعصب المدعو “امير ويتمان” وهو عضو فيما يسمى “كنيست” وهو أحد الأنظمة الإدارية الموجودة في القاعدة العسكرية المقامة على ارض دولة فلسطين المحتلة، والاوقح ان الصهاينة قالوا انهم سيحاسبون روسيا ؟! بعد ان يفرغوا من “غزة”!؟ وأيضا قال الصهاينة من انهم سيتأكدون من “فوز” أوكرانيا عليهم ؟!
من هذا كله يتضح ان هناك سوء في العلاقات بين الروس والصهاينة وتدهور في شكلها وطبيعتها، وان “الكيان الصهيوني” “لا” يعجبه ارتباط الجمهورية الروسية مع دول ك “الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران” وأيضا وجود الحلف الروسي السوري.
من الصحيح القول: ان روسيا لها علاقات تعتبر “جيدة” مع الكيان الصهيوني ولكنها ليست منجرة لهكذا علاقات ولا مندفعة بما يضرب ما هو الأهم والمهم بالنسبة للروس وهو صناعة عالم متعدد الأقطاب وأيضا وقوفها “الحيادي” بين حليفها السوري وبين علاقاتها مع الكيان الصهيوني الذي له علاقة في تواجد جالية من أصول روسية يهودية مليونية داخل الكيان الصهيوني وغير معروف إذا ما زالوا يحملون الجواز الروسي ام لا؟
علينا ان نعرف ان الروس “مدركين” ان الكيان الصهيوني يساعد الاوكرانيين، وانهم حاليا “محطة الترانزيت” للإعادة ارسال الأسلحة والذخائر من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي الى أوكرانيا، وهذا سبب إضافي لتدهور شكل وطبيعة العلاقات الروسية مع الكيان الصهيوني.
ولكن ما السبب الرئيس لهذا التدخل الصهيوني في الصراع الروسي الاوكراني؟
“لا” يوجد سبب مقنع الا ان الحركة الصهيونية تريد ضرب الجمهورية الروسية لأنها تحمل ضمن سياسة دولتها الارتباط ب “الديانة المسيحية الأرثوذكسية” كأحد مضلعات المثلث التي يمثل القاعدة الفكرية والرافعة لبقاء الدولة الروسية الاتحادية في الوجود وهي ثلاثية “الدين الأرثوذكسي، والقومية السلافية، وحب الأرض” اذن نستطيع ان نعتبر ان روسيا دولة دينية أرثوذكسية يريد الكيان الصهيوني تدمير الحالة الدينية الأرثوذكسية الروسية واضعاف “هذا” التوجه الديني داخلها , فاليهود يخافون من المسيحيين في شكل عام و خاصة الأرثوذكس و يعتبرونهم اقرب للمسلمين , و يخافون من التقدم الروسي ك أحد الأقطاب الإمبراطورية القادمة” و أيضا الكيان الصهيوني مرعوب من التعدد القطبي القادم للعالم مع تراجع الولايات المتحدة الامريكية ك “قطب امبراطوري وحيد اوحد” و خاصة كما ذكرنا للعلاقات الحسنة للروس مع الدول العربية مع الجمهورية الإسلامية و أيضا حلفها العسكري الأمني الاستخباراتي القديم مع السوريين , و هناك توجهات “روسية” لصناعة تحالف ما مع الاتراك ؟ وأيضا منظومة دول مجلس التعاون حيث يراقب الصهاينة التقارب الروسي مع المملكة العربية السعودية، وأيضا العلاقات المتطورة بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية الروسية.
لذلك في العالم المتعدد الأقطاب القادم هو امر سيء للكيان الصهيوني و مصدر خوف و اضطراب لهم , الذين يفضلون النموذج القطبي الواحد الذي تديره الولايات المتحدة الامريكية ك “سيدة على العالم” مع اليتها العسكرية الضاربة الممثلة في حلف الناتو و هي وضعية مناسبة للصهاينة ان تظل و تستمر في الوجود لأن معنى ذلك استمرار وجودهم هم أيضا على العكس تماما من عالم متعدد الأقطاب , فعند ذلك يكون “وجود الكيان الصهيوني “صعب” وفي خطر لأن “لا” يوجد تدخل صهيوني قوي في الصين و روسيا كما لديهم داخل الولايات المتحدة الامريكية , لذلك الصهاينة مرعوبين من هكذا سيناريو لتعدد الأقطاب.
يقول الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين:
“إن تلك القوى في العالم الإسلامي التي لا تزال تحلم بالوساطة وتطبيع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هي خونة للإسلام وخونة للإنسانية، إن العالم الإسلامي يحتاج إلى التوحد والتضامن، وليس إلى المسكنات التي قوضت بالفعل الوحدة الإسلامية. كونوا أقوياء وشكلوا قطبًا لعالم جديد متعدد الأقطاب. دعونا ندمر الهيمنة الغربية مرة واحدة وإلى الأبد. وضع بايدن كل شيء على عاتق النظام العالمي الجديد ونحن قبلنا التحدي، دعونا نقاوم، نحن بحاجة إلى البديل، التغيير ممكن والغرب يجب أن ينتهي“
وعلينا ان نعلم انه “اليهود” تاريخيا ساهموا في اسقاط القيصرية الروسية واسقاط الحكم الامبراطوري فيها وانهم دعموا الثورة البلشفية الماركسية الشيوعية في بداياتها حيث انضموا اليها ودعموها، حيث الاغلب الاعم من قادة الثورة البلشفية هم “يهود “في تلك الفترة، وهذا يعطينا عامل تاريخي اخر يساند ما ذكرناه من ان اليهود يخافون من “روسيا متدينة أرثوذكسية” كما هو الحال مع توجهات الجمهورية الروسية الاتحادية في رافعة دولتها الثقافية والفكرية كما شرحنا.
اذن أتصور ان على الجمهورية الروسية الاتحادية ان تتحرك في الدفاع عن أحد اضلاع وجودها المعرفي الذي تلتزمه ك “دولة” وهي الديانة المسيحية الأرثوذكسية، في ظل هكذا هجمات متواصلة تأمريه تستغل أي فرصة ومناسبة لتسديد الضربات والهجوم، وهذه هي عقلية الحلف الطاغوتي الربوي العالمي الذي “لا” يستسلم و”لا” يخرج من أي صراع لأنه يعرف بأن في التوقف هو “موت” له ك “طاغوت” وهو “لا” يعيش الكسل ولا يقول عن أي تفصيل يخصه انه ليس “قضيته” كما يقول المتصهينين العرب عن فلسطين.
حين تعرضت كنيسة القديس “بورفيريوس” التاريخية في غزة، وهي إحدى أقدم الكنائس في العالم، لأضرار بالغة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ويعود تاريخ تأسيس كنيسة القديس بورفيريوس إلى القرن الخامس، وتم تسميته على اسم أسقف غزة السابق، القديس بورفيريوس، ويقع فوق المكان الذي يُعتقد أنه توفي فيه عام 420 قبل الميلاد تعتبر الكنيسة الأصلية ثالث أقدم كنيسة في العالم.
وواضح ان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي يستهدف المسيحيين الأرثوذكس في حملات متتابعة و متواصلة و هناك “حقد” ضدها و رغبة في تدميرها , وهذا من قبل احداث السابع من أكتوبر , فلنلاحظ تصريح سابق للمطران عطا الله حنا : حيث يقول ” “نرفض التحريض الممارس من قبل أبواق إعلامية وغيرها في الغرب والتي تستهدف غبطة بطريرك روسيا ونعتبر بأن هذا التحريض هو استهداف للكنيسة الارثوذكسية كلها ، فنحن في الوقت الذي فيه نصلي ونسأل الله من اجل ان تنتهي الحرب في اوكرانيا وان تسود لغة الحوار والسلام فإننا نقول ايضا بأن بطريرك الكنيسة الروسية الارثوذكسية ليس جزءا من اي صراع سياسي وهو يقود اكبر كنيسة ارثوذكسية في العالم من الناحية العددية“.
وتابع المطران حنا: “نستهجن كيف ان هنالك استهدافا لبعض الابرشيات الروسية او التابعة للكنيسة الروسية في العالم فهذا اضطهاد واستهداف غير مسبوق ويبدو ان هؤلاء الذين يمارسون هذه الضغوط على الكنيسة الروسية ورئاستها انما يستهدفون رسالتها والقيم الانسانية والروحية التي تنادي بها“.
وأوضح المطران عطا الله :”نحن في عصر العولمة واندثار القيم والابتعاد عن الايمان والكنيسة الارثوذكسية الروسية، كما وغيرها من الكنائس الشقيقة تقف سدا منيعا امام هذا المد المادي الالحادي الذي يكرس الرذيلة ويعطي طابعا قانونيا لكل ما هو ليس اخلاقيا و ليس انساني“:
وشدد كذلك المطران حنا عطا الله بالقول : “نحن في فلسطين تربطنا أواصر الصداقة مع روسيا والتي وقفت دائما مع القضية الفلسطينية العادلة وتربطنا اواصر الصداقة مع الكنيسة الروسية التي لها حضور قوي في الاراضي المقدسة ، فالشعب الروسي المؤمن ينظر بكل خشوع وايمان للاماكن المقدسة في القدس وفي بيت لحم وفي غيرها من الاماكن“
ان ضرب وتدمير “كنسية بورفيريوس” هي رسالة ضد الجمهورية الروسية الاتحادية وأيضا ضد الديانة المسيحية الأرثوذكسية.
ان الكنسية الأرثوذكسية المصرية ممثلة في بابا الكنسية البابا تواضروس الثاني أصدرت بيان يدين الهجمات الغزاة الصهيونيين العنصريون ضد سكان فلسطين الأصليين المتواجدين في قطاع غزة المحاصر وعلى دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في العيش الآمن داخل أراضيهم.
,وهذا الموقف الأرثوذكسي هو “ثابت” لم يتغير منذ أيام المرحوم البابا شنودة والذي اعتبر الغزاة الصهاينة محتلين للأراضي المقدسة و انهم ك “كنيسة أرثوذكسية” و اتباعها لن يدخلون القدس و المقدسات المسيحية نفس كنيسة القيامة و قبر النور وهي أماكن “حج مقدسة للمسيحيين “حيث تم رفض البابا شنودة القيام في عملية الحج المسيحي الا بعد تحرير فلسطين والأراضي المقدسة من الغزاة الصهاينة الأجانب حيث قال عبارته الشهيرة : “«لن ندخل القدس إلا وأيدينا في أيدى إخواننا المسلمين»” وان : “«الحج لكنيسة القيامة الآن خيانة للمسيح».” , لذلك كما يتضح من البيان الجديد للبابا تواضروس و التاريخ القديم للبابا شنودة ان هناك “ثبات” و استمرار على نفس الموقف.
ان الكنسية الأرثوذكسية ليست فقط مليونية الاتباع وعابرة للجغرافيا الوطنية المصرية فهي أيضا من أقدم الكنائس في تاريخ البشرية ولها ترتيبات إدارية تنظيمية لما يخص اتباعها حول العالم، وأيضا هناك اخوة عقائدية بينها وبين الكنسية الأرثوذكسية الروسية.
لذلك أتصور ان هناك حرب ضدها كانت موجودة قبل السابع من أكتوبر وهي تواصلت لما بعد هذا التاريخ، والذي نراقب احداثه وتبعات ماذا سيحدث؟ ونحن نشاهد المأساة وهذه البكائيات التي “لا” يبكي اشرار العالم عليها بل يضحكون ؟! ولكن ابتسامة المجاهدين اقوى والدم أمضي من أي سيف وطوفان الأقصى ان انجر شيئا فهو ان العرب …كل العرب عرفوا ان فلسطين في طريقها للحرية والاستقلال من الأجانب الغزاة، وهذه الدماء والجرائم ضد الإنسانية التي نشاهدها في غزة هي لأن طوفان الأقصى صنع تلك الحقيقة ك “وشم في روح كل عربي”.
د.عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية