الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
Homeمقالاتأمن وطني أم خوف من السقوط المحتوم؟!: منى سالم الجبوري

أمن وطني أم خوف من السقوط المحتوم؟!: منى سالم الجبوري

مع إن النظام الايراني قد أعلن عن العديد من الاهداف المتباينة له والتي يسعى من أجل تحقيقها، لکن
هناك الهدف الاهم والاکبر له والذي يمنحه الاولوية ويجعله في مقدمة تلك الاهداف دائما، وهذا الهدف
هو؛ المحافظة على النظام وضمان بقائه وإستمراره.
ويمکن من خلال هدف ضمان بقاء واستمرارية النظام فهم وحتى تفسير الاهداف الاخرى لهذا النظام،
وکمثال على ذلك، فإن الممارسات القمعية المختلفة التي قام ويقوم بها النظام الايراني ضد الشعب
الايراني والاعدامات المستمرة التي يقوم بتنفيذها، وکذلك تدخلاته في بلدان المنطقة وتأسيس أحزاب
وميليشەات تابعة له هناك وکذلك سعيه من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل، إنما کلها من أجل
المحافظة على نفسه بما يوفر الاجواء والارضية اللازمة لجعله أمرا واقعا.
کون النظام الايراني مهووسا بالمحافظة على نفسه وإيلائه إهتماما إستثنائيا لمٶسساته الامنية والقمعية،
إنما يأتي لأنه يعلم جيدا بأن الشعب الايراني يرفضه ويرفض نهجه القمعي الاستبدادي ويطالب بإستعادة
حريته المسلوبة وإسقاط هذا النظام ورميه في مزبلة التأريخ الى جانب سلفه نظام الشاه الدکتاتوري،
خصوصا بعدما يأس تماما من القضاء على منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر أيقونة النضال الوطني
ضده، وحتى إن إندلاع 3 إنتفاضات شعبية ضده شارکت المنظمة فيها بکل فعالية ولاسيما الانتفاضة
الاخيرة في 16 سبتمبر2022، التي دامت لستة أشهر، قد جعلت هذا النظام يشعر بحالة من الخوف
والهلع غير المسبوقين من دور وتأثير هذه المنظمة ويعمل المستحيل من أجل الحد منها.
لاتکاد أن تتوقف محاولات ومساعي النظام الايراني من أجل درء التهديد الوطني الشعبي المحدق بها
ولاسيما إحتمال إندلاع إنتفاضة بل وحتى ثورة شعبية ضده، وبهذا الصدد فإن رحيم صفوي، مستشار
خامنئي، وفي مقابلته مع وكالة الأنباء الطلابية للنظام، قال:" ليس أمامنا خيار سوى تعزیز دفاعنا وأمننا
الوطني. عمق دفاعنا الاستراتيجي هو البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. علينا توسيع دفاعنا
الاستراتيجي لمسافة خمسة آلاف كيلومتر من إيران." وهذا الکلام المثير للشبهة والسخرية معا لابد من
الانتباه أيضا لرد الرئيس السابق للجنة الزراعة في برلمان النظام، كريم بور، والمحسوب على جناح
حسن روحاني، على حسابه في X، على تصريح مستشار خامنئي عندما کتب:" عندما تصبح أمتك أكثر
فقرا وغضبا يوما بعد يوم، عندما تكون في حالة حرب مع الجميع في الداخل والخارج، عندما يتفشى
الفساد وعدم الكفاءة، تفتح عينيك فجأة وترى أن عمقك الاستراتيجي أصبح صفرا! غدا ستكون مثل
القذافي في المجاري!"!
نعم کلهم خائفون وترتعد فرائصهم من إحتمالات المستقبل ولاسيما السقوط المحتوم الذي ينتظرهم، کل
أقطاب النظام يعلمون جيدا بأن الشعب ومنظمة مجاهدي خلق تتربص بهم وتنتظر الفرصة واليوم
المناسب لکي تنقض عليهم وترميهم الى مزبلة التأريخ!

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular