وص 144 – ( بين خلق الملاك وسقوطه تراخ ففي حزقيال 14:28 -15- تمشيت كامل انت في طرقك من يوم خلقت الى ان وجد فيك إثم .
وان الله لم يفصل بين الملائكة قبل ارتداد بعضهم واهتداء البعض الاخر كما قال اوغسطينوس في مدينة الله – ولذا لما كانوا جميعا مخلوقين في حال النعمة حصل لهم استحقاق الثواب .
قال اوديجانوس في خط1 على حزقيال – { الحية القديمة لم تسلك حالا على صدرها وبطنها لا منذ البدء ولا في الحال} معبرا عن خطيئتها فاذاً الشيطان لم يخطأ حالا بعد اول آن خلقه – باعتبار الآن الاول الذي لم تكن فيه شريرة .
وص 146 –( “وايضا ألان الذي خطئ فيه الشيطان غير ألآن الذي خلق فيه ” – ولكن هناك تعارض عن الشيطان قوله في يو 44:8 ” لم يثبت على الحق ” ومعنى ذلك انه كان على الحق ولكنه لم يستمر عليه )
وص 147 (– {رئيس الملائكة } – في ان الملاك الاعلى بين الخطاة هل كان الاعلى بين جميع الملائكة؟. لم يكن الاعلى بين جميع الملائكة ففي حزقيال – انت كروب منبسط مظلل انا اقمتك في جبل الله المقدس .
وكما قال ديونيسيوس : فان الملاك الذي كان الاعلى بين الخطاة لم يكن الاعلى بين جميع الملائكة ..
الله ابدع الطبيعة العقلية لتدرك السعادة – {{ فلو خطأ الملاك الذي كان أعلى الملائكة لتعطل [الترتيب الالهي] في اشرف المخلوقات وهذا باطل }}.
وايضا كلما كان شئ أميل الى شئ كان اقل قوة على البعد عنه ، وكلما كان الملاك اعلى كان أميل الى الله فكان اقل قوة على البعد عنه بالخطيئة ، وهكذا يظهر ان الملاك الذي خطئ لم يكن {الاعلى بين جميع الملائكة} بل كان من ألآدنييّن .
لكن يعارض ذلك قول غريغوريوس في خط 34 : – على النعاج المئة { اول ملاك خطئ كان ابهى الملائكة لترأسه على جميع الاجواق الملكية } وهنا الذي خطئوا كانوا هم الملائكة السفليون لا العُليّوون .
قال الدمشقي في كتاب الدين المستقيم :- أعظم الملائكة الذين خطئوا كان رئيس المرتبة الارضية . ويظهر هذا القول موافق للمذهب الافلاطوني الذي رواه اوغسطينوس في مدينة الله فانهم يقولون :- إن جميع الالهة كانوا اخياراً ، واما الشياطين فمنهم أخيارا ومنهم اشراراً.
ومن هذا اشار الدمشقي: ان الذين سقطوا كانوا من السفليّين ربما وجد رئيس الملائكة السفليين ايضا باعث ما الى الخطيئة ).
وص 149 – ( – الخطيئة الاولى هل علة للاخرين ؟ – لم تكن علة للاخرين لأن العلة مُتقدم على المعلول : أي السبب وجميع الملائكة قد خطئوا معاً فاذاً لم تكن خطيئة احدهم علّة لخطيئة الاخرين . وكما قال الدمشقي : خطيئة الملاك الاولى ، [ لايمكن ان تكون غير الكبرياء والكبرياء طلب الرفعة وخضوع خاضع للاذى أشد منافاة للرفعة من خضوعه للآعلى فيظهر اذن الشياطين لم “يخطئوا” بايثارهم الخضوع لأحد الملائكة ألاعليين على الخضوع لله ، وانما تكون خطيئة احد الملائكة {عِلة } لخطيئة الاخرين [ لو كان جرهم الى الخضوع له ] ، فيظهر اذن ان خطيئة الملاك الاولى لم تكون علة لخطيئة الاخرين ).
وص 151 – ( بان المتكبر عند تساوى سائر الامور لديه يؤثر الخضوع للاعلى على الخضوع للاذى أما إذا ادرك في خضوعه للاذى “رفعة ” لايدركها في خضوعه للاعلى “فيؤثر” الخضوع للاذى على الخضوع للاعلى ) هنا يجادلنا القول بقصة السجود وسقوط الملاك في الاديان التبشيرية حصراً ليؤثر ابليس مثلا للخضوع الى اذى الرب دون خضوعه للاذى رفعة لآدم.
وعلى هذا فكون الشياطين قد ارادوا ان يخضعوا للادنى ويرضوا برئاسته ليس منافيا لكبريائهم إنما ارادوا ان يجعلوه رئيسا عليهم وقائدأ لهم ليدركوا السعادة القصوى بقوتهم الطبيعية وخصوصا لانهم كانوا حينئذ خاضعين ايضا للملاك الاعلى بحسب رتبته الطبيعية . وايضا ارادة الخضوع للغير ضد اعظم جرماً من إرادة الترأس على الغير ضد الله لان الباعث فيها على الخطيئة ضعف فلوا كانت خطيئة الملاك الاول علة لخطيئة الاخرين من حيث قد جرهم الى الخضوع له لكان الملائكة ألآدنون أعظم جرما من الملاك الاعلى !!.
والذين كانوا ارفع ذاتاً ممن سواه صار أعظم شراً.
لكن يعارض ذلك في رؤ14:13: إن التنين قد جَر معه ثلث الكواكب –
ولما كانت قوة الملاك الاعلى للطبيعة أعظم من قوة الملائكة ألآدنيين كانت حركة سقوطه في الخطيئة “أقوى ” ولذا صار ايضاً أعظم “شرا”. ولابد ترتيب العدل الالهي قد شاء ان من يقبل تلقين آخر ويوافقه الذنب يخضع لسلطانه في العقاب كقوله في 2بط :- “الانسان مستعبد لمن غلبه “– ويظهر ان الملائكة الذين خطئوا “أكثر ” من الذين ثبتوا لأن {الشر موجود في الاكثر والخير في الاقل } .
وكما قال الفيلسوف في الخلقيات : ثبتوا أكثر لان الخطيئة مضادة للميل الطبيعي ومايحدث مضاداً للطبيعة فانما يُعرض في الاقل لحصول مفعول الطبيعة دائما اوفي الاكثر ، عمل ابليس مضاد للطبيعة لكنه [ مفعول الطبيعة ] .الملائكة الاخيار المساعدين لنا والملائكة الاشرار المضادين لنا ، واذا اعتمد مذهب القائلين بان [الشيطان ألاكبر] كان من الرتب السفلى الموكلين بالارضيات.
وص153 – (في عقاب الشياطين يقول : لايعرفوا حقا ، ولايعرفوا الله لخلوهم عن القلب النقي ولايعرفوا صباحية ولا مسائية.
لكن يعارض ذلك قول ديونسيوس في الاسماء الالهية ان الشياطين منحوا بعض “مواهب” لم يُعرها شئ من التغيير بل لاتزال سالمه فيهم وبهية جداً ، ومن جملة هذه المواهب الطبيعية “معرفة الحق” ولاتزال سالمه فيهم وعرفوا الحق بضربين حاصلة بالطبع وبالنعمة ).
وص 157 – ( ارادة الشياطين ليست متصلبة في الشر بحيث يتعذر رجوعها الى الخير لكون حرية الاختيار متجه الى الخير ذاتيا ومتقدما في اتجاهها الى الشر . وايضا لو كانت متصلبة في الشر لكانت متصلبة في الخطيئة .
لكن يعارض ذلك بقوله في مز 23:73:- كبرياء مبغضيك ارتفعت في كل حين – قاصدا الشياطين لتصلبهم بالشر ).
= ملاحظة له تابع ج/9
نوفمبر /2023م