يحكى أن نجارًا كان يعيش في إحدى القرى البعيدة مع زوجته وابنه الصغير وكان يقيم معهم والده العجوز الطاعن في السن ..
لم يكن النجار يحسن معاملة والده على الإطلاق فقد كان يقدم له الطعام في إناء قذر مصنوع من الصلصال ولم يكن ذلك الطعام بالكافي الذي يسد جوع العجوز المسكين ..
ليس هذا وحسب بل كان يسيء إليه بالتوبيخ والصراخ والعبارات القاسية المؤذية كلما أتيحت له الفرصة لذلك والعجوز صامت منكسر لا ينبس ببنت شفة ..
أما ابن النجار الصغير فقد كان مختلفا عن والده كان طفلاً طيبا يحب جده كثيرًا ويحترمه ويحسن معاملته وكثيرًا ما شعر بالغضب والضيق من تصرّفات والده ..
في أحد الأيام بينما كانت العائلة تتناول طعام الغداء وقع إناء الطعام من بين يدي العجوز دون قصد وتحطم إلى قطع صغيرة فاستشاط الابن غضبا وانهال على والده المسكين بوابل من الشتائم المؤذية الجارحة أما العجوز فلم يرد هذه المرة أيضًا ..
لقد كان يشعر بالأسى لأنه كسر الصحن وكلمات ابنه مزقت قلبه دون أن يكون له حيلة في الدفاع عن نفسه أو تهدئة غضب ابنه ..
لم يتقبل الحفيد ما كان يحدث أمامه وحزن أشد الحزن لطريقة تعامل والده القاسية مع الجد المسكين لكنه هو الآخر كان ضعيفًا لا يسعُه الوقوف في وجه والده ..
في اليوم التالي ذهب النجار إلى ورشته كالعادة ليبدأ عمله فوجد ابنه الصغير هناك وقد راح يصنعُ شيئًا ما بالخشب ..
سأل الأب : ما الذي تصنعه يا بني ؟
– إني أصنع إناءً خشبيًا للطعام …
– إناء خشبي ؟ لمن ؟
– إنه لك يا أبي … عندما تكبر وتتقدم في السن مثل جدي ستحتاج إلى إناء طعام خاص بك الأوعية الفخارية تنكسر بسرعة وقد أُضطر حينها لتوبيخك بقسوة لذا ارتأيت أن أصنع لك إناءً خشبيًا لا ينكسر ..
عند هذه الكلمات أجهش الأب بالبكاء لقد أدرك خطأه أخيرًا وعرف مقدار ما سبّبه لوالده المسكين من ألم فقرر التكفير عن أخطائه ومنذ ذلك اليوم حرص على أن يحسن لأبيه العجوز ويقوم على رعايته كما يجب ..
#العبرة المستفادة من هذه القصة
عامل الناس كما تحب أن تعامل فالدنيا دوارة وسيأتيك الدور عاجلاً أو آجلا ..
فما بالك بمعاملة الأبوين
وقل رب ارحمهما كماربيانى صغيرا.