/ باحث اكاديمي
٢٤/٢/٢٠٢٤
قال الله عز وجل في محكم التنزيل ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
كلامنا موجه الى الشعب العراق وحكومته الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير ولكن ليس كلهم بل إلى عدد
من الساسة والقادة الجدد ومن يقف وراءهم، أقول الجدد الذين أتت بهم الظروف أو الصدفة إلى الكراسي
الأمامية ولا يعرفون أو يتناسون أن الشعب الكوردستاني شعب صامد وذو إرادة قوية وشجاع بما يكفي
لتحقيق أهدافه الوطنية.
للتذكير وتجنباً للإطالة أضع بين يدي هؤلاء الذين وضعوا روؤسهم تحت الرمال كالنعامة ظناً منهم ان
ضوء الشمس يحجبه الغربال عدد من الحقائق عسى أن تكون بداية جديدة لهؤلاء أن يفيقوا من سباتهم
ويفتحون عيونهم لينظروا الى ما حولهم ويفهموا حينذاك أن العالم أوسع بكثير مما يفكرون فيه وأنهم كانوا
في حلم ويعيشون في سراب.
نلمس ونسمع ونرى هنا وهناك اخباراً وتصريحات وضحكات استخفاف واستهزاء من بعض الاشخاص في
بغداد ومناطق أخرى بأن إنشاء الأقاليم الفيدرالية أمر مرفوض لانه يمثل تهديداً على وحدة العراق وسلامته
وأنّ أقليم كوردستان واقع ملموس(فائق زيدان/ رئيس مجلس القضاء الأعلى)او إقليم كوردستان سابقاً (احمد
ملا طلال/ مقدم برنامج)ونماذج أخرى، وآخرين يستعدون لقراءة الفاتحة في مجلس عزاء المقام على روح
الأقليم بعد نهايته( حسب أحلامهم الوهمية ) وآخرون يفرحون بقرارات المحكمة الاتحادية التي يعلم القاصي
والداني إنّ قراراتها سياسية اكثر من كونها قانونيّة وتناقض روح الدستور العراقي لعام ٢٠٠٥ هو الذي
سيكون تطبيقه ضمان لوحدة البلاد..
نقول لهم
الحقيقة الاولى:
ان الشعب الكوردستاني ومنذ أن أُلحق غصباً عنه بدولة العراق عام ١٩٢١ بعد اتفاقيات دولية وضرب
طموحاته عرض الحائط، ناضل هذا الشعب وقاد الثورات من اجل بناء عراق ديمقراطي لانه كان ولا يزال
على علم ومؤمناً بأن الدولة التي تديرها العقلية المركزية لا يمكن ان تشهد الأمن والاستقرار ولا يمكنها
التعامل مع مواطنيها على أساس القانون والعدالة والمساواة بل كان التعامل بنفس طائفي وشوفيني ومذهبي
وتكون الروح الوطنية غائبةً، لقد حقق هذا الشعب بثوراته وحكمة قياداته الكثير والكثير واتخذ خطوات جادة
نحو التغيير الى الديمقراطية.
الحقيقة الثانية:
ان الشعب الكوردستاني وأرضه قبل الانتفاضة الشعبية عام ١٩٩١ إبان ثورة كولان التقدمية كان الملاذ
الأول والأخير الآمن لكل القوى الوطنية التي كانت تعارض النظام السابق وأبواب القلوب كانت مفتوحة لهم
قبل أبواب البيوت ويناضلون بكل حرية وقوة، بعد الانتفاضة الشعبية وتأسيس برلمان كوردستان وحكومته
استمرّ الحال وبات الإقليم انسب الاماكن لتلعب القوى الوطنية المعارضة دوّرها إلى ان تم تحرير العراق
عام ٢٠٠٣، ونتيجة للأحداث الداخلية وسيطرة داعش الارهابي على مناطق واسعة توجه آلاف النازحين
الى الإقليم وفتح لهم أبواب المدارس وأماكن العبادة لايواءهم قبل ان يستقر بهم المطاف العيش في مخيمات
وتقدم لهم المساعدات الإنسانية اللازمة ولا يزالون موجودين وتحاول الحكومة الاتحادية استعادتهم إلى
مناطقهم.
الحقيقة الثالثة:
هذا الاقليم لم يأت من فراغ بل هو ثمار سنوات طويلة من النضال والعطاء وانهار من دماء الشهداء
والجرحى ودموع الأمهات والأطفال وعرق جبين شعب لا يعرف الخوف والقلق، فلا يمكن تصور وجود
حجر لم يسقه دم أو دمعة وان معركتنا مع الجماعة الارهابية داعش والأحداث التي وقعت بعد الاستفتاء
الشعبي عام ٢٠١٧ خير دليل على ما قلناه واستعدادنا المستمر للعمل على خطاهم والتضحية بالروح من
اجل ان تبقى ارادتنا قوية ولا نستسلم ابداً،
الحقيقة الرابعة:
ان إقليم كوردستان أسس بقرار اممي صادر من مجلس الأمن المرقم ٦٨٨ بعد الهجرة المليونية وأنشاء
المنطقة الآمنة، لذا فإن المجتمع الدولي مطالب بحمايته وان النظام الفيدرالي الذي اختارته القيادة السياسية
في الاقليم عام ١٩٩٢ سابق على تاسيس العراق الحرّ التعددي الاتحادي بسنوات عديدة.
الحقيقة الخامسة:
ان القيادة السياسية في الأقليم ساهمت بشكل كبير جدا في بناء الدولة المدنية والديمقراطية في العراق
الحديث بعد عام ٢٠٠٣ وأرست الدعائم القوية لبناءها وساهمت بفعالية في بناء المؤسسات الدستورية
والسياسية والعسكرية ولولا دورها لما كان العراق بهذا الشكل، وأن الاقليم دستوري وقانوني وفق المواد
الدستورية وأعترف به وبنظامه الفيدرالي وقوانينه الصادرة منذ تأسيس اول برلمان له، ومن أراد المزيد
فليراجع المواد الدستورية لعام ٢٠٠٥.
الحقيقة السادسة :
ان أمثال هؤلاء وغيرهم الكثير وممن سبقوهم افرغوا ما بجعبتهم وحقدهم ووجهوا افواه بنادقهم وألسنتهم
نحو الشعب الكوردستاني وحاولوا طمس معالمهم وتاريخهم وثقافتهم وارادوا سلب ارادتهم ولكن كل
محاولاتهم ودسائسهم باءت بالفشل وذهبوا هم الى مصيرهم المشؤوم وبقي الشعب صامدا كصمود الجبال
الشامخة.
ليكونوا على يقين بإنهم مهما تآمروا وخططوا لإضعافنا لن يحيدنا قيّد انملة عن التمسك بقضيتنا الوطنية
وحقوقنا المشروعة وسيبقى الإقليم مرفوع الجبين عزيزا، لأن المكر السيء يحيق بأهله ونتمنى للجميع أن
يفهموا ان ما ما يحاك ضد الإقليم مخطط له مسبقاً ولكنّها مجرد مسألة وقت تمر كسابقاته وخرج سالماً
منتصراً بإرادة شعبنا الحبيب وقيادته الحكيمة..هذا قليل من كثير ولنا مع الأيام القادمة موعداً لبيان الحقيقة.