04.02.2024
بالقوة والعزيمة والضمير الحي تجاه الايزيدية نشعر بمسؤولياتنا.
ومسافة الالف ميل تبدأ بخطوة.
حراك الطرف الشخصي ومؤسسة رۆژناس للتضامن الايزيدي/
يعود فكرة عمل وإنشاء النصب التذكاري للابادات الايزيديةفي المانيا الى سنة ٢٠١٨ وبالتحديد الى يوم ٣١/٣ من نفس العام، عندما قمنا بسفرة عائلية الى دولة فرنسا ثم لوكسمبورجوزيارة مقبرة الجنود الامريكيين في لوكسمبورج، هؤلاء الجنود الذين قتلوا في اوربا في الفترة (١٩٤٠-١٩٤٥) من الحرب العالمية الثانية.
وخلال رحلتنا الطويلة بالسيارة من لوكسمبورج لحين وصولنا الى البيت ناقشنا موضوع تلك المقبرة والابادات الايزيدية، طرحت على أفراد العائلة الذين كانوا معي بضرورة عمل نصب تذكاري للابادات الايزيدية في المانيا، لكون المانيا بلد آمن وتدعم الأقليات وتسود فيها الديمقراطية وحقوق الانسان وفيها صرح الهولوكوست اليهودي، وليس صعبا ً في المانيا عمل شيء من هذا القبيل.
استمرت النقاشات حول الموضوع على طول الطريق. حيث بتحقيق هذا الهدف يمكننا كايزيديين كسب عطف المجتمع الدولي ودول العالم بالايزيديين، بالإضافة الى تذكير العالم بالمأساةوالمعاناة والفرمانات الكثيرة التي تعرض لها الايزيديون بمرور التاريخ، وستزار هذا المعلم من قبل الناس من مختلف دول العالم وستتعرف هؤلاء على الايزيدية وتاريخها، خاصة إذا استطعناادارتها بشكل جيد ومثالي من خلال تشكيل إدارة جيدة تقوم بتنظيم عملها اليومي وعلى مدار السنة وتسهل وتشجع الزوار على زيارتها بتوفير الوثائق والكتب والمخطوطات الخاصة بالابادات الايزيدية عبر إنشاء مكتبة وارشيف ومتحف وتقديم برامج خاصة تدعم أهداف المشروع.
في النهاية قررنا البدء بدراسة الخطوات والاليات اللازمة للمشروع والبدء به من أجل الوصول الى الهدف المنشود خاصة ونحن نملك الطاقات والخبرات اللازمة للخوض في إنشاء هذاالصرح الحضاري.
بدون شك، إنشاء مثل هذه المشاريع من نقطة الصفر ليس سهلا ً. حيث يتطلب تحقيقها توفير وإيجاد عدة نقاط وأربعة منها مهمة جدا ً وهي:
١.الخرائط والمخططات اللازمة للمشروع.
٢. الإدارة والتنظيم، من مرحلة الموافقات الرسمية واستحصال الاجازة الرسمية لحين مراحل التمويل والتنفيذ ثم إدارة المشروع ومتابعته المستمرة وصيانته بعد التنفيذ.
٣. الموافقات الرسمية والاجازة.
٤. تمويل المشروع ماديا ً (شراء وتخصيص قطعة أرض ثم البناء).
في ٧/٢/٢٠١٩ كان أبني ئيزديخان قد حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية في كولن وكان لديه الرغبة في دراسة الماجستير في نفس الاختصاص، وفعلا ً بدء بها بعد عدة أشهر.
اقترحت عليه أن يكون مشروع بحثه للماجستير نصب تذكاري للابادات الايزيدية باسم(فرمان) أذا وافق مشرفه على ذلك. بعد طرح الموضوع على بروفيسوره المشرف، أبدى الموافقة على مشروع البحث بدون تردد لكون الفكرة والمشروع مرتبط بمعاناة وحياة شعب ومجتمع، وابدى أيضا ً دعمه للمشروع من كافة النواحي، حيث كان توجيهات مشرفه غاية في الاهمية وكان أول مشروع من هذا النوع بالنسبة للمشرف.
من اجل جمع المعلومات وإغناء فقرات بحثه زرنا مع ئيزديخان والعائلة العاصمة برلين في ١٥/٨/٢٠١٩ وشاهدنا فيها صرح ورمز الهولوكوست وتجولنا في أروقتها واقسامها، حقا ً كان شيئا ً عظيما ً وفيها الكثير من الحقائق التاريخية للمغدورين اليهودفي الفترة النازية. وفي يوم ٢٧/٦/٢٠٢٠ قمنا بزيارة الى المعبد الهندوسي في مدينة هام للاستفادة من تجربتهم. بعدها زارئيزديخان دولة أرمينيا واستفاد كثيرا ً من أفكارهم حول النصب التذكاري لجينوسايد الأرمن. ثم زار دولة اليونان لمشاهدة معالم الحضارة الاغريقية وسبل الاستفادة منها.
وفي نهاية مشواره الدراسي حصل ئيزديخان على شهادة ماجستير في الهندسة المعمارية في المانيا في ١٤/٧/٢٠٢٢ضمن بحثه ومشروعه الموسوم: فرمان – الرمز والنصب التذكاري للابادات الايزيدية. حيث حصل الطالب على تقدير(امتياز) بدرجة (1.0)، ويعتبر من الطلاب القلائل الذين حصلوا على هذه الدرجة منذ تأريخ تاسيس الجامعة.
حيث أوصى الأساتذة والمشرفين على مشروع البحث بضرورة بناء هذا الصرح العظيم بأقرب وقت ممكن على أرض الواقع، وأبدوا استعدادهم للدعم والمساندة والإشراف إلى اخر فقرة من فقرات المشروع. بهذا نكون قد حققنا النقطة الاولى من العوامل المطلوبة للمشروع.
ومن جهة أخرى قمنا مع مجموعة من الأصدقاء والأكاديميين والنشطاء الايزيديين لتأسيس مركز ثقافي، وبعد جهود كثيرة استطعنا تأسيس مؤسسة رۆژناس للتضامن الايزيديوالاعلان عنها في ٣١/١٢/٢٠٢١. حيث كان أحد اهداف تأسيس المؤسسة هي دعم مشروع النصب التذكاري للابادات الايزيدية والقيام بالخطوات اللازمة من أجل استحصال الموافقات الرسمية وتنظيم عملها وتم نشر تفاصيل اهداف المؤسسة ضمن لائحة الإعلان عن المؤسسة.
بتأسيس المؤسسة نكون قد حققنا النقطة الثانية من العوامل المطلوبة للمشروع.
بعد لقاء مثمر لمسؤول علاقات مؤسسة رۆژناس في ١٣/٦/٢٠٢٢ مع عمدة مدينة دورماكن التابع الى مدينة نويس/ نورد راين فيسفالن بخصوص متطلبات الايزيديين، أبدى السيد (ئيريك ليرنفيلد) عمدة مدينة دورماكن موافقته على دعمالايزيديين ومساندة مشروع إنشاء النصب التذكاري وتخصيص قطعة أرض على نهر الراين شرق مدينة دورماكن جنوب غرب مدينة دوسلدورف بعد تهيئة وتكملة عائدية قطعة الأرض الى مدينة دورماكن. ومن أجل هذا الغرض قدمت مؤسسة رۆژناس للتضامن الايزيدي في ٢٧/٧/٢٠٢٢ كافة المخططات اللازمة للمشروع والمعمولة من قبل المهندس المعماري ئيزديخان مدير مكتب يزدين المعماري والهندسي عبر الايميل الى عمدة دورماكن.
علما ً إننا شخصيا ً وكمؤسسة رۆژناس حاولنا مع جهات وشخصيات عديدة من أجل مساعدتنا للقيام بانشاء مشروعالنصب التذكاري لجينوسايد الايزيديين.
بعد جهود الخيرين من الايزيديين اعترفت دولة ألمانيا في ١٩/١/٢٠٢٣ بالابادة الجماعية الايزيدية التي وقعت في ٣/٨/٢٠١٤ على يد تنظيم الدولة الإسلامية(داعش). وكان من بين احدى نقاط الاعتراف عمل تذكار لضحايا الجينوسايد. بهذا تم تحقيق النقطة الثالثة من العوامل المطلوبة للمشروع.
في ٢٧/١/٢٠٢٣ أتصل بي الأخ (ماهر تحسين بابا شيخ) وطلبمنا المساعدة كمهندسين لدعم مشروع إنشاء معبد للايزيدية في المانيا، حيث قال لي بانه قد وجد الشخص المناسب للحصول على موافقات إنشاء مشروع المعبد، فقلت له إنشاء معبد في المانيا شيء مهمم ولكن وبعد اعتراف برلمان دولة ألمانيا بالإبادة الجماعية الايزيدية، أعتقد من الاحسن تغير المشروع الى مشروع أخر، فقال ما هو، قلت له نحن كمؤسسة رۆژناس وبالتنسيق مع المهندس المعماري ئيزديخان مدير مكتب يزدين المعماري والهندسي قدمنا مشروع النصب التذكاري للابادات الايزيديةالى جهات عدة، واذا تريد نقدم هذا المشروع مع بعض اذا عجبك المشروع وترى بانك تستطيع جلب واستحصال الموافقات الرسمية لها، فوافق على الفور على مقترحي بعد ان قلت له بحقيقة الفكرة والمشروع.
وفي يوم ٢٩/١/٢٠٢٣ سافر المهندس ئيزديخان الى مدينة سلي والتقى بالسيد ماهر بابا شيخ وشرح له كافة فقرات ومخططات المشروع من اجل التقديم. بعدها قدم السيد ماهر بابا شيخ مقترح المشروع الى برلمان المانيا، ووافق البرلمان مشكورا ً عليهوخصصوا مبلغ ٣ ملايين يورو للمشروع. وهنا تم تحقيق النقطة الرابعة والاخيرة من العوامل المطلوبة للمشروع.
في النهاية نهدي جهدنا كمهندسين وعملنا كمؤسسة بخصوص مشروع النصب التذكاري للابادات الايزيدية الى ضحايا واجيال ال٧٤ فرمانا ً، على أمل اتفاق الايزيديين على صيغة مناسبة لتنفيذ المشروع بما يليق ضحايا الابادات الجماعية الايزيدية.
كلنا أمل أن نرى هذا النصب التذكاري المهم الذي يعبر عن تاريخ ومأساة الايزيدين على أرض الواقع وفي أقرب وقت ممكنبالاستفادة من مشروعنا حول النصب التذكاري.
وعلى ضوء موافقة برلمان ألمانيا على المشروع، وبناءً على دعوة للجمعيات الثقافية والاجتماعية الايزيدية، سيكون هناك اجتماع في يوم ١١/٢/٢٠٢٤ في مدينة بيليفيلد الألمانية للتباحث حول آليات تنفيذ المشروع.
نتمنى حضور أكبر عدد من ممثلي الجمعيات الثقافية الايزيدية لجمع أكبر عدد من الآراء الايجابية بخصوص بناء هذا الصرح الحضاري المهم للايزيدية.
الخالق يوفقنا جميعا ً لمصلحة الايزيدية
مسؤول علاقات مؤسسة رۆژناس للتضامن الايزيدي