مع إندلاع الحرب المدمرة في غزة والتي لفت حجم مأساتها المروعة والکارثة الانسانية الحاخلة بسببها
الى جانب الخطورة الکبيرة على السلام والامن الاقليمي والعالمي في حال توسعها، فإنه ومع تزايد غير
عادي في الاصوات الدولية التي تشير الى تورط النظام الايراني فيها بصورة وأخرى وسعيه المشبوه
من أجل دفعها بإتجاه يخدم مصالحه، فإنه هناك أيضا وللأسف البالغ البعض ممن لايزالون يصدقون
بترهات المزاعم الکاذبة والمخادعة لهذا النظام بعدم تورطه في هذه الحرب والحروب الاخرى!
المثير للسخرية والتهکم البالغين، إن هذا البعض الذي لازال يصدق المزاعم والادعاءات الکاذبة
والمخادعة لهذا النظام بعدم تورطه في الحرب الجارية في غزة، فإنه يعلم جيدا بأن هذا النظام ومنذ اليوم
الاول لتأسيسه قد بني على أساس من ثلاثة رکائز رئيسية هي على التوالي:
1 ـ قمع الشعب الايراني ومصادرة حرياته والتعامل معه وفق سياسة الحديد والنار.
2 ـ تصدير التطرف والارهاب والتدخل في بلدان المنطقة وإثارة الحروب والفتن الطائفية والاختلافات
السياسية الحادة فيها.
3 ـ السعي من أجل إنتاج أسلحة الدمار الشامل وفرض النظام من خلال ذلك کأمر واقع على بلدان
المنطقة والعالم.
بقي النظام مخلصا لهذه الرکائز الثلاثة وملتزما بها ولازال لحد الان ولم يحيد عنها ولو ملمترا واحدا،
وإن مراجعة تأريخه الحافل بهذا الصدد ولاسيما ماقد إرتکبه في العراق وسوريا ولبنان واليمن وکذلك
في فلسطين، يٶکد بأن هذا النظام قد تمکن من فرض نفوذه وهيمنته على هذه البلدان من خلال إثارة
الحروب والانقسامات وزرع الفتن الطائفية والسياسية فيها، وإن سر قوته وإستمرار دوره المريب هذا
يکمن في مواصلة نهجه الخبيث هذا وعدم التصدي له کما يجب.
النظام وفي الوقت الذي يواصل فيه تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة ويستمر في إثارة الحروب والفتن
فيها فإنه ومن أجل التغطية على دوره الشيطاني الخبيث يدعو الى إخراج قوات التحالف الدولية بزعم
إنها تٶثر على أمن وإستقرار المنطقة، في الوقت الذي وکما أثبتت الوثائق الاخيرة التي حصلت عليها
مجموعة"الانتفاضة حتى إسقاط النظام" من برلمان النظام، بأنه مستمر على نهجه المشبوه في إثارة
الحروب ولم يتخلى عنها ولو ليوم واحد!
ماقام ويقوم به هذا النظام في المنطقة منذ تأسيسه ولحد الان، يثبت إنه حريص أشد الحرص على
الالتزام بنهجه وعدم التفريط به مهما حصل، وإن کل اميقال ويشاع بشأن إمکانية أن يتخلى هذا النظام
عن نهجه في إثارة الحروب والفتن في المنطقة، فإن ذلك محض هراء لأن المستحيل هو تخليه عن ذلك!