مع إنتشار المدارس في القرى والمناطق الإيزيدية الشتى وخاصة في بداية السبعينيات ، تسابق الآباء في تسجيل أولادهم فيها لهدف رئيسي واحد هو : الحصول على التعليم وضمان مستقبل معيشي وفكري آمن لهم يساهم في تطور المجتمع الإيزيدي بعيداً عن الرجعية والفقر والمعاناة .!.
أثمرت هذه التسجيلات والدخول إلى المدارس ومن ثم الجامعات إلى ظهور الآلاف من الكوادر الثقافية والعلمية بين الإيزيدية ، وإزدادت هذه الأعداد مع تقادم السنين على أمل أن تكون عاملاً مساهماً يتجاوز التطور الفردي إلى العام في خدمة المجتمع حتى بات الجميع في تلك المناطق يلجأ إلى المتعلم في أمورهم العالقة .
حلت الثقافة محل معالجة الكثير من المشاهد الحياتية والإجتماعية السلبية ، وكاد أي أب حينما يرى ذلك اللجوء إلى ولده أو حتى إبنته فخراً وراحة أبدية لرغبته وكده في هذه الحياة وإطمئنانه لما خطط له من ضمانات العيش بعيداً عن القبلية والرجعية والتخلف .
لكن ونحن نمر بمرحلة متأزمة هي الأعنف منذ عقود سماع صفحات الإبادات على أبناء هذا القوم ، تحول ( المتعلم والمثقف والأكاديمي الإيزيدي ) المؤمل منه عون ودعم مجتمعه إلى ( فرعون إنتهازي ) لا مثيل لها في التخلي عن إرادات آبائه إلى حيث الطعن والرجوع إلى منطق الفردية والجشع وترك شؤون قومه بأيادي أوباش الإدارة والقيادة من أحفاد قطاعي الطرق والرجعية القبلية ثم الدينية ، وإنقلبوا سوءاً بلا أي إعتبار لعناوين الإعتماد عليهم في رسم آفاق المستقبل .!!.
نعم ، لقد تحولت النخب الثقافية أو بالأحرى المؤمل منها بناء مشاريع مستقبلية إلى مداخل وأدوات بأيادي المجموعات القبلية والعشائرية والدينية الجاهلة بكل إذعان من أجل قواعد مادية خاصة من قبل أحزاب وكيانات سياسية شائعة الآن .!!!.
وبسبب إنتشار هذه الحالات حتى وصلت مرتبة الظاهرة ، بات صاحب أو أصحاب الكلمة الحرة وسط هذا المجتمع متهمين من قبل الأقلام السياسية المأجورة والعميلة الفاسدة والشاحذة النتنة بشتى صفات ومفردات السوء من أجل إرضاء جبهة الإقطاعية الحاكمة والمجموعات المتخلفة التي تصنف حالياً على آخر زمن بـ( الرموز ) .!!!.
▪️وأخيراً وليس آخراً ، للأقلام الحرة التوجه والهدف ممن ورثت شرف القول والكتابة والعمل التربوي المتوارث غير المتخاذلين ألف تحية وتحية .