الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Homeمقالاتهل تأخرت القمة العربية الإسلامية : أسامة خليفة

هل تأخرت القمة العربية الإسلامية : أسامة خليفة

                           باحث في المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»

انعقدت القمة العربية والحرب على غزة في يومها الـ«36»، والسؤال الملح: هل تأخر موعد عقد القمة العربية الإسلامية ؟. أم جاءت في وقتها المناسب؟. وحتى اليوم الـ«34» من عملية طوفان الأقصى، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى «11078» شهيداً -بينهم «4506» أطفال و«3027» امرأة و«678» مسناً- ونحو« 27 ألفا و500» مصاباً منذ بدء الحرب، هذا غير التدمير الواسع للبيوت والمنشآت والتهجير لأكثر من مليون من سكان شمال غزة.   

أستاذ في العلاقات الدولية لا يرى أن القمة العربية تأخرت، بل على العكس يعتقد أن «الدول العربية سعت خلال الفترة الماضية إلى إنشاء قاعدة دبلوماسية بالتواصل المباشر مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الصراع، وبالتالي ستحدد القمة ما يجب أن يخرج عنه اجتماع القادة العرب». توقيت عقد القمة العربية الطارئة على مستوى القادة بعد اليوم الـ«36» للعدوان يصفه بـ«المهم للغاية»، ويذكر من الأسباب ما يمكن أن يكون صحيحاً لو عُقدت القمة في وقت مبكر، لتمارس دورها في الحد من الدمار والقتل والاستباحة للدم الفلسطيني، وكانت قد وفرت الكثير من الآلام والجراح والمعاناة والضحايا، من الأسباب التي يذكرها على سبيل المثال: « هذا الاجتماع يعطي رسالة تضامن قوية للشعب الفلسطيني سواءً في قطاع غزة أو الضفة الغربية، كما يؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس بمفرده، وهناك تضامن عربي مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش ظروفًا قاسية».

تصادف خطاب السيد حسن نصر الله الثاني بمناسبة يوم الشهيد مع انعقاد القمة العربية، وقد قيل من أطراف عربية منتقدة الخطاب الأول للسيد حسن نصر الله، تأخر شهراً كاملاً عن 7 تشرين الأول/ أكتوبر يوم عملية طوفان الأقصى، مع أن حزب الله قد حدد موقفه مبكراً من العدوان وعملية طوفان الأقصى، من خلال خطاب الشيخ نعيم قاسم يوم الجمعة 13 تشرين أول/أكتوبر وقال إن حزب الله ليس محايداً في هذه المعركة، وقال «لا تهمنا بوارجكم ولا تخيفنا تصريحاتكم وسنكون لكم بالمرصاد لتبقى المقاومة، لن تتأثر بالدعوات المطالبة لها بعدم التدخل في الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اتصالات في الكواليس التي جرت معنا من قبل دول كبرى ودول عربية ومبعوثين من الأمم المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر يقولون لنا ألا نتدخل».

وقال إن «حزب الله يعرف واجباته تماما ونحن حاضرون وجاهزون بجهوزية كاملة»، وأضاف أن «حزب الله يعرف واجباته تماما ونحن حاضرون وجاهزون بجهوزية كاملة ونتابع لحظةً بلحظة ولن تؤثر الاتصالات التي جرت بالكواليس من أطراف دولية لضمان عدم تدخلنا في المعركة».

ووصف ما يحصل في غزة بأنه «إجرام وليست حرباً، هذه عدوانية إجرامية دولية مدعومة أمريكياً وأوروبياً»

وقال قاسم «السؤال المطروح والكل ينتظر ماذا سيفعل حزب الله وما هي مساهمته… نحن كحزب الله نساهم في المواجهة وسنساهم فيها ضمن خطتنا ورؤيتنا… نتابع خطوات العدو ولدينا جهوزية كاملة، ومتى يحين وقت أي عمل سنقوم به».

تأخر هذا الخطاب لنعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله ستة أيام عن معركة طوفان الأقصى، لكن أكد السيد حسن نصر الله في خطابه الثاني أن «الكلمة هي للميدان»، الكلام في الساحة اللبنانية هي للميدان، الميدان هو الذي يفعل، الميدان هو الذي يتكلم، العيون على الميدان وليس على الكلمات، وحزب الله اقتحم الميدان في اليوم الثاني لمعركة طوفان الأقصى، وبعدها يأتي الخطاب ليحدد معادلة صراع جديدة ليتبناها المستوى السياسي، الجمهور يطالب بانتصار مباشر وردود صاخبة، لكن يجب تقديم خطاب حقائق، المعادلة تتقدم إلى الأمام، وجبهة جنوب لبنان ستظل جبهة فاعلة وضاغطة على إسرائيل، وتجعل العدو غير مدرك للخطوة التالية في معركة الاسناد، ما هي الخطوات النوعية التي أدخلت إلى الميدان؟. قال السيد حسن نصر الله: إن عمليات حزب الله العسكرية شهدت ارتقاء على مستوى العمل الكمي، ونوعية السلاح، كاستخدام المسيّرات الهجومية ونوع الصواريخ، وأعيد استخدام قذائف الكاتيوشا رداً على الاعتداءات على إقليم التفاح وتم استخدام صواريخ بركان، التي يصل وزنها إلى نصف طن في العمليات، كما حصل ارتقاء كمي في عدد المواجهات ووصل عدد من وصل إلى مشافي الجليل أكثر من 350 اسرائيلياً بعضهم جراحه خطير وميئوس منها، وحصل ارتقاء في العمليات في العمق على مرابط المدفعية، أعمق من أي وقت مضى رداً على القصف الوحشي في عيناتا، والأخطر هو ما تعرضت له سيارة العائلة من استشهاد الجدة وحفيداتها، وردت علية المقاومة الإسلامية بقصف كريات شمونة بالكاتيوشا، ومنذ 8 تشرين الأول والمعارك والعمليات مستمرة، في ظل الحضور الدائم للمسيرات الإسرائيلية وهي سلاح جديد لم يكن في عدوان يوليو/تموز 2006، فإن العمليات مستمرة، وهي بمثابة عمل استشهادي. 

أما بالنسبة للقمة العربية في الرياض، فأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، ولا أدري أن كان يصح القول «كلّ تأخيرة وفيها خيرة»، والمهم الآن بدء التحرك العربي الاسلامي بالاتجاه الدولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام، وكسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية. 

ما جاء في القمة إيجابي عبّر عن وحدة الصف العربي والإسلامي، وأعطى للنضال الفلسطيني الشرعية، ونزع الشرعية عن جرائم العدو وحربه العدوانية، ورفضت القمة أي تبرير لعدوان اسرائيل بذريعة الدفاع عن النفس، ورفضت القمة ما تقوم به إسرائيل من عقاب جماعي بحق سكان غزة واعتبرته جرائم حرب.

تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة العربية الإسلامية عن الظروف التي تتعرض لها غزة والضفة الغربية، من إبادة وتدمير المنشآت والمدارس والمشافي، وتساءل إلى متى هذه الاستباحة وغياب العدالة؟. والمعايير المزدوجة؟. وشعبنا ضحية الإبادة الجماعية، معتبراً أن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين مازالت السلطة الفلسطينية تنفق المال على القطاع رافضاً سيطرة الاحتلال على الأموال الفلسطينية، وداعياً العرب لتوفير شبكة الأمان المالية التي أقرت في دورات الجامعة العربية، وتوفير الموارد لنهوض الاقتصاد الفلسطيني، وحمّل الولايات المتحدة مسؤولية غياب الحل السياسي، رافضاً الحلول العسكرية والأمنية التي تقوم بها اسرائيل، ودعا الجميع إلى تحمل المسؤولية من أجل السلام والأمن والاستقرار، لكيلا تتجدد دوامة العنف مرة ثانية، وطالب مجلس الأمن بحصول دولة فلسطين على العضوية الشاملة في الأمم المتحدة، ودعا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في وقف أطلاق النار وتوفير مستلزمات الحياة لسكان غزة، ومنع تهجيرهم المرفوض، وطالب بحماية دولية للشعب الفلسطيني، ودعا لحشد الدعم الدولي لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمكين مؤسسات فلسطين، وإعادة إعمار غزة، واعتماد خطة لبرنامج حل سياسي وفق المبادرة العربية للسلام، وحل مشكلة اللاجئين وفق القرار 194. 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular