السبت, ديسمبر 21, 2024
Homeابحاثجولة َحول أَسماء الأیزیدیة : غازي نزام

جولة َحول أَسماء الأیزیدیة : غازي نزام

لاشَك أن  البَحث عَن   الديانات القَديمة ودِراستها  هي من أَصعًب ما يُعانيه الباحث  في  العلوم الأنسانية الأَنثروبولوجيةوالأيدولوجيات الأجتماعية والطقوس والمُعتقدات  لأَسباب عَديدة منها قَلة المَعلومات الدَقيقة والشَواهد الأَثرية ( الأَركولوجية)وأرتباطها أرتباطاً وثيقاً بالسحر ثُمَ الأَسطورة ، و عامل الزَمن التراتبي الذي أَخذ آلاف السنين من الوَقت حتى  وَصَلت الى يومنا هذا وَدَخلت مرحلة البحث العلمي في المَعاهد والجامعات العالمية . وضمن هذه الديانات الديانة الأيزيديةوالذي كَثُر البحث عَنها ودراسته في مختلف المراحل التاريخية  التي مَرت بها حتى يومنا هذا ، وأختلفت الدراسات حَولها بين مُشَكك وَمؤَيد لماهية هذهِ الديانة ، حيث أن عَدد غير قليل من المؤَرخين أَتفقوا تماماً على قِدَم وعراقة هذهِ الديانة وَبِأدلة وأثباتات تاريخية وتشابه طقوسها مع طقوس الديانات القديمة كالسومرية والبابلية والآشورية والهندو أوربية  وَغيرها من ديانات وادي الرافدين ( ميزوبوتاميا ) ، وهناك عَدد أَقل بكثير من هؤلاء المؤَرخين يشككون بماهية هذه الديانة  ناعتاً أياهابصفاة  غير لائقة وتُهم لاتَمُْت بواقعهم وفَلسسَفتهم بأية صِلة ، كمَن يَصفهم بفرقة أسلامية أَو بقايا لديانة زَردَشتية أَو مانوية أَو حَتى مسيحية ، الى هؤلاء وَغيرهم من المُشَككين أَعيد نَشر مَقال لِلمَرحوم الصَديق الكاتب أَحمد مَلا خَليل مشَختيالمَنشور في مَجلة لالش العَدد (٧ ) لسنة ١٩٩٦ بعنوان (جَولة حَول أَسماء الأيزيدية ) بشكل مُختَصر لكون المَقال طَويل مع الأحتفاظ الدَقيق بمحتواه لأهميتهِ وأعتبارهِ دَليلاً قاطعاً ودون أَدنى شَك على عَراقة وقِدَم هذهِ الديانة كَما أَسلفنا :

يَقول البابليون لايَأخذ الشيء وجوداً حَقيقياً لَهُ إِلا أذا أتخَذ أسماً . فَبوسع الشيء أَن يَتَخذ لَهُ وجوداً مادياً ، لكنهُ لَن يَصبح موضوع مَعرفة إلا أَن يَحمل أسماً :

وتَقول رِواية هندية ، عِندما كانت الألهة متعاونة على أقامة أَول ضَحية كانوا يَنطقون أثنائها بأَسماء الأشياء والمخلوقات فَتَخرج عندئذٍ  الى الوجود . وَتؤَكد مَلحَمة الخليقة البابلية،أنهفي البداية لم يَكن يوجَد سوى الهيولي ( مادة التَكوين  قَبل الخَلق ) ولم يَكن هناك شيء لَهُ أسم وشارَك المصرين البابليين في نَظرَيتهم . أذ أعتقدوا أن اسم أَي شيء يشاركهُ في طَبيعَتهِ الأساسية ، وَكما ورد في كتاب المَوتى ( لَم أَمت ولَم يَمت أسمي ) فللأسماء شكل من أَشكال الرَمز يحتوي بداخلهِ المرء شكلاً وَمضموناً وهو الذي يَجعل الشيء موضوع مَعرفة .

كانت أسامي الألهه لا تُلفظ من شدة الخَوف منهم وقداسة لهم لذا فأننا لانعرف الأَسماء الحقيقية للآلهه ،بَل يأَتي ذكرهم مشفوعاً دائماً بنعوت وصفات كما هي حال أسماء السومَريين والبابليين مما يَدل عَلى ضَرورة بقاء أَسمائهم خَفية . كان المصريون القُدَماء والصابئة حَتى الآن يَخفون أسمهم الحَقيقي أَو أسم أَولادهم. وكانوا يُسَمون الطفل باسم وينادونَهُ باسم آخر طول حَياتهِ .يَعتقدون أنهُ سَوف يَتَعَرض الى الأَذى أَو حَتى الموت أذا عَرفَ عَدوهُ أسمَهُ الحقيقي . وكان هذا المفهوم منتشراً في الهند مع أعتقادات وتفاسير أخرى ،أن للأَسماء أهَمية تاريخية في مَعرفة طبيعة أَفكارهم ومعتقدهم  ومناحي أَفكارهم أن الأيزيدية يَتَمَيزون عَن كثير من الشعوب بأسمائهم التي قَلَما نَجد أَسماء كأَسمائهم في غرابَتها في المعنى والمَبنى لذا رأيت أَن أَدلو بِدَلوي في هذا المضمار عَسي أَن يَستَفيد منهُا مَن يَهمَهُ هذه الأمور ..

فبأستثناء الأَسماء التي يَحملها الأيزيدية . فأن للأيزيديةأسماء يَتَمَيزون بها عَن بَقية الملل والِنحَل في أَماكن سكناهم وَمجاوريهم . نَرى أن الأيزيدية يَحملون أَسماء غَير جَميلة وَمكروهة وَأُخرى جَميلة وَلَطيفة وَفيها أَسماء بابلية الأَصل والأشتقاق  وَفيها آرامية وَحتى ( أوستية ) وأخرى كردية الأصل والمنبع فَلا غَرابة منها ،فَمن الأسماء الغَريبة نرى (( كورتان ، زبلو ؛ بسي ، ريخو ، جلو ، قورى ، مَرشو ، كيندَل ، زيعو ، هَفند ، خرمش ، كوتى ، بيبو ، لاسو ، رَفو ، قَربال ، كانو ، سينو ، سيتو ، كَلو ، خَتو ،قَرو ، جوقي ، كاجين ، كوتلا ، كَنى ، مجو ، كَندو ، كورو ، تَعلو ، كريت ، كَجَل ، كوجى،قوبو ، قرمو ، دينو ، قيجي، سفو ، كينجو ، كالو ، كجو ، خرتو ، كشتو ، قتو ، سيسو ، كَسو ، .))

وأَضيف اليها  .ميشو . كانت الوالدة الأيزيدية تَعتقد بأن مثل هذهِ الأَسماد كفيلة بأطالة عُمر الوَليد ، وأبعادهِ عَن العَين الشريرة . لذا نراها لاتُطلق الأَسامي المُستَملَحَة على طفلها ،وبعهدها حيث المَلامة في الأسم زائذاً ملامة الطفل كَفيلة بأيقاع الوليد فريسة للقوى الشريرة ، فَحين يأَتي ذَوي العيون الشَريرة وَيسأَل عَن  أسم الوَليد فَيُجاب بالأسم الكَريه أَو الغير المُستَحَب .

فَيَتَقَزز لها النَفس ويَكره الطفل لحَملهِ هذا الأسم وبذلك ينسى ( المعيان ) أَن يُرَكز في شكل الطفل وحَجمهَ وَجَمالهِ .( حيث يَصبح الأسم الكَريه هذا حائلاًً دون تَمَكن القوى الخَفية من أيذاء الطفل ) كذلك يُطلق الأيزيدية أسماء الحيوانات على أَطفالهم حيث يَتَمَثل لهم صورة حيوان أَو شَجاعَتهِ وغير ذلك أَو تَرهيباً لأَعدائهم ،وأَعتقد أن مردودها يَرجع الى ظَنهم بأَن الطفل سَوف يَكسب بَعض صفات تلك الحَيوانات من قوى خَفية حَسب الفكر القَديم . وَيمكن الأستدلال وَلو بشكل مُقارب على وجود الطَبيعة الطَوطَمية عند الأيزيدية من خلال أسماء الحَيوانات والنباتات ،وهذا نجد في النظام الأجتماعيالطَوطَمي .

فَمن الأسماء الحَيوانية والنَباتية نَجد أَسماء (( بلنك ، شيرو،گركو ، طوري ، روفي ، مشكو ، جردو ، بقو ، توتي ، خفشي ، غَزال ،)) وهناك أسماء أشجار ونباتات وزهور تَنفرد بها الأنثى  مثل (( هنار ، سيفي ، خوخي ، كوزي ، ره همى ، جنار ، زَيتون ، ريحان ، بَيبون ، نيگكز ، سوسن ، گوليزار ، گولى )) وهناك  بَعض الأناث بأَسماء مَوسمية  ، مثل بَهار ، باران ، بفرى ، پايز ، سَيران ، توزى  ،

وأسماء أَلوان مثل ( صورى ،  ز ه رى ، سيسو ، ،) وهناك أسماء صفة ، كورى ، قرى ، كجل ، قتو ، خرى ، كَجل ، قرتو ، ، ، وهناك أسماء مهنية  مثل ، كافان شفان ، جولة ، وأَضيف اليها ، به رخفان ، نيجيرفان ، ، كَما ترى أسماء ذات معاني بابلية وأَكدية وآرامية وأَوستية كما ورد في المَقال ولايُنكر أن لمثل هذهَ الأَسماء معاني وَجذور في الكردية ومن هذه الأَسماء .

٠١ بارو من أَسماء الكَهان البابليين المَسؤول عَن التَنجيم وَمن مَعانيها ( يَحجز يُحيط يَشق  طَريق )) كردية الهطول ، النزول

٠٢ خيرو ( بابلية )  زوج أَو خَطيب

٠٣خديدا ( آرامى ) بيت الرَب ( كردي ) عطا الله عَرَبي

٠٤ سيان ( آرامي ) الحَماة ( والدة الزوج )

٠٥ كتو ( بابلبية ) آلهة العَدل وأبنهُ آله الشمس وَلفظة كتو تَعني العَدل ( كردية ) مُفرد

٠٦ حَمو أَو خَمو ( بابلية ) هذا الأسم من الأسماء الشمسية حيث أن لفظ خَمو يَعني الحَرارة ودَخَلت هذه اللَفظة في تَركيب أسم المَلك البابلي حَمورابي .

٠٧ مادو أَو مودو ( بابلي ) العرف المُجَرب الخَبير ، الذَكي ، الحَكيم ( كردي ) نسبة الى الميدييين .

٠٨ كانو ( بابلي ) يؤسس ،يَضَع ، كردي ، مُنَجم  .

٠٩ ميران ، ميرانو ، ( بابلي )شبل الأسد هو ومن اله الظَلام البابلية ( كردي ) ، من مَصدر مير ، الرَجل ، وأَستَبعد كون اللَفظة من مير العَرَبية .

٠١٠ شَمو ( بابلي ) العشب ، النَبات ، ،دَخَلت هذه اللَفظة في تَركيب أَسماء بَعض الملوك البابلييين ، مثل شَمو ديتانا.

٠١١ سمو ، بأستثناء تَصغير أسماعييل ، فأن سمو يَعني الحَمام في الآشورية والبابلية ، وبدورها دَخَلت في تَركيب آسماء بَعض الملوك البابليين مثل ، سموآبم ، سموآيلونا ،. سمورامات ( آشوري )

٠١٢ شيخو بأستثناء التَشيخ ،فأن بَعض من معانيها البابلية ، عالي ،طويل ، يَنمو ، رَفيع  .

٠١٣ دينو ، ( بابلي ) القوة وفي الأوستية نراها من جذور ( دَئين ) و ( دَئينة )  والذي يَعني الوجدان ، الدين ، وَيجب أَن لايغيب عَن البال أن كلمة دين  ليست عَرَبية وأنما أَوستية ( أَفستية ) الكاتب ، كاتب المَقال  ، نزام )

٠١٤ شيرو ( بابلي ) يَتَوَسع يَتَضَخم ( كردي ) الأسد

٠١٥. دومان . لفظة أوستية يعني المنزل أَو المسكن .

٠١٦ تركان . ورد هذا الأسم في شاهنامه الفردوس بمعنى ذات الوَجه الحسن

٠١٧ مَرشو . الأَوستية يعني المَوت

٠١٨ شارى  ( آرامية ) القَمر . ( كردية ) المَدينة

٠١٩ كنو أَو كنى . ( أَكدية ) شيء من لَحم الضَحية  من جسم الحيوان  (ر كردي ) العَفن .

٠٢٠ سينو . ( آرامية ) ( أَكَدية ) إله القَمر ( كردي) الضوء والنور .

٠٢١ ماشو ( بابلي) يَنتج ، يُؤَدي

٠٢٢ أيسى . من مصدر أيسي  الكردية القديمة  الضوء النور

٠٢٣ رڤو . قَد يَكون من الأَوستية  أَي المُساعد  ( الكردي ) الهارب

٠٢٤ خَتو أَو خرتو  أوستية ، العاقل الفًهيم المُدَبر

٠٢٥ مشير ، ميشار أبن الشمس البابلي .

٠٢٦ أَسمو . بأستثناء تصغير أسم أَسمر فأن اللفظة من أَصل سنسكريتي ( أَسمَن ) وأَثمن ( كردى ) أسمان أَو السَماء .

هذا وَينحت الأيزيدية في الأسماء نَحتاً مبالغاً فيها تَحَبباً أَو تَدَللاً وَليس من باب الأحتقار ،فَمثلاً يُخَفف ميرزا الى ، ميرزو ، ورشيد  – الى رَشو و جميل  الى جَجو  الخ .

ويَجب أَن لايغيب عَن البال عَدم دخول أَو صفة الخالق في تركيب أَسمائهم ،. مثل ، عبدالله ، عبدالصمد ، عبدالباقي ( هذه الأسماء  توجد في الديانات الأبراهيمية  ، ودَخلت الى الديانة الأيزيدية بحكم التأثير التاريخي والجغرافي ليس إِلا،.ودَخلت في الآونة الأَخيرة أسماء أسلامية  أَموية وأسماء الخلفاء الأسلاميين لنفس السبب . الكاتب ، نزام ) .

وفي الختام أَرجو أَن يَكون هذا المَقال  حافزاً لذوي الأختصاص لجمع المَزيد من أسماء الأيزيديين  خاصة القديمة منها في مناطق سنجار وسورية  وتركيا .حيث أن هذه الأسماء جزء من التراث الكردي ( الأيزيدي الكاتب )

الهَوامش

٠١ بين النَهرين العَدد  ٢٤ ص ٣٦٧ السنة السادسة ١٩٧٨

٠٢ مرغتيت روف . علوم البابليين  تعريب يوسف حبي ص ٤٦

٠٣ الحياة اليومية في بلاد الآشوريين ص ٢٧٦ ١٧٧ ترجمة سليم طه التكريتي  وبرهان عبد التكريتي

٠٤ . راجي الأَسمر . المعتقدات والخرافات  اللبنانية ص ٢٥٩

غازي نَزام / أوكسبورك

٢٤ / ت١/ ٢٠٢٣

RELATED ARTICLES

2 COMMENTS

  1. شكرا على هذه المقالة القيمة، والسرد التاريخي المهم لبعض الأسماء الايزيدية القديمة، التي ترجع أصولها إلى الأسماء في الحضارات العراقية القديمة المتعاقبة، نحتاج إلى معرفة هذه المعلومات المهمة والإطلاع عليها لأن الإيزيدية تمتلك أرثا حضاريا غنيا وقديما.
    نتمى لك المزيد من التألق والإبداع

  2. كما تفضلت استاذ،داود الايزيدية تمتلك ارثاً ثقافيا كبيرا .والاسماء القديمة هي جزء من هذا التاريخ .ولكن للأسف اكثر أهلنا لم ينتبهوا إلى ذلك .وتحولت أسمائهم إلى اسماء غربية حديثة العهد لايفهم معناها ولا مضمونها. في الوقت الذي تفتخر باقي الاديان والحضارات باسمائها وآثارها وتعبرها. جزء مهم من تاريخهم ويشجعون عوائلهم واحفادهم للالتزام بها

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular